روسيا تستجيب لمطالب تركيا في اعتماد اتفاق «أضنة»

صدر تصريحان روسيان لافتان ومتزامنان أمس ضمن تفعيل استراتيجية روسيا الدؤوبة لاستمالة تركيا إلى جانبها وإبعادها عن واشنطن وحلف الناتو، وذلك عبر تخويفها من دويلة للأكراد على حدودها وتقديم اتفاق «أضنة» كحل يرضيها بدل المنطقة الآمنة على الحدود.

الأول تمثل في اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة الأميركية بالعمل على تقسيم الأراضي السورية وإنشاء «شبه دولة» للأكراد على الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي سوريا على الحدود مع تركيا، معتبراً أن التصريحات الأميركية عن وحدة سوريا وسلامتها مجرد مناورة لإبعاد الأنظار عن المخطط الحقيقي الذي ترسمه واشنطن في المنطقة.

لافروف الذي نوه إلى الدويلة الكردية بمساعٍ أميركية شرقي سوريا، لم يخف انزعاج بلاده من منع واشنطن لحلفائها من الاستثمار في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في إشارة ضمنية على ما يبدو إلى توقف عجلة التطبيع مع الأسد، وتسويف عودته إلى الجامعة العربية.
وتعقيباً على ذلك، يقول مدير مركز الشرق للدراسات باسل الجنيدي: «ما يغضب روسيا هو أنها تأمل اليوم بأن يتم توكيلها أميركياً بإدارة نواحي الملف السوري كافة حتى بما يتعلق بالانسحاب الأميركي، والمشكلة أنها لا تريد تقديم أي ضمانات حول قدرتها على الحد من النفوذ الإيراني أو تحقيق الانتقال السياسي».
الإعلان الثاني جاء أيضاً على لسان لافروف، حيث قال إن موسكو وأنقرة، اتفقتا بشأن التصدي للتهديدات الإرهابية على الحدود السورية، بالاستناد إلى اتفاقية «أضنة» المبرمة بين تركيا وسوريا عام 1998 وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لاجاك، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكان لافتاً تشديد لافروف على أن الولايات المتحدة غير قادرة على توفير الأمن في «المنطقة العازلة» المزمع إقامتها شمال شرقي سوريا ليؤكد لافروف أن اتفاق «أضنة» هو الحل الأفضل لتركيا وسوريا.
وأوضح لافروف ان تركيا وروسيا اتفقتا بشأن التصدي للتهديدات الصادرة عن الإرهابيين على الحدود السورية، استناداً لاتفاقية «أضنة»، خلال القمة الثلاثية بين زعماء تركيا وروسيا وإيران، في سوتشي الأسبوع المنصرم. كما لفت لافروف إلى أن قمة سوتشي تناولت قضايا مثل الوضع في إدلب، والحل السياسي في سوريا وانسحاب الولايات المتحدة منها.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن تركيا لن تستطيع تحمل العبء بمفردها بعد اليوم في حال حدوث موجة هجرة جديدة.
جاء ذلك في كلمة خلال المؤتمر الوزاري السادس لعملية بودابست المعنية بإدارة ملف الهجرة، الذي انطلق أمس الثلاثاء في اسطنبول، بمشاركة ممثلين عن 52 دولة، و7 دول بصفة مراقب، و14 منظمة دولية.
وأضاف أردوغان أن «إبقاء اللاجئين داخل حدودنا لا يمكن اعتباره الطريقة المثلى لحل مشكلة الهجرة التي مصدرها سوريا».
وأكد على أن صيغة المنطقة الآمنة التي طرحها في الأعوام الأولى للأزمة هي أنسب حل عملي لعودة اللاجئين السوريين.
ولفت الرئيس أردوغان أن إنفاق تركيا لصالح اللاجئين من إمكاناتها الوطنية، ووفق معايير الأمم المتحدة، تجاوز 37 مليار دولار.
وشدد أردوغان على أن المزيد من الجدران والأسلاك الشائكة ليست حلا لمنع الهجرة غير النظامية. وأشار إلى أن الهجرة قضية إنسانية وسياسية ذات بعد أمني.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,040,734

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"