الاول من كانون اول يوم لن ينس ابدا في التاريخ الوطني العراقي، ففي مثل هذا اليوم اعتلى شهداؤنا _ الاكرم منا جميعا_اشرف واعلى منصات المجد الانساني المبارك ، من رب السماوات والارض رب الرحمة والعدل، ناثر الحق بينا للناس ليتخذوه دستورا حياتيا يهديهم الى فعل الخير وتحاشي الوقوع في مطبات الظلم والافساد والتمسك بالايمان المعمق بالحقيقة الثابتة التي دعانا الله العزيز القدير الى ادراكها وهي ثابتة ولن تتغير ابدا.
فالحياة الدنيا فانية وليست خالدة كما يوحي الواهمون الكذبة ولا بقاء الا لوجه الله تعالى ولا يتبقى للانسان سوى ما ينفع الناس مذيلة بسيرته لتذكر بطيب افعاله ان احسن التصرف مع اهله وجيرانه او مع شعبه اذا تولى مسؤولية ادارة اي مرفق مدني اوعسكري رسمي او حتى وان كان واعظا فدوره يكون حساسا واخطر ان لم يراع في حديثه للناس حثهم على التوحد والتعامل فيما بينهم بالحسنى واحقاق الحقوق والنهي عن كل منكر وباطل حرمه الله العلي القدير وفي مقدمة ذلك التصدي الحازم لمثيري الفتن بين العراقيين ووقف جميع المحاولات اللئيمة للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ومن جميع الاطراف الخارجية وبادعاء الدفاع عن العراق او حماية الاماكن المقدسة وهي مهممة تقع ضمن مسؤولية ابناء الوطن الغيارى وهم وحدهم الماهلون للنهوض بهذا الواجب الوطني والشرعي وليس الاجانب الذين سعوا لتدمير البلاد وعمدوا لذبح شعبها منذ الغزو الاميركي عام 2003 وما فتئوا يسعون حتى الان لاستكمال مخططهم الاجرامي بتنسيق بين الادارة الاميركية والنظام الايراني الخرف ولكن النشامى من اهلنا العراقيين تصدوا لهم فظلت رايتهم منتكسة امام الوقفة العراقية النجيبة بصبرها الجميل فخاب كيد الاعداء اللعين ..
ففي مثل هذا اليوم المجيد اشيد لشهداء الوطن _على ارض العراق الواحد_ صرحا يذكرنا بتضحيات شهدائنا الافذاذ التي تتناسب وتتناغم مع عطائهم وكبر وقفتهم التي افتدت شعبهم بالروح مضمخة بالدم القاني لتلحق باعدائهم عار اشد هزيمة شهدها طاغية العصر خميني وهو ينطق معترفا امام العالم باسره بان قبوله بقرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار في الحرب التي شنها على العراق راضخا للامر الواقع لعجزه عن ادامة العدوان معترفا بان قبوله كان بمثابة تجرع للسم وقد بدا يائسا وهو يقبل بوقف اطلاق النار خصوصا بعد ان خيب امله جيشه الذي سحق عند بوابات العراق الدفاعية بعد انسحاب قواتنا البطلة من المدن الايرانية وتواجدت في مواقع دفاعية على الحدودالعراقية حيث نجحت في احكام السيطرة على قواطع العمليات القتالية ونجاحها في امتصاص العدوانات الايرانية وافشالها بعد ان حررت قوات الجيش يتقدمها مقاتلو الحرس الجمهوري في معركة حاسمة لم تدم طويلا اشرف على التخطيط لها وقادها ميدانيا قائد الشعب المقاتل صدام حسين وشاركت في فعالياتها جميع الاسلحة بتنسيق دقيق ورائع مرسوم من قبل القيادة بحيث جاء الفعل القتالي لمختلف انواع الاسلحة ضاربا القوات المعادية بصواعق تلاحق من تجاوز على مثلث الفاو وما كانوايدرون من اين تاتيهم نار جهنم من الجو من المقاتلات او السمتيات ومن الارض حيث هدر الدبابات الى المدفعية الى المشاة الذين كانوا بسلاء وهم يمسكون بالارض ويحيطون مع القوات البحرية بالممرات المائية في شط العرب وخور عبدالله والقناة الملاحية الرابطة لميناء ام قصر بالمياه الدولية ، ولعل من ابرز التدابير التي شغلت بال القيادة العسكرية وفي المقدمة منهم القائد العام للقوات المسلحة القائد صدام حسين هو كيف يجعلوا من الجسور الثلاثة التي اقامها الايرانيون على شط العرب من اداة لتعزيز قدراتهم القتالية البشرية والتسليحية في حال تحرك العراق وخاض معركة لتحرير مثلث الفاو المحتل ، وفعلا حدث ذلك فقد تولت المقاتلات العراقية هذه المهمة في وقت مبكر من فجر يوم المعركة المباركة فقد نهض نسورنا بهذا الواجب المهم فجعلوا الجسور المتصلة مقطعة واسقطت على الايرانيين فرصة جعل هذه الجسور من رافدة للقوات داخل المثلث الى محاصرة للذين تواجدوا فيه من دون تعزيز او ادامة زخم فكان ذلك عاملا مضافا لتشديد الضغط على الايرانيين الذين حوصروا في المثلث فاستسلم منهم من استسلم منذ القفزة الاولى لقواتنا الجسور _قوات الحرس الجمهوري_ التي وجهت ضربات قاضية ادت الى انهيار القوات الايرانية التي كانت منتشرة في الجزء الاوسط من مثلث الفاو نزولا الى سواحله ،الايمن المحاذي للقناة الملاحية التي تربط ميناء ام قصر بمياه الخليج العربي، والجنوبي الذي يطل على الخليج العربي عند خور عبد الله العراقي ،والايسرالمحاذي لشط العرب وما هي الا ساعات حتى تم تحرير الفاو باكمله بعد نجاح قوات الفيلق السابع من خوض معركة دروع مع قوات ايرانية مدرعة باسناد من قوات مدرعة تابعة لقوات الحرس الجمهوري كانت قد انتهت من واجب تحرير ما كلفت به من اراض ومواقع من ضمنها مدينة الفاو الى عادت الى اهلها محررة لتنتقل الى تنفيذ الواجب الجديد الذي تطلب منها التحرك السريع لاسناد قوات الفيلق السابع التي كانت تخوض معركة دروع طاحنة مع الايرانيين في القاطع الاوسط بمحاذاة شط العرب بعد نجاح المقاتلات والسمتيات العراقية من تدمير القوات التي حاولت الاقتراب من الشط لنجدة القوات الايرانية التي لحقت بها ضربات مميتة لانه كان من الصعب على طهران ان تستجيب لنداءات الاسثغاثة التي كانت تصدر عن عناصرها لان سيطرة قواتنا بالنار كانت محكمة وشاملة جميع قواطع العمليات في عموم مساحة الفاو المحرر بوقت قياسي وباقتدار قتالي عال.
فتحايا خشوع واكبار لكل من نستذكر وقفتهم البطولية اليوم والوفاء لكل قطرة اريقت دفاعا عن الشعب والوطن او سالت تمسكا بحفظ كرامة وحقوق المواطنيين او نزفت معبرة عن غضبة شعبنا على الظلم والغدر والعدوان الطائفي .
والمجد للقائد شهيد الحج الاكبر الراحل صدام حسين وقد اوفى الشهداء حقهم من الذكر الحميد والتكريم الذي يستخقونه فهم بحق الاكرم منا جميعا ، رحم الله شهداء البعث واسكنهم فسيح جناته فهم الاوفياء لشعبهم والمضحون في سبيلهم.