أكره أمريكا حتى الآن

علي السوداني

1

المزاج الشعبي الأمريكاني مزاج حرب بامتياز.

حاول باراك حسين أوباما الكسيح المربوط إلى بقيا عقدة البشرة والديمقراطيون معه، تنظيف الكثير من الوسخ الملطوش على وجه أمريكا الوغدة، ونجح نسبياً ووفّر على شعبه دماء ودولارات وصحة ممكنة وتعليم لا يكسر ظهر دافع الضرائب، في بلاد نابتة فوق رأسماليتها ويُساطُ ظهرها بقوة الدولار، وتترمّد عيونها صبحية كلّ يوم وظهيرته، بطعنات الأرقام الناتئة على هامات وحوائط الرعب المشهرة على وجه "وول ستريت" الألكتروني اليابس الذي لا يعرف رحمةً أبداً .

الجمهوريون القساة وهواة الحرب عائدون بقوة وبدفع وبمباركة من الماسونية العالمية، التي ما زالت تشتغل تحت الطاولة.

ليس المهم هنا الخلاف حول تأطير مفهوم محدد للماسونيين البنّائين أول ولادتهم تحت القناع وتفريخهم لهذا الشر العظيم، وقد تكون التسمية ملتبسة لكنها ترمز الى شر عظيم.

للناس دورهم في هذا الخراب وهذا ما جئنا عليه الف مرة ومرات لكن من دون نسيان او تغافل لدور المستعمرين الجشعين، واشهرهم امريكا المجرمة التي فقدت كل انسانيتها حتى ليخال لواحدنا انهم صاروا يتلذذون بمنظر دمائنا المسفوحة ويتعطرون بمنقل لحمنا المشوي.

هي جريمة عظمى تمشي على قدمين همجيتين، وربما هي عرجاء بقدمٍ ديمقراطي، وآخر جمهوريّ. ندعو الله والطيبين في العالم معاونة هذه القحبة الشريرة على استعادة انسانيتها كي تعيش الارض كلها بسلام وطمأنينة .

شدّوا رؤوسكم يا قرعان وياقرعات، واحضنوا أفراخكم الأغضاض بقوة مثل وشالة شوق يلبط بين الأضلع على قلقٍ مبين. الجمهوريون القساة والسماسرة الذين بضاعتهم دماء ودموع وخبز ونفط وذهب الفقراءعائدون، وأول نتائج هزيمة الديمقراطين كان أمر أوباما الخائف المتوجّس من منظر الكارت الأحمر، كان بإرسال آلاف جديدة من جنده وجندياته صوب بلاد ما بين القهرين وتحت مسميات ترضي الحكومة الخضراء ببغداد المريضة ، وأيضاً الناخب الأمريكي الذي ربما رسم منذ الآن صورة رئيسه القادم الذي لن يكون أوباماوياً حتماً.

 

2

أيام كانت بغداد العزيزة قائمة على بعض حيلها وعافيتها، فإنّ وزارة زراعتها تشهر كل مساء تلفزيون ، قائمة حديثة بأثمان الفواكه والخضر، وتطلب من أصحاب الدكاكين والعلاوي خطّ الأسعار وتعليقها بصدر المزاد. أليوم تصدر أمريكا كلّ فترة قائمة محدثة بأسعار دماء الناس في الشرق المريض المهزوم بسببهم أولاً، وبنومة الناس ثانياً.

عندما دقّ المجرمون الدواعش باب عين العرب كوباني، قام العالمُ كلهُ على حيلهِ ولم يقعد، وصار نبأ المدينة هو خاصرة الأخبار حتى الآن.

خلال سبعة أيام، أعدمَت حثالة ولملوم داعش أزيد من 500 طفل وشاب وامرأة وشائب من قبيلة البو نمر بأنبار العراق ، لكنّ ما تبقى من شرف (القحبة) أمريكا و (القوادة) بريطانيا وباقي أثاث الماخور الكونيّ، لم يتحرك أو يهتزّ.

هذه هي التسعيرة الحقيقية لدماء الفقراء والمظلومين والمسبيّين في الشرق الجديد الذي صنعهُ الوحوش الحرامية الهمج الأمريكان ومنغلتهم العظمى التي صارت ماكنة مشاعة تتلقّح بيضتها الواحدة بألف حيمنٍ وحيمن.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,628,792

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"