التدويخة العراقية التاريخ: 2018-07-03 02:42:54 Tweet علي السوداني انتهت ولاية وسلطة برلمان العراق التشريعية شكلاً والكاذبة المخادعة المرتزقة جوهراً ، وبدأت الرعية النائمة فرجةً جديدةً لا جديد فيها سوى إعادة إنتاج لغوة قانونية فارغة مستلة من مكب النفايات وبالوعة الكلام الكثير . خرجت هذه الكائنات المستقتلة من تحت قبة برلمان المحمية الخضراء ،وقامت بغزو شاشات التلفزيونات والجرائد وصفحات الفيسبوك وأخيه بالرضاعة التويتر ، واستعملت كل ما أنتجته التدويخة العراقية من مصطلحات منمقة وذات جرس شيطاني خداع سفيه ، متكئين في تصدير بضاعتهم على اتساع مشهد الجهل والمرض واليأس والقنوط واللا جدوى التي تعيشها الناس ، وكأن الجمع يغني كله خلف الزعيم الراحل سعد زغلول قبل أن يستهلك آخر أنفاسه « غطّيني يا صفية ، مفيش فايدة « الماكنة الآن تعمل بكامل طاقتها لتدمير وتضليل وتخبيل ما تبقى من عقل العراقي المريض ، فتحدثه عن طقطوقات بائسات ملتحفات لباس القانون وكتاب الدستور ، من مثل فراغ دستوري ودولة تصريف أعمال ومائدة فرز وعد يدوي ودكان عابر للطائفية وماخور تكنوقراط ، ولزيادة كمية الحنان والحب قيل عن حكومة أبوية ، ثم صار الأمر تحالفاً تكتيكياً مؤقتاً يشتغل بباب التقية وقانونها وشرعها ، يشبه اللحظات الحميمة المسالمة المؤقتة التي كانت تحدث بين القط توم والفأر جيري . أما صناديق الشبهة والإقتراع الغاصة بأصابع بنفسجية ميتة ، فلم تسلم من هذه الكائنات الشريرة الخائنة المبتذلة ، فلقد تم حرقها برصافة بغداد العليلة ، وتفجيرها بقلب كركوك ، وملاحقتها في الأراضي المحروقة ، حتى صارت مثل جثة مشبوهة لا تدري أين سيدفنها القاتل السفاح ، لتضيع مع هذا المدفن أيّ فرصة لسحله صوب قفص العدل والحق المبين . البارحة رأيت على الشاشة كائناً ضخماً من الصنف الذي امتهن التنظير والتفصيل والتفسير والتضليل . كان فمه واسعاً حتى يخيل لك أنه سيخرج من بطن التلفزيون ويلتهمك . صوت أجش مبحوح بسطل بلغم وشحة ضمير ، وحديث هو خلطة من أثاث حاوية الزبل اللغوي مدافاً بتحسينات ومبتكرات إبليسية ليس للناس القدرة العقلية على تسفيهها وتتفيهها . طيب ما هو الحل علّوكي الغاضب ؟! الحلُّ جدُّ بسيط وتحت اليمين إنْ نويتم وتوكلتم وتدبرتم ثوروا عليهم بيوم كنسة عظمى ، ونظفوا أرض البلاد منهم ومن فضلاتهم ، بعدها سترون العراق كله طاهراً بريئاً من الحرامية والخائنين ، وأيضاً من داعش وأخواتها بالرضاعة من نفس ثدي الشيطان .