يجب أن نبكي على الحسين حقاً، ليس لأن العرب ذبحوا حفيد نبيهم بعد 50 سنة من وفاته في أكبر مأساة عرفها التاريخ الإنساني فحتى خطيب الدواعش العدناني يقول "لو كان يزيد بيننا لسلمناه".
ولكن البكاء الحقيقي على الحسين هو بكاء على إمام من أئمة التوحيد تحول قبره إلى أكبر عقوبة له وللتوحيد إنه يتعذب في قبره كلما تمسحت به النائحات والمتوسلات.
أهل الكوفة، في حينها، لم يكتفوا بالغدر به بل حولوا ضريحه إلى سوق وتجارة وحصالة نقود، وهذا الجسد المدفون بلا رأس تم تركيب رأس فارسي عليه ليكون تعذيبا للحسين بن علي إلى الأبد وكأنه لم يستشهد في سبيل التوحيد ولا في سبيل الاسلام العربي بل في سبيل انحسار العرب واغتصاب حقوقهم وأصبح هو رمز لفشل التوحيد وفشل الرسالة المحمدية نفسها وفشل العرب
بنات الحسين في الأنبار تحت القصف وأبناؤه في المخيمات بلا غطاء والفرس يشربون دمه ويبيعون لحمه ويتاجرون باسمه.
إن هذا الضريح المذهَّب أكبر عذاب للحسين وهذا النواح والبكاء والتطبير أعظم سخرية به.
لابد في يوم من الأيام يأتي أحد أحفاد الحسين الشجعان ويحرر الحسين العظيم من ضريحه.