من يكذب على من؟ والخاسر في النهاية من؟

ضياء حسن

كثيرون بين ممتهني السياسة في بلادنا اليوم يعدون الكذب شطارة، تعطيهم او اعطتهم فعلا، فرصا لا يستحقونها لتبوء مواقع في اجهزة الدولة هم ليسوا اهلا لها لا من الناحية العلمية ولا في السلوك الاجتماعي النزيه ولا في العفة الاخلاقية ولاحتى في توفر التجربة المعززة بمواقف الدفاع عن الشعب والامة والتفاعل مع هموم المواطنين انتصارا لهم ومعالجة حقيقية لمحن ابتلاهم بها المحتلون المتحدون الذين جاءوا باغلبهم من الخارج ليكونوا ادوات رخيصة تؤدي دورا اساسيا مطلوبا في تشكيل سمات المرحلة التي تلي العدوان التدميري لكيان الدولة الوطنية العراقية بكل اشراقاتها الحضارية والانسانية .

وهي مهمة اخطر استهدفت الانسان العراقي بقصد تخريب بناه الاجتماعية المتوحدة عن طريق بث الفتن وتفتيت قواعد الاخوة بين ابناء شعبه الواحد مما اقتضى من عصابة بوش السعي الى توفير مستلزمات اثارة الحروب  الداخلية التي اعتادت القيام  بها اعتمادا على خبرة  جنرالات اميركيين متقاعدين متخصصين باثارة حروب اهلية لصالح واشنطن في عدد من بلدان العالم وخصوصا في اميركا اللاتينية والبحر الكاريبي او حتى لبعض الدول في اسيا وافريقيا بهدف فرض هيمتها على العالم بالكامل! ولتحقيق دذا الهدف الستراتيجي عمدت الادارة الاميركية الى استقدام كادر جاهز من المرتزقة الجنرالات الاميركيين الى العراق فعلا من قبل المجرم رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي الاسبق لتكليفهم باثارة مثل هذه الحرب الداخلية وهم اصحاب سوابق، عرفتهم فيتنام وهندراوس وانقلابات بنما وبعض الدول الافريقية والاسيوية الذي بعد ان تم زج  مجموعة من عناصر الميليشيات الطائفية القادمة من طهران اضافة الى عناصر مماثلة من الداخل جمعوا في معسكر ليس بعيدا عن مدينة سامراء حيث خضعوا الى تدريب خاص على وسائل اثارة مثل هذه الحرب بعد ان تجاسر مثيروها على تفجير قبة مرقد الامامين العسكريين الجليلين في سامراء رضي الله عنهما لان مثل هذا التفجير الذي مسَّ مكانا  له قدسيته لدى عموم المسلمين وخصوصا العراقيين ولكن المحاولة اللئيمة باءت بالفشل لان ردة الفعل الشعبية كانت واعية لألاعيب ادارة بوش ونائبه ديك تشيني ومطيهما رامسفيلد.

فقد ادرك العراقيون مبكرا , ان المحتل ومعسره لم يكن بعيدا عن مكان الحادث اضافة الى ان القوة المتواجدة حول القبة لا يستهان بها وقادرة على التصدي للمعتدين فما سر غيابها اوتغييبها وبامرمن ؟!

وهو امر لفت نظرالمواطنين العراقيين والقوى الوطنية فيه للتحرك السريع في التعامل الحكيم مع ردود الافعال ازاء هذا التفجير اللئيم الذي دبر لهدف مشبوه اريد به اثارة الفتنة بين العراقيين على هوى ما سعت اليه ادارة بوش, وهو هدم وحدة الشعب والوطن , ولكن والحق يقال ان هزيمة المشروع المعادي لسلامة العراق واهله استند الى صلابة الوقفة الوطنية التي ما فرطت يوما بالحق العراقي المستند لتوحد مصيري يرتبط بجذرعراقي ثابت ما لان يوما امام ظلم مهما طغى ولا سكت على محتل حاول التجاوزعلى مقدرات عراقية بروح ظلت وثابة لتعزز تصدي العراقيين لها مهما ادلهمت الخطوب .

فليس بين العراقيين من يفرط  بالعراق واهله وهنا يكمن سر وقفتهم الجسور مفعمة بالتضحيات الكبار مما جعل العراق عصيا على اعدائه في الداخل  والخارج  وقلب حساباتهم راسا على عقب ورحلوا تلاحقهم الخيبة والاحذية العراقية مصحوبة بلعنات الشعب وبقي العراق صامدا بشعبه محتضنا تاريخا حضاريا مجيدا علم العالم ما لم يكن يعلم , في حين ابتلي العراقيون بسلوك المحتل الاميركي الناضح بالكذب الدائم والعبث المستمر في الحياة العراقية والتلاعب بمصائرالمواطنين الذين يتعرضون للاعتقال والتعذيب والابتزاز والموت على يد الارهابيين والتصفية التي تتولاها الميليشيات المحلية ومثلها يؤديها النظام الطهراني المعمم بعلو كعب مقرون اما بقطع رؤوس المواطنين بشهية طائفية مفتوحة تخصصت بها ميليشيات دربت من قبل النظام الجار الذي نذر نفسه لتولي مهمة تصفية اهلنا العراقيين نيابة عن ادارة بوش ,حقبة ادتها كوادره واخرى قام بها قتلة من اتباعهم في الاحزاب الدينية الطائفية من زمر المالكي الطائفي نمرة رقم (واحد) الذين تفننوا في تنفيذ الواجب الاجرامي الذي كلفهم به عمامهم على وفق المحاصصة  بالذبح الحلال, على الهوية او بفتح النارعلى الذين لم تثبت ادانتهم وبراتهم المحاكم فيكونوا من حصة القوات الامنية تحصدهم جماعة على قارعة الطرق العامة تاكيدا لقواعد المشاركة في ازهاق ارواح العراقيين الذي اتفق عليه الحلف الثلاثي بين واشنطن وطهران وتل ابيب وكادوا يغرقونه بطوفان اكاذيبهم التي مافتئت تدور على السنة مطلقيها وهم يزوقونها باكاذيب الواحدة تطيح بالاخرى ,والاحقة تنفي ما قبلها وهكذا تتقاطع تصريحات المسؤولين فيقول المسؤول اللاحق بخلاف ما يفتي  به المسؤول الاول ويضطر المسؤول العسكري صاحب الاختصاص العارف بدقائق الامور الى طرح فكرة توحي بادخال تغيير على طبيعة توجه التحالف المعلن من قبل  اوباما الذي يصر على ان محاربة الارهاب سيكون باعتماد القصف الجوي المسند بمستشارين عسكريين اميركيين دون مشاركة قوات اميركية في الجهد القتالي على الارض وهنا يتدخل اوباما ليؤكد بانه اذا وجد ان هناك ضرورة لمثل ذلك التدخل فانه سيبادرالى ذلك دون انتظار اشارة من احد وهي ملاحظة رد فيها على تصريحات اميركية صدرت عن قادة عسكريين اميركيين وجدوا ان القضاء على الاحتلال الارهابي استنادا لقصف طائرات التحالف فقط سيستغرق وقتا طويلا يعطي الفرصة للايرانيين بالتواجد على الارض العراقية للتدخل في الشان القتالي بخلاف ما ادعته الادارة الاميركية من انها لن تسمح باي تواجد للقوات الايرانية على الاراضي .

وهو عين ما حذرنا من وقوعه على الاراضي العراقية في تعليق مبكر كتبته في اثر الاعلان عن تكييف ولادة التحالف الدولي بادعاء انه يستهدف الدفاع عن العراق محذرا ومفلتا النظرا الى ما اتوقع وقوعه , وهوحدوث النقيض وهذا ما شهدت عليه الاراضي العراقية , ليس انتشارا موسعا لقوات ايرانية تابعة لجيش القدس يقودها الجنرال قاسم سليماني حسب بل شهد غزوا مفضوحا لقوات اجنبية ايرانية وهي سابقة اثارت استغراب واستنكار الشعب العراقي ففيها تجاوز فاضح على السيادة الوطنية سكتت عليه الحكومة العراقية بجميع اطراف جوقتها السياسية وتوافق معه صمت مريب ممن ادعت مبكرا وهي واشنطن وعلى لسان جون كيري وزير الخارجية الاميركي عند حضوره اجتماع جدة الذي ضم العرب الرسميين الى جانب التحالف الدولي الذي ادعى انه لن يسمح للقوات الايرانية لتمسك بالاراضي  العراقية .  

وفعلا  اعلن التحريم الاميركي بعدم السماح  للايرانيين بان يمسكوا باراضينا لكن التنسيق الدائم بين ممثلي البلدين قضى بغير ذلك فسبق التصريح الذي منع الايرانيين من افتراش اراض عراقية عدت ستراتيجية في الحسابات القتالية وهي محيطة بالمحافظات التي تشكل حزاما لبغداد حيث غزتها وحدات من قوات فيلق القدس المرتبط  شخصيا بخامنئي دون ان تحرك الاطراف التي يعنيها الامر في التحالف الدولي ساكنا وكان شيئا لم يحدث فلا واشنطن تنحنحت ولا بغداد نطقت بشيئ عبر عن عدم رضا المسؤولين الرسميين ,ويبدوكانهم قد غيبوا او بالاحرى مسترطبه لحس الاميركيين لتصريحاتهم , فالعبرة  ليس في اطلاق هذه التصريحات بل في الموقف الاخلاقي  لمن يلتزم بها !! , ولم يكن حال العرب والاوربيين المشاركين في التحالف الدولي  باحسن من غيرهم فلاذوا بالصمت لان احدا لم يوصيهم بفعل محدد فمالوا الى (الستر) وهو كما يبدومطلوبا منهم ؟؟

وتقتضينا الصراحة ان نشير الى بعض الاميركيين الذين نطقوا متاخرا بما كان يجب ان يقولوه مبكرا ومنهم الناطق باسم البنتاغون -وزارة الدفاع الاميركية- والذين اعترفوا بتدخل قوات ايرانية في الاحداث الداخلية العراقية تقودها الميليشبات الطائفية مما شكل دليلا على علم الادارة الاميركية بكل ما كان يجري في الظل او تحت الضوء في عموم الساحة العراقية من قبل المتعاملين مع الشان العراقي وخصوصا التدخل الفظ  الذي وصلت الحماقة فيه درجة التطاول  المكشوف على السيادة العراقية  بزج وحدات من جيش القدس يقودها الجنرال قاسم سليماني والتي استهدفت اشعال حرب اهلية بين ابناء الشعب الواحد بادعاء محاربة الارهاب لكن واشنطن  تقصدت السكوت على افعال تدرك انها مضرة بمصلحة العراق والعراقيين وهي عارفة بمن يتولاها فقد صمتت في السابق, صمت القبورعلى قيام المالكي بقصف اهلنا في الفلوجة ومدن محافظات حزام بغداد لا بل اغمضت الحكومة الحالية عينيها عن عمليات مشتركة للميليشيات الطائفية العراقية مع وحدات من فيلق القدس الايراني بمهاجمة قرى ومدن عراقية استهدفت مواطنيها بهدف تصفيتهم كما حدث لابناء جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل وحدث وما يزال يحدث في مدن محافظة ديالى وغيرها من عمليات اجرامية اقشعرت لها الابدان ومن بينها اعدام من يطلق سراحهم من معتقلين عراقيين امضوا سنوات طويلة في السجون بتهم باطلة قررت المحاكم اطلاق سراحهم لثبوت عدم ارتكابهم اي ذنب اوتجاوز للقوانين فتشعر الميليشيات المعنية للتصدي  للحافلات الناقلة لهم لتتولى اعدامهم بعد انزالهم منها في الشوارع العامة امام المواطنين المارين في منظر يتكرردائما تحت نظر وسمع القوات الامنية ان لم تشرك في تنفيذ حمامات الدم التي تعهد بها المجرم المالكي بعلم اميركي ايراني وها هي تنفذ بعلم الحليفين كلاهما وباشراف وتورط القادة العسكريين الايرانيين وفي مقدمتهم الجنرال قاسم سليماني .

ويأبى الله عز وجل الا ان يخزي القتلة بفضح اكاذيبه , فها هو احد كبار مسؤوليهم العسكريين يتولى فضح كذبة واشنطن الكبرى فقد نطق رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية حسن فيروزي ابادي يوم السبت الماضي فاعترف بان عددا من قادة ايران العسكريين يقاتلون في العراق واعلن في مؤتمر صحفي ، ان "رجالنا من اصحاب الخبرة وعددا من القادة الايرانيين ’’الشجعان’’ قد ذهبوا الى العراق لاسناد القادة العراقيين ولتقديم النصائح والمشورة لهم , وقال ابادي ان "ايران مستعدة لارسال اسلحة ومعدات اخرى للعراق من خلال قنوات قانونية في حال توجهت الحكومة العراقية اليها بهذا الطلب , ويذكران قائد فيلق القدس الايراني (قاسم سليماني) يقاتل الى جانب القوات الحكومية والميليشيات الطائفية صحبة قوات ايرانية قدمت معه ليس من خلال قنوات قانونية،ويستظل بنيران الغارات الاميركية وقد انتشرت مقاطع فيديو وصور فوتغرافية لقاسم سليماني وهو الى جانب قوات وشخصيات حكومية معروفة منها قائد قوات بدر هادي العامري .

هكذا هو العراق اليوم تتحكم فيه الاكاذب  التي يروج لها اعداء البلاد جميعهم وهم يبطنون غير ما يعلنون من مواقف لادامة افساده واضعافه ورفع وتائر هرولته نحو الافلاس بتبديد ثرواته على رعاية الميليشيات والقوات الامنية المتورطة في ملاحقة المواطنين والماضية في تصفيتهم بحسب مايريده المحتلون في سعيهم الثابت لبث الفرقة بين اهلنا العراقيين وتوحدهم يشكل الضمامة الاساس لاسقاط كيد الطاغوت الصفوي اليانكي السعي لتفتيت وقفة العراق المتصدية بعزم للعب بايدن ومن يقف خلفه من الصهاينة الحاقدين, فما طار طيرهم وارتفع الا كما طار وقع , مكسور الجناحين، امام وقفة الصدق العراقية ولتسقط الى الابد أكاذيب الرهط الاميركي – الصفوي بكل ما فيه من نتانة, واللعنة على القوم المفدسين . 

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,045,980

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"