نصب لتخليد الجنود الإيرانيين اليهود، خطوة ذليلة إيرانية أخرى تجاه (إسرائيل)‏

ماجد مكي الجميل 

هاهي إيران الرسمية تعلن عن طريق وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا) عن إقامة نصب تذكاري خاص بقتلى الجنود اليهود الإيرانيين خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 ـ 1988.

وللدقة، فقد نقل موقع "المصدر" (الإسرائيلي) الرسمي (هنا) عن وكالة الإنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) خبراً وصوراً بتاريخ 18 كانون الأول/ ديسمبر 2014 عن تدشين هذا النصب التذكاري الذي كُتبت عليه باللغة العبرية "شالوم عولام" وتعني "السلام العالمي". وللعبارة دلالتها، بلا شك. 

السلام مع مَن؟ هل هو سلام مع العرب؟ الذي لم تبد إيران أية علامة له، بل قدمت النقيض، أم هو سلام مع (إسرائيل)؟ وهناك مئات العلامات، وهذه واحدة صغيرة منها. 

السؤال البسيط، لماذا ميزَّت الحكومة الإيرانية قتلاها من الجنود الإيرانيين اليهود عن مجمل قتلاها من الجنود الإيرانيين من مختلف القوميات والأعراق والطوائف الأخرى، بإقامة نصب تذكاري خاص بهم وحدهم ؟ 

لماذا هذا النصب الخاص بالجنود الإيرانيين اليهود، وهناك بالفعل، حسب علمي، نصبٌ عام لمجمل قتلى الجنود الإيرانيين في هذه الحرب. أليس اليهود هم جزء من باقي القوميات الإيرانية مشمولين بالنصب المقام للجميع ؟ 

هل الدستور الإيراني يميز اليهود الإيرانيين عن غيرهم من الإيرانيين ليقيم لهم نصباً خاصاً بهم، أم هم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، والكرامة، والمنزلة مع كافة الإيرانيين من القوميات والأقليات الأخرى؟ 

ثم كم هو عدد الجنود الإيرانيين اليهود الذين قتلوا في الحرب، وما هي نسبتهم من مجمل القتلى الإيرانيين من غير اليهود؟ خاصة إذا علمنا أن عدد اليهود الإيرانيين في هذا اليوم بالذات لا يتجاوز 8700 شخصاً (طبقاً للموقع الإسرائيلي)، مقارنة مع نحو 80 مليون إيراني. 

مضت 34 عاماً على شن نظام خميني حربه على العراق في 4 أيلول/ سبتمبر 1980، و26 عاماً على إنتهاء الحرب في 8 آب/ آغسطس 1988. لماذا الآن فقط تذكرت الحكومة الإيرانية ضرورة إقامة نصب لليهود الايرانيين ؟ 

ليس هناك من داعٍ للقول أن الخطوة الإيرانية هذه ليست سوى إشارة ذليلة أخرى من نظام فضيحة "إيران كونترا" أو "إيران غيت" تجاه (إسرائيل). هناك مئات الإشارات قدمتها إيران بوضوح جلي للكيان الغاصب منذ إحتلال العراق في 9 نيسان/ أبريل 2003، رغم أنف شعار تحرير القدس، عبر فيلق القدس الذي ما زال يقتل ويهجِّر ويدمِّر في أرض العراق. 

قد لا تكون لهذا النصب التذكاري قيمة تُذكر مقابل ما قدمته إيران للعدو الصهيوني على أرض العراق بعد إحتلاله. كافة نشاطات الموساد الصهيوني في العراق، قام بمثلها فيلق القدس في العراق. الصهاينة ركزوا على قتل العلماء والفيزيائيين والكيميائيين والمهندسين والأطباء...الخ. في وقت متزامن، تولى الإيرانيون تصفية الطيارين وكبار الضباط والخبراء العسكريين في الجيش العراقي. 

تمكنت (إسرائيل) عبر عملائها، وعلى رأسهم أحمد الجلبي، في الاستحواذ على أهم وأكبر آرشيف عراقي عن اليهود، واليهودية. في ذات الوقت سمحت إيران لعميلها، إبراهيم الجعفري، عندما أصبح أول رئيس لمجلس الحكم في العراق، بتسليم بدلة الطيار الصهيوني الذي تم أسره في المنطقة الغربية بعد حرب حزيران/ يونيو 1967، إلى (إسرائيل)، وهي البدلة التي كانت محفوظة في المتحف العسكري تحت نصب الجندي المجهول في الكرخ. 

يا للمفارقة !!!

نصب تذكاري لتخليد الجنود اليهود الإيرانيين، ونصب تذكاري آخر لأبي لؤلؤة المجوسي، قاتل الخليفة العادل، عمر الفاروق رضي الله عنه،، المفترض أن يكون أحب الناس إلى "جمهورية إيران الإسلامية" كونه صاحب الفضل في إدخال الإسلام إلى بلاد فارس. 

يتوجه الإيرانيون إلى قبر أبي لؤلؤة المجوسي باكين، ناحبين، نادبين، لاطمين، على قاتل الفاروق، وليس من المستبعد أن يُنظِّم ملالي إيران في يومٍ ما وفوداً باكية، ناحبة، نادبة، لاطمة، على الجنود اليهود الإيرانيين. لاحظ الصورة حيث يحمل وفدٌ من الملالي إكليلين من الزهور لوضعهما على قبر أحد القتلى اليهود.

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,617,156

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"