صرخة عربي قبل فوات الأوان

زياد المنجد

في تاريخ أمتنا العربية يمكن أن نسجل حدثين مهمين ، كانت بغداد مسرحاً لهما ، ففي عام 1258 سقطت بغداد بيد المغول وبسقوطها أَفُل نجم الدولة العباسية ، وفي عام 2003 سقطت بغداد بيد الغزاة الأميركيين وبسقوطها أَفل شعاع القومية العربية الذي كان أمل العرب في استعادة وحدة الأمة العربية.

سقوط بغداد بيد الغزاة الأميركيين يمكن أن نعتبره نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا العربي ، فلقد انتهت مرحلة كنا نعول عليها لاستعادة مجد الأمة واستعادة وحدتها ، وكان الحراك القومي هو السمة الغالبة للنخب الوطنية على اختلاف مشاربها منذ تحرر أقطارنا من الإستعمار .
بسقوط بغداد حلّ الفكر الشعوبي محل الفكر القومي ، لتصل الأمة الى أخطر المراحل في تاريخها الحديث، وأصبح الكلام عن القومية العربية والفكر القومي العربي كفراً أو جريمة، وصاحب القلم العروبي الأصيل محارباً ،وأصبح من كان يوهمنا بانتمائه القومي يغرد في سرب أعداء الأمة العربية.
مايهمني من هذه المقدمة الحديث عن هذه النخب القومية ومفكريها وكتابها وصحفييها ومافعلوه بعد سقوط بغداد؟؟
لن أتحدث عن القيادات السياسية المخلصة لأمتنا فلقد تم ملاحقتها واستشهد بعضهم وسجن وطورد الكثير منهم، ولكني سأتحدث عن حملة هذا الفكر من سياسيين وكتاب وصحفيين.. ما الذي فعلوه للتصدي لهذه الهجمة؟؟؟
للأسف بعض السياسيين والكتاب والصحفيين المحسوبين على الفكر القومي العربي أصبحوا معولاً لتهديم ما تبقى من هذا الفكر ويسخرون عملهم وقلمهم لخدمة ألد أعداء المشروع القومي العربي ويفعلون ذلك عن سبق إصرار وترصد ، منهم لإنتمائه الكاذب لهذا الفكر، ومنهم طمعاً بالدولار الذي كشف زيف الكثيرين من دعاة حملة الفكر القومي.
إن هذا الواقع الأليم يدعونا نحن الحريصين على هذا الفكر القومي العروبي الأصيل إلى الوقوف بوجه هذا التداعي ولو بالحد الأدنى، وفعل ما نستطيع فعله بإمكانياتنا المتواضعة ، ولذلك ومن هذا المنبر العربي ( مجلة كل العرب) أدعو الكتاب والصحفيين العرب المؤمنين بعروبتهم وبفكرهم القومي أن يبادروا الى تشكيل رابطة لإتحاد الكتاب والصحفيين القوميين العرب ، لتوحيد الجهود والفعاليات الثقافية والصحفية،وتشكيل منبر عربي أصيل يدافع عن قضايا أمتنا العربية ويقف بوجه أعدائها لعلنا نفعل شيئاً لوقف هذه الحملة الشرسة التي تستهدف أمتنا ووجودها.
دعوة أتمنى ان تلقى استجابة من الشرفاء من أمتي قبل فوات الآوان.