رغم انني أشعر بالدوار والاشمئزاز عندما استمع لكلمات الكذاب نوري المالكي، كما ينعته الشعب العراقي، لكني اضطررت مرغما لسماع كلمته المليئة بالحقد والكراهية في حفل افتتاح ما يسمى بالمؤتمر التأسيسي للشباب الرابع عشر من شباط/فبراير الذي عقد في بغداد والذي تتزعمه مجموعة معادية تم وصمها بالإرهاب في مملكة البحرين.
ولقد تطرق ذلك الكذاب الأشر لعدة محاور، جميعها لا تمت لواقع الحال بصلة، ولو تمعنا بكل محور تناوله وسلطنا الضوء عليه واسقطناه على ارض الواقع لاكتشفنا زيفه وبطلانه. ولكوني بحريني من أصول عراقية أعيش فوق أراضي مملكة البحرين منذ ما يقارب من 15 عاما وكشاهد محايد على مجريات الأمور وكيف تسير الحياة هنالك تبين لي بوضوح زيف ذلك الدعي الذي أراد من خلال نفث كلماته المسمومة ان يستدر عواطف الطائفة الشيعية الكريمة وكأنه حمل وديع يكاد قلبه يتفطر ألماً لما يقاسوه في بلدهم! وتناسى ما يعانيه الشعب العراقي من آثار جور حكمه! لقد تطرق إلى حركة ما يسمى بالمعارضة في البحرين ووصفها ب (المعارضة السلمية الحقيقية التي يجب على حكومة البحرين الاعتراف بها والتعامل معها)! الجميع يعلم ان هذه الفئة لم تكن يوما سلمية ولقد ذهب من جراء عنف أفرادها عشرات الشهداء من القوات الأمنية، ولم يكن تجمعهم في الدوار في الرابع عشر من شباط/ فبراير عام 2011، والذي اتخذوه تاريخا لحركتهم الارهابية، سلميا مطلقا، فقد كانوا ينادون بإسقاط الملكية ومحاكمة آل خليفة والخروج عليهم وتحويل الحكم الى جمهورية إسلامية مدعومة من ايران. وقد رافق تمردهم هذا بث الفوضى وتعطيل المؤسسات والتعليم وتدمير جامعة البحرين والإيعاز بالعصيان المدني ونزول المئآت من افراد ميليشياتهم المسلحة إلى الشوراع وقطع الطرق وحرق آليات الشرطة واستخدام المولوتوف والسلاح الأبيض، فعن أي سلمية يتكلم هذا المعتوه؟! كما تطرق ذلك الطائفي المقيت إلى دعوة نظام الحكم في البحرين إلى (بث روح التعايش والسعي لاستقرار البحرين والابتعاد عن النهج الطائفي) واستشهد بحال العراق كنموذج للديمقراطية والتعايش! وكأنه جنة الله على الأرض! حقيقة انه لأمر يدعو للاستغراب والضحك معا! فإما أن هذا معتوه وفي عقله لوثة أو انه يتوقع بكذبه هذا سيلقى صدى لكلماته، وتتلقف الناس (حكمه ونصائحه)! أقول له عن أي مبادئ وقيم وعدل تتحدث؟! فهل نسيت ما فعلت بالعراق شيعته وسنته ومسيحييه وباقي أقلياته ابان حكمك أم تريد ان اذكرك؟ فمن أطلق أيدي الميليشيات لذبح العراقيين السنة وزجهم في السجون واقصائهم؟! وكذلك فعلت مع مناهضيك من الشيعة العرب الأشراف الذين رفضوا الانخراط تحت وصاية ايران، مثلما تعاملت مع الصرخي واتباعه؟! ومن جعل بغداد تصحو وتمسي يوميا على عشرات الجثث ملقاة في المزابل وعلى ضفاف نهر دجلة؟ ومن أسكت، بالقوة والاعتقالات، الانتفاضة السلمية التي انطلقت في عموم العراق، نتيجة لطائفيتك وفسادك بدءا من ساحة التحرير والتي امتدت إلى شمال العراق وجنوبه؟! ولا ننسى وعودك الكاذبة بتنفيذ المطالب وانجازها خلال 100 يوم، ثم تخليك عن ذلك مما اكتسبت بعدها استحقاقا لقب (كذاب نوري المالكي كذاب). وهل نسيت ضربك للمعتصمين في خيامهم وقتلك المئات حرقاً في الحويجة والأنبار والموصل ووصفك لشريحة كبيرة من شعبك المبتلى بجنونك وحكمك الطائفي بأنهم فقاعة نتنة؟! هل نسيت مذبحة سبايكر التي راح ضحيتها خيرة شباب العراق وكل الأدلة تدينك وتحوم حواليك؟! أم هل نسيت تواطؤك مع داعش عندما أوعزت لقادة فرق جيشك بإخلاء الموصل دون مقاومة انتقاماً وثأرا قديما وتدميراً لأكبر محافظة عراقية كانت يوما سدا منيعا للصفوي نادر شاه، مما أدى الى سقوطها أسيرة بأيدي الإرهابيين من تنظيم داعش الذي حاكت مخططه ورعته أميركا وايران ونفذته كخائن ذليل وراح نتيجة لعقلك المريض عشرات آلاف الضحايا جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت المدينة عن بكرة أبيها تدميرا؟! أما فسادك وفساظ طاقمك فوصل حدا يزكم الأنوف وتتكلم فيه كل الفضائيات، فقد نهبت في حقبتك السوداء مئات المليارات من الدولارات من الخزينة العراقية وهرّبتها إلى إيران ودول أخرى، ولم يشهد العراق في فترتك المظلمة بناء صرح علمي ولا مدرسة أو مركز صحي أو أي مشروع خدمي أو سكني، وبقي العراق في أسفل السلم من التخلف والفقر وانعدام الامن! ونعلم يقينا إحجام القضاء العراقي عن تقديمك للمحاكمة كمجرم حرب نتيجة للضغط الإيراني لأنك عميلهم المدلل وأفضل شخصية لديهم أشرفت على تنفيذ مخططهم بتدمير العراق! والمضحك المبكي لكل ما ورد في أعلاه انك سميت دولتك ب (دولة القانون) وهي أبعد ما يكون عن العدل والقانون! لنعد الى البحرين، لذا اعلم أخزاك الله ان في البحرين قانون حقيقي يطال الجميع ولا يسمح بالإخلال بالامن وبث الإرهاب والفوضى من أي جهة كانت، لكن هنالك حرية تعبير كفلها الدستور، وبرلمان حقيقي يمثل الشعب، وقضاء مستقل ورفاهية وخدمات وأمن واستقرار لن يصله العراق في ظل حكمكم الجائر، وان فيها قيادة تتعامل مع الجميع كأسنان المشط. وليس اعتباطا اكتسبت المنامة لقبها عالميا كعاصمة المحبة والتعايش والسلام. فلم نسمع يوما فيها ان شيعيا اعتدى على أخيه السني أو فجّر مسجدا للسنة أو العكس، كما هو الحال في العراق، وهي تخلو تماما، بسهر قادتها ورجال أمنها، من المسلحين والميليشيات المنفلتة الخارجة عن القانون التي تقتل على الهوية، وهكذا أرادها الانقلابيون دعاة الفتنة لكن رعاية الله كانت لهم بالمرصاد فاقبرت مطامعهم المريضة. ولم نسمع بتفجيرات وكواتم الصوت تغتال المعارضين، ولا يوجد فيها أقبية للتعذيب ومحاكم صورية كمحاكم التفتيش الاسبانية، ولا صفقات لتهريب النفط والآثار، ولا عقود وهمية تدار من معممين اتخذوا من الدين قضية، ولا وجود لعشرات الآلاف من الجنود الفضائيين، ولا دعاة فتنة محميون من الأحزاب الدينية، ولا رشاوى وفساد ينخر المؤسسات المدنية. أما طرحك لموضوع التجنيس و (تحذير حكومة البحرين من تجنيس فدائيي صدام) فهذه فرية أخرى وكذبة لا تنطلي على احد فالجالية العراقية في البحرين هي حصرا من الكفاءآت النخبوية من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والاداريين احتضنتهم المملكة واكرمتهم وذلك من سمو أخلاقها العربية الإسلامية الاصيلة، ولا يوجد أي عنصر كما تروج له من فدائيي صدام، واتحداك أن ترسل لنا قائمة بالأسماء. وان كنت تقصد تجنيس البعض من العراقيين المقيمين على أرض المملكة الذي أغاضك وأغاض الانقلابيين، فاعلم لا رعاك الله أن في المملكة ضوابط وقوانين تحكم التجنيس متماشية مع حقوق الإنسان، وهي تجنّس كل من استوفى الشروط المنصوص عليها قانوناً، بصرف النظرعن قوميته ودينه وجنسه وعرقه، لا كما تتبعه حكومتكم العميلة باقتصار التجنيس على الإيرانيين من الحرس الثوري وفيلق القدس، فقد جنّستم مئآت الالاف منهم منذ احتلال العراق لطمس هويته العربية بعد أن هجرتم الملايين خارج العراق كلاجئين. والحديث يطول لكني أردت أن أوضح، بإيجاز، للرأي العام بهتانك وكذبك، ولألقمك حجراً عسى أن تغص فيه ويرتاح الناس من نباحك.