هل تعرفون حسين رضا لشكري؟

مصطفى كامل

اليوم هو الثاني والعشرون من سبتمبر/ أيلول، حيث تحلُّ علينا الذكرى الـ 31 للرد العراقي الحاسم على جارة السوء الشرقية، التي قال عنها سيدنا عمر بن الخطاب،  رضي الله عنه، ونكرّر معه: ليت بين العرب وفارس جبل من نار.

وللأجيال العراقية والعربية الشابة التي ولدت أو أدركت الوعي بعد هذا التاريخ نذكر ثمة حقائق لابد من إستذكارها، خصوصاً مع ارتفاع نباح البعض بأن العمل العسكري العراقي كان عدواناً على بلد جار مسلم، أو، في أقل تقدير، ماكان ينبغي له أن يكون.

وحتى لاتضيع الحقائق في الزحام، وحتى لاتطرد العملةُ الرديئةُ العملةَ الجيدةَ من السوق، نذكر ونذكِّر بالحقائق التالية:

جاء الرد العسكري العراقي بعد عدوان مسلح، على العراق، تواصل لثمانية عشر يوماً، شاركت فيه كل صنوف القوات المسلحة الإيرانية، برية وجوية وبحرية، أسفر عن احتلال مخافر حدودية عراقية عدة.

كما جاء الرد العسكري العراقي بعد 420 عدواناً طيلة أكثر من 18 شهراً نفذتها قوات مسلحة إيرانية برية وجوية وبحرية، فضلاً عن اعتداءات مسلحة على بعثات العراق الدبلوماسية في طهران والمحمرة.

وجاء، أيضاً، بعد نحو 293 مذكرة ورسالة احتجاج رسمية وجهت إلى أمين عام الأمم المتحدة ورؤوساء مجلس الأمن الدولي وإلى الحكومة الإيرانية مباشرة أو عبر دبلوماسييها في بغداد.

كما جاء رد العراق الحاسم بعد أن أعلن الجانب الإيراني رسمياً، وكرَّر مراراً، رغبته بإلغاء اتفاقية الجزائر المبرمة بين العراق وإيران، التي أبرمها العراق مضطراً في مارس/ آذار عام 1975 تحت وطأة غدر العصابات الكردية العميلة المدعومة من شاه إيران، محمد ضا بهلوي، التي تصاعدت هجماتها وعملياتها الخيانية بعد أن وجدت فرصة تاريخية لها في أعقاب إعلان القيادة العراقية تأميم نفط العراق وتحرير ثرواته، وما صاحب ذلك من ظروف مالية صعبة عاشها العراق حينذاك، فضلاً عن انشغال جانب كبير من قدرات العراق العسكرية في رد العدوان الصهيوني على دمشق والذود عن سماء مصر في حرب رمضان، أكتوبر/ تشرين أول 1973، وهي الاتفاقية التي قال الرئيس الشهيد صدام حسين عنها، إنها كانت خياراً بين أن يضيع العراق كله أو أن نضحي بنصف شط العرب. بل ان الجانب الإيراني ألغى تلك الاتفاقية عملياً وإن لم يلغها رسمياً، من خلال اعتداءاته المتكررة، كما أشرنا في أعلاه.

وبالطبع، جاء رد العراق الحاسم بعد التهديدات الايرانية باجتياح العراق و(تحريره) من النظام الوطني فيه، وتصدير الثورة والزحف نحو كربلاء والنجف؟ وكل ذلك حدث قبل سبتمبر/ أيلول 1980 واستمر لسنوات طويلة، ومازال النهج ذاته مستمراً حتى الان.

 ونفذ العراق ضرباته الجوية بعد دعم ايران خميني لفصائل المعارضة العراقية العميلة لها، ومدِّها بالسلاح والمال، وقيام تلك التنظيمات، وخاصة حوب الدعوة العميل، بأعمال التفجيرات والاغتيالات، وكل ذلك قبل  سبتمبر/ أيلول 1980، وبعده طبعاً.

كما جاء رد العراق بعد أن دعا كبير الدجالين، خميني، ضباط وجنود الجيش العراقي، علناً ومراراً، إلى توجيه أسلحتهم صوب النظام الوطني في العراق ورئيسه شخصياً.

وجواباً على السؤال الذي حمله عنوان هذه المقالة، نقول:

في يوم 17 سبتمبر/أيلول 1980 أسقط العراق طائرة إيرانية مقاتلة من طراز اف 5 فوق العاصمة العراقية، باشتباك جوي نفذه الرائد الطيار، حينها، كمال عبدالستار البرزنجي، القائد السابق للقوة الجوية العراقية، المشكَّلة في أعقاب احتلال العراق.

لقد حدثت هذه الواقعة قبل 5 أيام من الرد العراقي على ايران، فماالذي جاء بطائرة إيرانية مقاتلة فوق العاصمة بغداد، ليتم إسقاطها، فيما بقي طيارها (حسين علي رضا لشكري) أسيراً لدى العراق، معززاً مكرماً حتى إطلاق سراحه في العام 1998، لأنه أكبر دليل وأوضح شاهد بشري على بدء العدوان الايراني على العراق، رغم ان العراق أطلق جميع أسرى الحرب الإيرانيين، بينما تحتجز طهران الشر آلافاً من أسرانا حتى الآن.
وقد توفي لشكري، المولود في قزوين، والذي سماه الإيرانيون (سيد الأسرى) توفي في العام 2009، بعد منحه رتبة لواء طيار.

لمعلومات إضافية عن لشكري، يرجى الضغط هنا.


الجانب العراقي يسلم لشكري في نقطة تبادل الأسرى بمعبر المنذرية الحدودي

الإيرانيون يستقبلون لشكري


ولايفوتنا التذكير بكل المبادرات التي اعلنها العراق او التي قبلها لوقف اطلاق النار، وكل قرارات ودعوات مجلس الامن الدولي بدءاً من القرار الصادر في 28 سبتمبر/ أيلول 1980، اي بعد ستة ايام من الرد العراقي؟ وانتهاءً بالقرار 598 الصادر في 20 يوليو/ تموز 1987، وقبله العراق فور صدوره، فيما رفضته إيران على الفور ثم عادت بعد اكثر من عام، لتقبله بعد ان تجرَّع شيطانها المجرم سم هزيمته على يد أشاوس العراق، وهو القرار الذي أوقف اطلاق النار رسمياً في 8/8/1988.


خامنئي مستقبلاً لشكري

تشييع لشكري


ونذكر ونذكِّر ان ايران رفضت تطبيع العلاقات وعودة الاسرى وترسيم الحدود مع العراق رغم كل مافعله العراق من اجل ذلك.

ثم نذكِّر ونذكر قصة الطائرات العراقية المودعة، على سبيل الأمانة لدى ايران، وهي أكثر من 150 طائرة حربية ومدنية، ترفض ايران إعادتها، بل انها تستخدمها فعلا في رحلات داخلية غير مسجلة دولياً.

أما ماتفعله ايران في الوقت الحاضر، ومنذ احتلال العراق، الذي اعترفت، رسمياً، بتسهيلها له، فهذا شأن آخر ليس مجاله الآن!

ملاحظة 
لمعلومات إضافية في الرد على مزاعم إيرانية بهذا الصدد، يرجى الضغط هنا.

 الصور

  1. الجانب العراقي يسلِّم لشكري في نقطة تبادل الأسرى بمعبر المنذرية الحدودي
  2. الإيرانيون يستقبلون لشكري 
  3. خامنئي مستقبلاً الطيار
  4. تشييع لشكري

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,025,425

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"