يواصل الفلسطينيون الجمعة السابعة عشر على التوالي فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة المحاصر، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الصهيونية بشن عدوان جديد على قطاع غزة.
توسيع المسيرات وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، جمعة "لن تمر المؤامرة على حقوق اللاجئين"، مؤكدة "استمرار وتطوير وتوسيع مسيرات العودة، التي شكلت سياجا وطنيا شعبيا منيعا لحماية ثوابت وحقوق شعبنا". وشددت في بيان لها على أن "تهديدات الاحتلال المتواصلة، لن ترهبنا ولن توقف هذه المسيرات"، داعية الجماهير الفلسطينية إلى النفير العام للمشاركة في فعاليات الجمعة السابعة عشر في مخيمات العودة الخمسة، المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي قطاع غزة.
وأشارت الهيئة، إلى أن المشاركة الجماهيرية "الواسعة في المسيرة وجهت رسائل بالغة المضامين والأهمية إلى الاحتلال والإدارة الأميركية؛ بأن شعبنا سيواصل تصديه بكل حزم لكل المحاولات الهادفة لتصفية قضيتنا، وأنه قادر على إفشال وإحباط صفقة القرن". وأوضحت أن هذه الجمعة، تأتي "لتؤكد إصرار شعبنا على مواجهة وإحباط كل المؤامرات التي تستهدف حقوق اللاجئين، من خلال العبث بوكالة الغوث وإنهاء دورها كشاهد على مأساة شعبنا ونكبته". وتحديا للتهديدات الصهيونية، استمر نشطاء فلسطينيون في إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تجاه الأراضي المحتلة، وهو ما أدى إلى تواصل اندلاع الحرائق في المستوطنات الصهيونية، في الوقت الذي استمر الاحتلال باستهداف الشبان الفلسطينيين بالقصف والقتل. تحاول التملص وحول خطورة إجراءات وقرارات وكالة الغوث الرامية إلى تقليص الخدمات المقدمة للاجئين والاستغناء عن بعض الموظفين بزعم أزمة التمويل، نبه أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "وكالة الغوث بشكل عملي، تبحث وتحاول تطبيق إجراءات تقشفية منذ فترة"، معتبرا أنها "أداة لإدامة الحالة الإنسانية الصعبة للاجئ الفلسطيني".
وأضاف: "الوكالة تم تأسيسها عام 1949 بعد النكبة الفلسطينية، لتستمر المعاناة السياسية مع أن الظاهر هو تخفيف المعاناة الإنسانية"، لافتا إلى أنها "لم ترجع أي لاجئ إلى بيته الذي طرد منه على يد الاحتلال، ولن تقوم بأي جهد في هذا الاتجاه". وأكد البسوس، أنه "بعد حوالي 70 عاما من سياسة المعونات والمساعدات التي حاولت من خلالها الأونروا دفع اللاجئين إلى التفكير في إطار الحل الإنساني، لم تنجح الوكالة من كسر الإرادة السياسية بتحقيق حلم العودة، والدليل على ذلك مسيرات العودة".
ونوه إلى أنه بعدما "فشلت وكالة الغوث في كسر الإرادة السياسية للفلسطينيين، تحاول اليوم التملص حتى من العمل الإنساني ووقف المساعدات بالتدرج".
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، وسام أبو شمالة، أن "تقليصات الأونروا هي الأخطر منذ عدة سنوات"، مذكرا أنه "سبق قيامها بتقليص متكرر لخدماتها تجاه اللاجئين في الساحات التي تخدم بها ولا سيما في قطاع غزة". انفجار وشيك
وأضاف: " ما تعتزم الأونروا تنفيذه من خطوات غير مسبوقة، تعكس التعاطي مع الرؤية الأميركية لتصفية قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة، وقد بدأت بخطوات عملية أهمها العمل على إنهاء خدمات وكالة الغوث التي تعتبر أهم شاهد على النكبة الفلسطينية". ورأى أبو شمالة، أن "تقليصات الأونروا ستنعكس على جموع الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئين الذين يشكلون ثلثي الشعب الفلسطيني، في حين تعتبر أكثر الساحات تضررا هي غزة على اعتبار ما تمر به من حصار صهيوني وتراجع في الخدمات وانتشار البطالة والفقر". وأكد الكاتب، أن هذه الإجراءات، "تزيد من معاناة الناس وقد تؤدي لانفجار وشيك غالبا سيتجه نحو الاحتلال، في ظل ما تشهده غزة من توتر وتصاعد للاعتداءات الصهيونية بحجة مسيرات العودة وإطلاق الأطباق الورقية والبالونات الطائرة". وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 142 شهيدا، والجرحى لأكثر من 16 ألف مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وزارة الصحة. ويشار إلى أن إحصائية الصحة لا تشمل عدد 6 شهداء محتجزين لدى الاحتلال، زعم استشهادهم وما زال العدو الصهيوني يحتجزجثامينهم، وبذلك يصل إجمالي عدد شهداء إلى 148 شهيدا، مع التذكير أن هذه الإحصائية لا تشمل الشهداء الذين قضوا في قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة، الذي كان آخرهم أمس، الشهيد عبد الكريم رضوان الذي ارتقى شهيدا في قصف صهيوني لموقع لكتائب القسام.
وانطلقت مسيرات العودة الشعبية في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم إقامة عدد 5 مخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.