هل أفلتت بيروت المطلوب الأول للقضاء العراقي بقضية كركوك؟

بعد نحو 3 أسابيع على اعتقاله في بيروت بتهمٍ خطيرة، يتعلّق بعضها بأمن الدولة، وتتضمن التحريض على ضرب الجيش العراقي في العام 2017 واختلاس نحو 60 مليون دولار، عاد المطلوب الأول للقضاء العراقي بقضية كركوك، محافظها السابق نجم الدين كريم، إلى أربيل ليمارس حياته بشكل طبيعي. هذا الملف وعودة كريم أثارا تساؤلات عدة حول كيفية إفلاته من بيروت، بعد الإعلان رسميا عن اعتقاله في العاصمة اللبنانية، وحول هوية الجهات التي دفعت باتجاه هذا الإفلات، في حين التزمت حكومة بغداد الصمت.

ومساء السبت، عاد كريم إلى أربيل، بحسب ما أعلنت وكالات أنباء كردية محلية تناقلت الخبر، وكان في استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني.

وأثارت عودة كريم إلى أربيل لغطاً سياسياً، خاصة أنّ الحكومة العراقية كانت قد أعلنت رسميا عقب اعتقاله، أنّها تتابع الموضوع مع السلطات اللبنانية، وتعمل على استعادة كريم والمطلوبين كافة خارج العراق.

وبحسب مسؤول حكومي رفيع فإنّ "قضية كريم غامضة، ولا يعلم أحد التفاصيل الدقيقة لإطلاق سراحه. بيد أنّ الموضوع كان قد تدخل به رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، وأجرى اتصالات مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي لتسويته"، مؤكداً أنّ "الحكومة راجعت الملف، وأجرت اتصالاتها مع الجهات اللبنانية لإعلامها بتفاصيله".

وأكد المصدر أن الحكومة "لم تتخذ حينها قراراً بإطلاق سراحه، لكن الأكيد أن الموضوع تمّت تسويته سياسياً"، لافتاً إلى عدم اطلاعه على التفاصيل الكاملة لأي تسوية". واعتبر أن السلطات اللبنانية لم تكن لتطلق سراح كريم من دون موافقة بغداد.

 أكد مكتب كريم أنّ توقيفه في بيروت "كان للاشتباه بقضية كيدية رفعت ضده بكركوك بتهمة استيلائه على عجلات تخص المحافظة، في وقت تمّت تسوية هذا الملف في وقت سابق، وسلّمنا الوثائق والأدلة للسلطات اللبنانية التي أفرجت عن كريم، ولا توجد أي تبعات قانونية ضدّه، بينما أصل الدعوى بكركوك لا تزال قائمة، رغم انتفاء الحاجة إليها قانونياً، وهناك فريق قانوني يتابعها".

أما الحكومة العراقية فلم تعلق على عودة كريم، كما أنّ الجهات القضائية، لم تصدر أي توضيح، رغم الملفات الخطيرة التي يتهم بها الأخير.

وكريم، محافظ كركوك لأكثر من 10 سنوات، هو قيادي سابق في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، قبل أن يستقيل من هذا المنصب قبل أشهر عدة، وينتمي لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني". وهو صدرت بحقه مذكرات اعتقال عدة من قبل القضاء العراقي على أثر دخول القوات العراقية لمدينة كركوك واستعادتها من البشمركة عقب تنظيم أربيل استفتاء شعبياً للانفصال عن العراق في أيلول/سبتمبر 2017.

وكانت السلطات اللبنانية قد اعتقلت كريم في مطار رفيق الحريري الدولي، في الـ21 من شهر أيار/مايو الماضي، بناءً على إشارة الإنتربول الدولي، لوجود مذكرات من القضاء العراقي ضدّه، بينما أطلق سراحه في اليوم التالي، إلّا أنّه بقي رهن التحقيق بانتظار موقف رسمي من الحكومة العراقية، فيما بادر "الديموقراطي الكردستاني" للعمل على تسوية ملفه مع بغداد.  

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,036,090

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"