تتواصل في الدوحة الجولة الثامنة للمحادثات بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان الأفغانية، وهي المفاوضات التي بدأت السبت، استكمالا للجولات السابقة، بهدف تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وسط تفاؤل بتحقيق اتفاق تاريخي بين الطرفين من خلال انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية، استبقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإعلان عزمه على خفض عدد قوات بلاده في أفغانستان.
ومن جانب أخر، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ، تاداميتشي ياماموتو : “مع تكثيف جهود السلام في الأسابيع الأخيرة، زاد الصراع على الأرض”. فيما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أنه يعتزم إنهاء أطول تدخل عسكري أجنبي أميركي ، و الذي كلف واشنطن ما يقرب من تريليون دولار و أكثر من 2400 من أفراد الجيش الأميركي.
وبمجرد توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة و طالبان، سيتطلب ذلك من الحركة المصنفة بأنها إرهابية الدخول فورا في مفاوضات مع أصحاب المصلحة الأفغان “الحكومة الأفغانية “.
وقال مسؤولون كبار على دراية بالمحادثات إنه يمكن توقع التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام في نهاية الجولة الثامنة الحالية، ربما قبل 13 آب/ أغسطس الجاري، مشيرين إلى أن الاتفاق المتوقع سيؤدي إلى سحب القوات الأجنبية من البلد الذي تطحنه الحرب.
وقال المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد -الذي وصل الدوحة مساء الجمعة- على تويتر “نسعى إلى اتفاق للسلام وليس اتفاقا للانسحاب”، مضيفا أن طالبان أشارت إلى أنها قد تبرم اتفاقا، و”نحن مستعدون لاتفاق جيد”.
من جانب آخر، استبق الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقاءات الدوحة بإعلان أن الولايات المتحدة تعتزم خفض عدد جنودها في أفغانستان بعد أن أحرزت المفاوضات تقدما في محادثات السلام مع طالبان، لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن لديه القدرة على أن يمحو جزءا كبيرا من أفغانستان في غضون أيام، مما سيؤدي إلى مقتل الملايين.
وقال مهددا إن القوات الأميركية المنتشرة منذ قرابة عقدين من الزمن “يُمكنها الانتصار في أفغانستان في غضون يومين أو 3 أو 4، لكنني لا أتطلع إلى قتل عشرة ملايين شخص”.
وقال قيادي كبير في طالبان إن “مسألة انسحاب القوات أطالت أمد محادثات السلام وأخرت الاتفاق”.وأضاف قائلا “لن نسمح بأي حال بوجود دائم للقوات الأميركية في أفغانستان بعد توقيع اتفاق سلام”. كما أوضح أن الحركة ستقدم ضمانا كاملا بعدم السماح لأي جماعة أجنبية مسلحة باستخدام أفغانستان لشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها.
وأكد قادة الحركة مرارا أنها لن توقف إطلاق النار أو تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية وأعضاء المجتمع المدني حتى تعلن الولايات المتحدة خطة لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
على صعيد آخر،أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن مقتل عدد من رجال الشرطة الأفغانية بإطلاق نار عند حاجز أمني في قندهار، جنوبي البلاد. وذكرت قناة “آريانا نيوز” يوم الأحد أن “حركة طالبان تتبنى الاعتداء في قندهار، وتدّعي بأن مسلحيها قتلوا 14 شرطيا”. وكانت “آريانا نيوز” نقلت عن ناطق باسم قيادة إقليم قندهار قوله إن 7 من رجال الشرطة قُتلوا بنيران زميل لهم عند حاجز أمني.