إمام أوغلو يكتسح يلدريم بفارق مفاجئ وينتزع بلدية إسطنبول من "العدالة والتنمية" لأول مرة منذ 25 عاما

اكتسح أكرم إمام أوغلو مرشح المعارضة التركية نتائج انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بعدما تمكن من توسيع الفارق بينه وبين منافسه بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم من 13 ألف صوت إلى أكثر من نصف مليون صوت، كاتباً صفحة جديدة في تاريخ الحياة السياسية التركية.

وحسب النتائج الأولية غير النهائية التي بثتها وكالة الأناضول الرسمية، فعقب فرز 99.11٪ من الأصوات، حصل إمام أوغلو على 4.68 مليون صوت أي ما يعادل 53.00٪ من أصوات الناخبين، في حين حصل يلدريم على 3.91 مليون صوت أي ما يعادل 45.10٪، محققاً فارقا يقارب الـ8٪ من الأصوات وهي نتيجة ضخمة ومفاجئة لم يتوقعها أحد.
وعلى الفور قدم يلدريم التهاني لإمام أوغلو، وقال يلدريم في مؤتمر صحافي عقب دقائق من ظهور النتائج الأولوية: «منافسي أكرم إمام أوغلو يتصدر حاليا أهنئه وأتمنى له النجاح»، وأضاف: «سوف أحرص على مساعدة إمام أوغلو في جميع الأعمال التي سيقوم بها لصالح إسطنبول»، وختم بالقول: «أدعو الله تعالى أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول ومستقبلها».
وفي الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت نهاية شهر آذار/مارس الماضي تقدم إمام أوغلو على يلدريم بفارق أكثر من 30 ألف صوت، ولكن عقب اعتراضات حزب العدالة والتنمية وإعادة فرز الأصوات في العديد من الدوائر تقلص الفارق إلى قرابة 13 ألف صوت، قبل أن يتمكن إمام أوغلو في جولة الإعادة من توسيع الفارق بشكل هائل تجاوز الـ 700 ألف صوت.
وفي الانتخابات الماضية، خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم بلديات عدد من المحافظات الكبرى منها العاصمة أنقرة وأنطاليا وإزمير وغيرها، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصر على حصول عمليات تزوير وتلاعب في انتخابات إسطنبول، حيث وافقت اللجنة العليا للانتخابات على إلغاء النتائج وإعادة الانتخابات وبالتالي سحب رئاسة البلدية من إمام أوغلو عقب ترأسها لمدة 18 يوماً فقط.
وركزت الحملة الانتخابية لإمام أوغلو على سردية «المظلومية» ورفع شعاراً رئيسياً هو «الحق سوف يعود لأصحابه»، في المقابل سعى حزب العدالة والتنمية الحاكم لتحشيد أصوات المتكاسلين والمترددين من الحزب إلى جانب أصوات أنصار الأحزاب الصغيرة وأصوات المواطنين من أصول كردية، لكن ذلك جاء بنتائج عكسية غير متوقعة على يبدو.
ويجمع مراقبون على أن هذه النتيجة ستكون بمثابة صفحة جديدة في تاريخ الحياة السياسية التركية، معتبرين أنها تشكل نموذجاً مكرراً لصعود اردوغان السياسي من بلدية إسطنبول عام 1994 وما تعرض له من ظلم ومضايقات قبل أن يصل إلى رأس الهرم السياسي في البلاد.
ويتوقع أن تدفع هذه النتيجة القاسية اردوغان إلى القيام بحملة مراجعات وإصلاحات سوف تعتبر الأوسع منذ وصوله إلى الحكم قبل 17 عاماً كونها تعتبر الهزيمة الأولى لإردوغان في بلدية إسطنبول منذ 25 عاماً، والأصعب للحزب الحاكم منذ ذلك التاريخ، حيث تمكن طوال عقدين من الزمان من الفوز بجميع الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية التي جرت في البلاد.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,031,980

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"