قالت الرئاسة التركية في بيان إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اتصال هاتفي يوم الأحد استعداد تركيا لتولي الأمن في منطقة منبج السورية والتي شهدت مقتل 4 مدنيين أميركيين في تفجير أعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه الأسبوع الماضي.
وقال أردوغان لترمب إن التفجير الانتحاري في منبج كان عملا استفزازيا استهدف التأثير على قرار ترمب الشهر الماضي الانسحاب من سوريا. وتقع بلدة منبج في شمال شرق سوريا وتسيطر عليها فصائل متحالفة مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
كان ترمب أربك فريقه للأمن القومي بقرار مفاجئ في 19 كانون الأول/ديسمبر بسحب جميع القوات الأميركية وقوامها 2000 جندي من سوريا وإعلانه هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك وهي وجهة نظر لم يتفق معه فيها الكثير من الخبراء.
وأصبحت منبج التي انتزعتها قوات تدعمها الولايات المتحدة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016 نقطة توتر رئيسية بعد قرار ترمب سحب القوات الأميركية والتي يحول وجودها فعليا دون مهاجمة تركيا للقوات الكردية.
وتخضع منبج لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والمتحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أيضا من الولايات المتحدة.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ عقود على الأراضي التركية.
وفي وصفه للاتصال الهاتفي لم يشر البيت الأبيض إلى عرض أردوغان تولي المسؤولية الأمنية في منبج لكنه قال إن الرئيسين اتفقا على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض لشمال شرق سوريا تلبي الاحتياجات الأمنية لكلا البلدين.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الاتصال ”أكد الرئيس ترمب على أهمية هزيمة العناصر الإرهابية الباقية في سوريا“.
وأضافت ”اتفق الزعيمان على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى حل من خلال التفاوض لشمال شرق سوريا يعالج مخاوفنا الأمنية. بحثا أيضا المصالح المشتركة في تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وتركيا“.
كان ترمب قد حذر تركيا من مغبة مهاجمة الأكراد في سوريا وبدا أنه يهدد بإلحاق الضرر باقتصاد تركيا إذا أقدمت على تلك الخطوة.
وقالت الرئاسة التركية في بيانها إن الزعيمين اتفقا على تسريع المناقشات ومواصلتها بين رئيسي أركان البلدين فيما يتعلق بإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا.
واقترح ترمب الأسبوع الماضي إقامة منطقة آمنة، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الأربعاء إنها مستعدة للمساعدة في إقامة المنطقة الآمنة بعد زيادة المخاوف من أن الانسحاب الأميركي سيمنح تركيا الفرصة لشن هجوم جديد.
وتريد تركيا أن تكون المنطقة الآمنة خالية من الوحدات الكردية.