ولكي لا نتسرع في الحكم عليه ونقول فيه ما تكشف عنه تصريحاته وقبلها افعاله التي لا تقيم وزنا لقيم جار ولا تحترم خصوصيات شعب صديق وسيادته الوطنية، فقد بدا احمقا في تعامله مع اتباعه بصلافة مفرطة وهو يعلن متباهيا في تصريح خص به وكالة انباء رويترز البريطانية بهدف اطلاع البعيد عنه قبل القريب منه بانه (ماين ومفتصل) لا يرد له طلب!
والا كيف نفسر تصريحه لتلك الوكالة الذي قال فيه ما نصه "ان قواتنا متوجودة في بغداد وفي العراق بشكل عام" ويعترف "نحن لا نخجل من وجودنا في العراق وسوف نقاتل بكل محافظات العراق حتى نتمكن من قتل اخر ارهابي يهدد المصالح الايرانية داخل العراق"!!
وربما يسأل بعض الاخوة ممن ظنوا خطأ بان حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد افضل من سابقه فهذا والحق يقال مرتب ولكنه راضع من نفس ثدي "الدعوة" الغاطسة بالعمالة للعمين سام وخامنئي، بدليل ان الفساد ما يزال قائما وقتل العراقيين لا تزال وتيرته عالية، اما سرقة المال فقد خفَّت كثيرا في زمن العبادي ليس لانه –حمش- لا يسمح بذلك بل لان خزينة دولته اشبه بالخاوية او بالدقة ما يتوفر فيها لا يشجع السراق على التورط بمد اليد عليها، وهم موجودون ولم تتحرك حكومته لاجثاثهم لانهم من بتوع المالكي الذي حرص ولى الفقيه الايراني على الاشادة به عندما ذهب اليه زحفا ليحظى ببركات وصاياه في ادارة الدولة العراقية لتكون وصيفة شاطرة في تامين وخدمة مصالح ايران في العراق كما جاهر بذلك سليماني في تصريحه لرويترز الذي اشرنا اليه سابقا .
واكدت وكالة انباء فارس الايرانية الرسمية في الثلاثين من تشرين الثاني المنصرم وبالقلم العريض ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس هو القائد الفعلي للعمليات العسكرية العراقية التي شنت وتشن عمليات عسكرية على المدن العراقية في المحافظات الست المنتفضة .
وتؤكد الشرقية نيوز التي نشرت الخبر بان تعليق وكالة فارس الذي تضمن هذه الاشارة جاء بعد ايام من نشر صور لسليماني وهو يُشرف على العمليات العسكرية في ناحية جرف الصخر في محافظة بابل وقبلها في ناحية “امرلي” في صلاح الدين وهي عمليات ذات طابع طائفي شارك فيها قائد قوات القدس الايرانية الى جانب ماسمي بقوات الحشد الشعبي التي امر بتشكيلها الزعيم الديني السستاني الايراني الجنسية وكذلك قرب اربيل وغيرها التي لم يعلن عنها .
ويلاحظ ان العبادي الذي ظهر وكانه يظهر حرصا في بداية توليه المسؤولية بان جعل علاقاته بالبرلمان منسابة بادعاء انه يمثل جميع العراقيين وجاء لخدمتهم ويسعي لتوحيد عمل الاطراف السياسية والبرلمانية باتجاه معالجة ملفات كثيرة وفي مقدمتها ملفات تحرير المدن المحتلة،الامني،السياسي،الفساد،الخدمي،الاقتصادي وغيرها ، ولكنه انقلب على وجهه الاحتياط ولبس وجهه الحقيقي بتاثير لقائه بمرجعه الايراني بعد سلسلة من التوجيهات تلقاها خصيصا من مرجعه الاميركي بايدن مصحوبة بالاستحسان والثناء !!
ولا نريد ان نشغل انفسنا بالحديث عن تفاصيل ما دار بين التابع العبادي والمتبوع خامنئي ويكفي ان رئيس الوزراء تقصد تقديم زيارته لطهران للالتقاء بولي امره الايراني على غيره من المسؤولين العرب من دون مراعاة لانتماء العراق العربي وهو تصرف ينم على صلف العبادي وتنكره لحقيقة الارتباط العراقي بامته العربية جذرا ومصيرا وتلك هي رؤية حزب الدعوة العميل للفرس التي تلتقي برؤى الحزب الاسلامي الذي ينتمي اليه رفيقه في الشر الجبوري رئيس البرلمان الذي صار لا يري ولا يسمع ولا ينطق الا مراعاة للعبادي ولحشده الميليشياوي الذي يقوده سليماني.
ويكفي ان نقف عند ملخص ما اوردته وكالات الانباء عن زيارة العبادي لخامنئي والتوجيهات التي دعاه للالتزم بها وهو يقود الحكومة الجديدة لحساب نظام ولي الفقيه . فقد ذهب لان تكون موعظته متمسكة باسلوب ما قل ودل فجاءت الموعظة فعلا كذلك، ولكم فتواه مرتبطة بطاعة عبر عنها العبادي بعاجل فوري، فبعد لحسه الايادي لخصت التوجيهات له بالتالي "قال خامنئي: لن ننسى خدمات المالكي والميليشيات راسمال العراق.. وخاطبه العبادي قائلا: بارشاداتكم وبصيرة شعبكم سنجتاز المرحلة"!!
بلا تعليق، فالكلام موجز ولكن تترجمه الاحداث التي شهدها العراق في ظل حكومة البريطاني الايراني حيدراني حتى الان والقادم العن كما زفت لنا ذلك موعظة الولي الفقية التي عدت الميليشيات راسمال العراق وهي قاتلة شعبه ، وما دام رئيس وزرائنا فرط ببصيرة شعبنا ليتخذ من ارشادات خامنئي ومن بصيرة الشعب الايراني دليلا يتعكز عليه لاجتياز المرحلة الراهنة ، ام يا ترى يقصد التالية ايضا على اساس ان البصيرة الايرانية عابرة للمراحل كما اكتشف ذلك العبادي حصرا ؟!
وكما توقعت دوائر سياسية عربية فقد جاء تصرف العبادي متوافقا مع استجابته لارشادات سيده خامنئي فعبر عن الالتزام بها بدقة وسرعة فائقة فعمد الى فتح ابواب العراق على مصراعيها امام الميليشيات الايرانية حتى بات قاسم سليماني يصول ويجول في العراق من دون حسيب او رقيب وزيادة في الاساءة للعراق ولعشائره العربية وخصوصا للانباريين ، فقد مكن سليماني رسميا من التواجد في عدد من مواقع التي يتواجد فيها اهلنا الانباريون الذين يتعرضون للقصف بالاسلحة الثقيلة في حرب قصف تقودها ضدهم القوات الامنية والتي تتولى قصف اهلهم يوميا ، ويعترف مصدر امني عراقي بان سليماني متواجد منذ يوم السبت الماضي في الانبار وانه تفقد قوطع عمليات المحافظة كما تواجد في مناطق قرب الجسر الياباني والثرثار واستطلع مناطق شمال غرب الفلوجة برفقة عدد من قادة الميليشيات من بينهم عدد من الضباط العراقيين اضافة الى افراد حمايته الخاصة في وقت اعلن فيه عن وصول نحو1650 عنصرا من عناصر الحشد الطائفي الى مدينة الرمادي قادمة من قاعدة الحبانية من ضمنهم عدد من عناصر سرايا مقتدى الصدر الطائفية تحضيرا لعمليات ينتظر ان يقودها سليماني على ارض الانبار التي ترفض تواجده على اديمها اصلا.
وناتي في خاتمة المقال للتعرف على حل حزورة اخر زمان ، فاقول ان صاحبنا المقصود ليس ذكيا كفاية الا انه يتكيء على غباء المنحيين من جماعته الطائفية ليزجهم دروعا تنجيه من ان يخوض معارك تكلفه حياته ، كما انه ليس شجاعا من طراز لا يجارى وانما يواجه بجيش ادخل في خلده انه يقاتل دفاعا عن الائمة فيعيش هو كالعادة ويرحل من يصدقونه ، فهذا النمط من المنافقة يصطف فيه القادة الاميركيون الى جانب الكسرويين ، فهم اول من اطلق الدعوة لنجدة العراق من الارهاب وهم انفسهم السباقون لتضييفه في العراق وهم شركاء في اراقة دم العراقيين بادعاء الدفاع عنهم ولكن بغدر مرتب.