قتل أكثر من 100 شخص في حملة القمع التي ينفذها المجلس العسكري الحاكم في السودان ضد المحتجين منذ الإثنين، سقط معظمهم في عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم في ذلك اليوم، وفق حصيلة جديدة أعلنتها لجنة أطباء السودان المركزية، الأربعاء.
و أفادت لجنة الأطباء المقربة من المتظاهرين عن إحصاء 61 من القتلى في المستشفيات فيما عثر على 40 منهم في مياه النيل، بدون إضافة المزيد من التفاصيل، مشيرة إلى سقوط 326 جريحا أيضا جراء أعمال القمع.
وكانت مراسلة “القناة الرابعة بي بي سي” يسرا الباقر نقلت معلومات جديدة تفيد بأن الهجوم على الاعتصام شارك في تخطيطه وتنفيذه قوات مشتركة ضمت عددا من القوات والأجهزة والميليشيات بالإضافة إلى قوات الدعم السريع.
وقالت الباقر حسب تقرير نشرته “الجزيرة نت” إن قوات الدعم السريع، وجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وميليشيا الشرطة الشعبية، وميليشيا الأمن الشعبي، وميليشيا الدفاع، وميليشيا الأمن الطلابي، و”ميليشيا الشيخ عبد الحي الإسلامية”، جميعها شاركت في المجزرة.
ونقلت الباقر في تغريدات لها على حسابها في “تويتر”، نقلا عن مصدر قالت إنه ضابط منشق من جهاز الأمن الوطني، أن حجم القوات المشاركة في الهجوم كان عشرة آلاف عنصر، مشيرة إلى أن إلى أن عدد القتلى المعلن لم يصل إلى ربع العدد الحقيقي.
ونسبت الباقر إلى المصدر قوله إن بعض الضحايا تعرض للضرب حتى الموت، وتعرض آخرون لإطلاق الرصاص عليهم مرات عدة، فيما قطع آخرون بـ “السواطير” ثم ألقي بالجميع في النيل.
وقال المصدر أيضا إن القوات المهاجمة، عندما دخلت لموقع الاعتصام، دخلت إلى العيادة المقامة هناك واغتصبت طبيبتين، لتتحول بعد ذلك إلى سيدات الشاي وتبدأ في ضربهن وتصرخ في وجوههن “مدنية أم عسكرية؟”.وكان ما أوردته الباقر قد تأكد من خلال عدة مقاطع فيديو نشرت الثلاثاء تظهر اعتداء عسكريين على سيدات في ساحة الاعتصام .
وتضيف يسرا في روايتها قائلة إنه تم سحب قوات الجيش في موقع الاعتصام بأوامر من المجلس العسكري الانتقالي منذ الساعة الرابعة مساء الأحد، أي قبل ساعات من تنفيذ المجزرة، كما تم إحلال مركبات قوات الدعم السريع بدلا من مركبات الجيش التي تحرس المداخل.
جثث حرقت داخل خيام الاعتصام
وأضافت أن بعض الخيام التي أُحرقت كان بداخلها أشخاص هُربت جثثهم بسيارات الإسعاف إلى جسر النيل الأزرق لرميها في النهر.
وقال المصدر إن خمسمئة من أفراد جهاز الأمن والمخابرات الوطني تحولوا إلى زي الشرطة واخترقوا الاعتصام مشيا على الأقدام وإن جنود الجيش لم يشاركوا في الهجوم، وبلغ عدد الشاحنات التي تم استخدامها في الهجوم 400 شاحنة تابعة لجهاز الأمن الوطني، مع 5 آلاف عنصر من القوى المشار إليها سابقا.
وفي اليوم التالي (يوم الثلاثاء) تقول يسرا دخلت القوات صباحا إلى المساجد وضربت من تجمعوا لأداء صلاة العيد بمن فيهم الأئمة.
ونشرت وكالة رويترز تقريرا حول الهجوم على المحتجين في السودان، قالت فيه إنه خلال الفوضى التي واكبت الهجوم الدامي على المحتجين السودانيين في اعتصام يطالب بالديمقراطية في الخرطوم يوم الاثنين كان رجل يئن من الألم أثناء قيام الأطباء بخياطة جرح في أذنه بدون مخدر.
وكان أيضا يحاول مساعدة الرجل الجالس بجواره وهو ضحية أخرى من ضحايا أسوأ أعمال عنف يشهدها السودان منذ أطاح عسكريون بالرئيس عمر حسن البشير في 11 نيسان/نيسان/أبريل
ولم تصدر السلطات أي بيان رسمي عن عدد الضحايا.
وقال طالب يدرس الطب ويشارك في علاج المصابين “لم ينتفض مرة واحدة لأنه كان يمسك بيد شخص يتألم بشدة أثناء استخراج رصاصة من ربلة ساقه”.
وأضاف “كان يصيح ويصرخ ويكاد يفقد الوعي. وكان كل من حوله يحاولون تهدئته لذا فقد كان هذا الشخص يمسك بيده في محاولة لتهدئته”.
وطلب طالب الطب عدم الكشف عن اسمه خشية التعرض لأذى. ويمثل الهجوم الذي وقع يوم الاثنين عندما اقتحمت قوات الأمن مخيما للمحتجين أمام وزارة الدفاع انتكاسة كبيرة في الجهود الرامية لإقامة ديمقراطية وإعادة بناء بلد عانى من التمرد والأزمات الاقتصادية والعزلة الدولية الناجمة عن سياسات البشير.
وتعثرت المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بالبشير وبين المعارضة في خضم خلافات عميقة حول من يقود مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية مدتها 3 أعوام.
وقال قائد المجلس العسكري الأربعاء إن المجلس مستعد للمفاوضات بدون أي شروط.
وقال الشاب الذي يدرس الطب وطالب جامعي آخر شاركا في الاعتصام إن عددا كبيرا من قوات الدعم السريع قادت الهجوم في الفجر.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان قوات الدعم السريع بقيادة الفريق ركن محمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي بارتكاب أعمال إبادة جماعية أثناء الحرب ضد المتمردين التي بدأت في دارفور عام 2003.
ونفت حكومة البشير مزاعم أن تكون ميليشيا الجنجويد العربية التي تحولت لاحقا إلى قوات الدعم السريع قد أحرقت قرى واغتصبت وأعدمت مدنيين.
المصدر:وكالات





