تركيا وأميركا تتفقان على تشكيل مركز عمليات مشترك للمنطقة الآمنة بسوريا

 قالت تركيا والولايات المتحدة إنهما اتفقتا اليوم الأربعاء على تأسيس مركز عمليات مشترك في تركيا للتنسيق وإدارة المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال سوريا.

وبعد محادثات على مدى 3 أيام في أنقرة، أضاف البلدان أن المنطقة الآمنة الواقعة على حدود شمال شرق سوريا مع تركيا يجب أن تكون ”ممر سلام“ وأنهما سيبذلان كل الجهد اللازم لضمان إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم.

وجرى إعلان الاتفاق في بيانين منفصلين صدرا عن وزارة الدفاع التركية والسفارة الأميركية في أنقرة.

ولم يشر أي من البيانين إلى حل مشكلتين رئيسيتين كانتا سببا في الخلاف بين واشنطن وأنقرة وهما مدى توغل المنطقة الآمنة المزمعة في العمق السوري والطرف الذي سيقود القوات التي ستسير دوريات في هذه المنطقة.

وصعدت الليرة التركية بعد الإعلان الذي جاء في أعقاب تحذير تركيا من شن عمل عسكري في شمال سوريا إذا لم تتوصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق بشأن المنطقة الآمنة.

واستقرت الليرة عند 5.478 أمام الدولار في الساعة 1413 (بتوقيت غرينتش)، أي ارتفعت بما يقرب من 1% اليوم الأربعاء.

واختلفت تركيا والولايات المتحدة العضوان في حلف شمال الأطلسي منذ أشهر بشأن حجم وقيادة المنطقة في ظل وجود وحدات حماية الشعب الكردية التي قاتلت إلى جانب القوات الأمبركية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وتعتبرها أنقرة قوات إرهابية تشكل خطرا أمنيا كبيرا.

واتهمت تركيا واشنطن بعرقلة التقدم نحو إقامة المنطقة الآمنة التي تمتد مئات الكيلومترات على طول الحدود الشمالية الشرقية السورية وطلبت من الولايات المتحدة قطع صلاتها بوحدات حماية الشعب الكردية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في وقت سابق يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة اقتربت من وجهة النظر التركية بشأن إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا وإن خطط بلاده للانتشار العسكري اكتملت.

ونقلت وكالة الأناضول الحكومية عن أكار قوله ”استكملنا جميع خططنا وتمركز قواتنا على الأرض، لكن قلنا أيضا إننا نرغب في التحرك مع الولايات المتحدة“.

* تدخل وشيك

اقترحت واشنطن منطقة آمنة عبارة عن شريط منزوع السلاح لمسافة 5 كيلومترات تعززها منطقة إضافية خالية من الأسلحة الثقيلة لمسافة 9 كيلومترات، مما يجعل الامتداد الكامل للمنطقة داخل سوريا أقل من نصف المساحة التي كانت تريدها تركيا.

وطلبت تركيا أيضا أن تكون لها السلطة المطلقة على المنطقة وهي نقطة اختلاف أخرى مع الولايات المتحدة.

وأبدى 3 مسؤولين أتراك تحدثوا هذا الأسبوع ضيقهم من عدم توصل المحادثات إلى نتائج بعد وحذروا من أن بلادهم مستعدة للتصرف بشكل منفرد.

ودفعت تركيا بقوات إلى شمال سوريا مرتين في الأعوام الثلاثة الماضية متذرعة بمخاوف أمنية من الحرب الأهلية المستمرة منذ 8 سنوات على أراضي جارتها. وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد عن تدخل ثالث وشيك لاستهداف الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي أن القوات الأميركية ستغادر سوريا وأنها بدأت انسحابا مبدئيا، وهو قرار رحبت به أنقرة، وأن البلدين اتفقا على إقامة منطقة آمنة.

وأمس الثلاثاء حذر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية من عودة تنظيم الدولة الإسلامية لشمال شرق سوريا قائلا إن الجماعات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة ينقصها العتاد اللازم للتعامل مع عودة الخلايا الجهادية دون دعم أميركي.

وقال التقرير ”الانسحاب الأحادي (الأميركي) يأتي في توقيت يحتاج فيه هؤلاء المقاتلون تدريبا وتسليحا إضافيا لبناء الثقة مع المجتمعات المحلية وتطوير العمل المخابراتي القائم على الأفراد واللازم لمواجهة الخلايا العائدة (لتنظيم الدولة الإسلامية) ومجابهة قدرات المتمردين في سوريا“.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,033,455

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"