ترمب يفرض عقوبات أميركية جديدة على إيران بعضها تستهدف خامنئي

استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي ومسؤولين إيرانيين كبار آخرين بعقوبات أميركية جديدة يوم الاثنين، متطلعا إلى ضربة جديدة للاقتصاد الإيراني ردا على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة.

ومع تزايد التوتر بين البلدين، وقع ترمب أمرا تنفيذيا بالعقوبات التي قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إنها ستجمد مزيدا من الأصول الإيرانية بمليارات الدولارات.

وقال ترمب للصحفيين إن أحد أسباب فرض العقوبات هو إسقاط الطائرة المسيرة لكنه أوضح أنها كانت ستُفرض بأي حال.

وقال الرئيس الأميركي إن خامنئي مسؤول في النهاية عما وصفه ”بالسلوك العدائي من قبل النظام“ في الشرق الأوسط.

وأوضح ترمب أن ”العقوبات المفروضة عبر الأمر التنفيذي... ستحرم الزعيم الأعلى ومكتبه والمقربين منه ومن مكتبه من الوصول إلى موارد مالية أساسية“.

وقال جون سميث، الذي كان مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية قبل انضمامه إلى مكتب محاماة العام الماضي، إن الولايات المتحدة لم تستهدف رئيسا إيرانيا من قبل.

وقال سميث ”بشكل عام عندما تستهدف رئيس دولة فلن تعود الى الوراء. هذا عندما تعتقد أن كل الخيارات انتهت“.

ويقول بعض المحللين السياسيين إن العقوبات السابقة التي صدرت في إطار حملة ترمب لممارسة ”الضغط الأقصى“ هي سبب شعور إيران بأنها مضطرة لتبني أساليب أكثر عدوانية لأن اقتصادها يرزح تحت وطأة العقوبات.

وترغب إدارة ترمب في إجبار طهران على الدخول في محادثات بشأن برامجها النووية والصاروخية وأنشطتها بالمنطقة.

واتهم سفير إيران لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بأنها لا تبدي احتراما للقانون الدولي بفرضها عقوبات جديدة على إيران، واصفا التوترات بين البلدين بأنها ”خطيرة حقا“ وأنها لا توفر المناخ السليم للمحادثات.

وقال السفير مجيد تخت روانجي للصحفيين ”لا يمكن بدء حوار مع شخص ما يهددك، ويقوم بترويعك... كيف يتسنى لنا أن نبدأ حوارا مع شخص ما شاغله الرئيسي هو فرض المزيد من العقوبات على إيران؟ المناخ لحوار كهذا ليس مهيئا بعد“.

واجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بناء على طلب الولايات المتحدة التي قال القائم بأعمال سفيرها جوناثان كوهين إن الأدلة تشير إلى أن إيران هي المسؤولة عن الهجمات على الناقلات التجارية في الخليج في أيار/مايو ويونيو حزيران وحث العالم على إبلاغ طهران بأن أفعالها غير مقبولة.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة عقب قرار واشنطن فرض عقوبات جديدة على بلاده إن الساسة المتشددين المقربين من ترمب متعطشون للحرب وليس للدبلوماسية.

وقال منوتشين إن العقوبات ستشمل ظريف في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، فضلا عن 8 من كبار قادة الحرس الثوري.

وتهدف العقوبات الجديدة إلى منع قيادة إيران من الوصول إلى الموارد المالية، ومنعها من استخدام النظام المالي الأميركي أو الوصول إلى أي أصول في الولايات المتحدة.

وقال البيت الأبيض ”أي شخص يقوم بمعاملات كبرى مع هؤلاء الأفراد الخاضعين للعقوبات قد يتعرض للعقوبات“.

* واردات النفط

زاد التوتر بين البلدين منذ أيار/مايو عندما أمرت واشنطن دول العالم بوقف استيراد النفط الإيراني.

وقال ترمب في بيان ”ندعو النظام إلى التخلي عن طموحاته النووية وتغيير سلوكه المدمر واحترام حقوق شعبه والعودة بنية حسنة إلى طاولة المفاوضات“.

وتنفي إيران سعيها للحصول على أسلحة نووية وتشير إلى فتوى أصدرها خامنئي في أوائل العقد الأول من القرن العشرين تحظر تطوير الأسلحة النووية أو استخدامها.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على 8 من كبار قادة القوات البحرية والفضائية والقوات البرية للحرس الثوري الإيراني.

وأضافت الوزارة في بيان ”هؤلاء القادة على رأس بيروقراطية تشرف على الأنشطة الإقليمية الخبيثة للحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية الاستفزازي ومضايقات وتخريب السفن التجارية في المياه الدولية ووجودها المزعزع للاستقرار في سوريا“.

وقال ترمب إن العقوبات ”رد قوي ومناسب على تصرفات إيران الاستفزازية المتزايدة“.

وأضاف الرئيس الأميركي ”سنواصل زيادة الضغط على طهران حتى يتخلى النظام عن أنشطته وتطلعاته الخطيرة ”.

* أمن بحري

اتهمت واشنطن الحكومة الإيرانية بالهجوم على ناقلات نفط في الخليج خلال الأسابيع الأخيرة. وتنفي إيران الاتهام.

وقالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها تبني تحالفا مع الحلفاء لحماية طرق الشحن بالخليج.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن تحالفا دوليا سيقدم مساهمات للبرنامج لكنه لم يحدد دولا بعينها.

وقال المسؤول للصحفيين ”هذا يرتبط بالردع الاستباقي، لأن الإيرانيين يريدون فقط القيام بما يريدون ثم يقولون إنهم لم يفعلوا شيئا. نحن نعرف ما قاموا به“ مضيفا أن الردع سيضم كاميرات ومناظير وسفنا.

وناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قضية إيران والأمن البحري مع الحلفاء العرب في الخليج خلال جولة في المنطقة يوم الاثنين.

وكتب بومبيو تغريدة من مدينة جدة السعودية قائلا ”حرية الملاحة أساسية“.

وكتب ظريف على تويتر قائلا ”ترمب محق 100 % في أن الجيش الأميركي ليس له حق (في التواجد) بالخليج الفارسي. إبعاد (الجيش) لقواته يتماشى تماما مع مصالح الولايات المتحدة والعالم“.

وتصريحات ظريف التي قال فيها إن الجيش الأميركي لا شأن له بالخليج تشير على ما يبدو إلى تغريدة سابقة قال فيها ترمب إن على الدول الأخرى أن تحمي شحناتها النفطية في الشرق الأوسط بدلا من أن تنوب الولايات المتحدة عنها في ذلك.

وتتهم واشنطن الحكومة الإيرانية بتشجيع حلفائها في اليمن على مهاجمة أهداف سعودية.

وفي بيان مشترك يوم الاثنين، عبرت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وبريطانيا عن مخاوفها من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط والخطر الذي تشكله الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار على السلام والأمن باليمن وبالمنطقة.

واحتدمت المواجهة بين إيران والولايات المتحدة يوم الخميس الماضي عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي.

واقتربت الولايات المتحدة التي قالت إن الطائرة كانت تحلق في الأجواء الدولية من ضرب أهداف عسكرية إيرانية لكن ترمب قال إنه ألغى ضربة جوية انتقامية قبل موعدها بعشر دقائق.

وقال ترمب إنه رأى أن الضربة ستوقع كثير من القتلى.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة شنت هجمات إلكترونية حتى رغم إلغاء ترمب الضربة الجوية. وقالت واشنطن بوست يوم السبت إن الهجمات الإلكترونية التي جرى التخطيط لها مسبقا عطلت أنظمة إطلاق صواريخ إيرانية. وامتنع مسؤولون أميركيون عن التعليق.

لكن إيران قالت إن الهجمات الإلكترونية لم تكلل بالنجاح.

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي في تغريدة على تويتر ”إنهم يحاولون بقوة، لكنهم لم ينفذوا أي هجوم ناجح“.

وأضاف ”تساءلت وسائل الإعلام عما إذا كانت الهجمات الإلكترونية المزعومة ضد إيران صحيحة... في العام الماضي حيدنا 33 مليون هجوم“.

ودعا حلفاء الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات لنزع فتيل الأزمة قائلين إنهم يخشون أن يؤدي خطأ صغير من أي من الجانبين في إشعال الحرب.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت ”نشعر بقلق بالغ. لا نعتقد أن أي طرف يريد حربا لكننا قلقون من الانزلاق إلى حرب عرضية ونفعل ما بوسعنا لتهدئة الأمور“.

ويرى حلفاء واشنطن في أوروبا وآسيا أن قرار ترمب بالتخلي عن الاتفاق النووي خطأ عزز موقف المحافظين في إيران وأضعف الجناح البراجماتي بقيادة روحاني.

وقال دبلوماسيان أوروبيان يوم الاثنين إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا أرسلت تحذيرا دبلوماسيا رسميا لإيران من العواقب الخطيرة التي تواجهها طهران إذا قلصت التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

ولم يتضح ما العواقب التي قد تواجهها إيران إذا لم تلتزم بالاتفاق.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,040,506

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"