قال شهود ومسعفون ينتمون للمعارضة إن شوارع العاصمة السودانية الخرطوم خالية إلى حد بعيد يوم الأحد مع بدء حملة العصيان المدني للمطالبة بحكم مدني في البلاد في الوقت الذي قُتل فيه رجل عمره 20 عاما بالرصاص في أم درمان.
ودعت المعارضة وجماعات الاحتجاج الموظفين إلى البقاء في المنازل بعد اقتحام قوات الأمن مقر الاعتصام يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل العشرات كما وجه ضربة لآمال الانتقال السلمي بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل.
وقال المجلس العسكري الانتقالي يوم الأحد إنه مستعد للاستماع إلى مطالب المعارضة واستئناف المفاوضات التي أوقفها بعد اقتحام مقر الاعتصام.
وجاء اقتحام مقر الاعتصام بعد أسابيع من المشاحنات بين المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد البشير وتحالف إعلان قوى الحرية والتغيير بشأن من يسيطر على الفترة الانتقالية التي ستؤدي إلى الانتخابات.
وساد التوتر في العاصمة يوم الأحد إذ خرج المحتجون إلى الشوارع في أحياء عدة في ظل وجود أمني كثيف. وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في الخرطوم بحري عبر النيل الأزرق من وسط العاصمة.
ووفقا للشهود، تسنت رؤية القليل من المارة أو العربات في الشوارع. وكانت وسائل النقل العام تعمل بالكاد كما أغلقت معظم البنوك التجارية والشركات الخاصة والأسواق.
وتعمل بعض بنوك الدولة ومكاتب المرافق العامة بشكل طبيعي.
وقال أحمد النور (46 عاما)، وهو موظف بإحدى شركات المواد الغذائية الخاصة، ”لن نعود للعمل حتى يعلن التجمع (تجمع المهنيين السودانيين) انتهاء الإضراب“. والتجمع جزء من إعلان قوى الحرية والتغيير.
وأضاف النور ”السودان يجب أن يحكم بحكومة مدنية“.
وفي مطار الخرطوم، حيث لا تعمل سوى القليل جدا من الرحلات، تكدس المسافرون في صالة السفر. وأغلقت معظم مكاتب السفريات بسبب انقطاع الإنترنت كما ارتفعت أسعار التذاكر.
وذكرت وكالة السودان للأنباء أن شركة مطارات السودان القابضة أكدت ”سير العمل بصورة طبيعية“ بمطار الخرطوم الدولي ”واكتمال حضور العاملين بوحدات المطار المختلفة“.
وقال الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي يوم الأحد إن المجلس مستعد لاستئناف المفاوضات مع إعلان قوى الحرية والتغيير، معبرا عن أمله في استئنافها دون أي شروط مسبقة ومؤكدا استعداد المجلس للاستماع إلى مطالب المعارضة.
وفي خطاب نقله التلفزيون بعد واقعة اقتحام مقر الاعتصام أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي إلغاء كل الاتفاقات التي جرى التوصل إليها مع إعلان قوى الحرية والتغيير ودعا لانتخابات في غضون 9 أشهر. لكن المعارضة رفضت ذلك.
وقال كباشي في لقطات أذاعها تلفزيون سكاي نيوز عربية ”نحن في الحقيقة نأسف لهذا التصعيد في هذه الأيام المباركات وفي هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه بلادنا“.
وأضاف ”الحياة تسير بشكل جيد في العاصمة الخرطوم وفي الولايات... لم تتأثر الحياة كثيرا بهذا العصيان المعلن اليوم“.
* تغيير
ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية على حسابها في تويتر أن أيمن أسامة (20 عاما) لقي حتفه يوم الأحد بعد إصابته بالرصاص في الصدر عند أحد حواجز الطرق في أم درمان. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من قوات الدعم السريع.
وفي الخرطوم بحري، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.
وحاول المتظاهرون على مدى الأيام الماضية إغلاق الطرق في العاصمة بالمتاريس كوسيلة لدعم حركة الاحتجاج.
وقال محمد أحمد البشرى، وهو خبير مصرفي معروف في السودان، إنه اعتذر لرئيس المجلس العسكري عن عدم تولي منصب نائب محافظ البنك المركزي.
وقال لرويترز ”أعتذر عن (عدم) تولي المنصب لأن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وعدم تشكيل حكومة مدنية انتقالية.. يصبح من الصعب على البنك المركزي أن يقوم بترتيب سياسات لمعالجة الأزمة الاقتصادية“.
وقال التلفزيون السوداني يوم الأحد إنه تم تغيير محمد عبد الله القيادي الكبير بقوات الدعم السريع.
وقال شهود إن قوات الدعم السريع، وقائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، قادت فض الاعتصام يوم الاثنين.
وبحسب المعارضة وصل بذلك عدد الذين قتلوا في اقتحام مقر الاعتصام أمام وزارة الدفاع بالخرطوم وحملة القمع الأمنية التي تلت الاقتحام إلى 118 شخصا. وقالت الحكومة إن عدد القتلى في اقتحام مقر الاعتصام الأسبوع الماضي بلغ 61 قتيلا بينهم 3 من قوات الأمن.