يشكو المعتقلون العراقيون الذين مازالوا يقبعون في سجن الناصرية المسمى «سجن الحوت» الواقع جنوب بغداد، وغالبية معتقليه من المدن ذات الأكثرية السُنيّة، من عمليات تعذيب مثل الصعق بالكهرباء في الأماكن الحساسة في الجسم، والصلب على الأعمدة، إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد الذي أدى إلى تفشي الأمراض، وتسبب في مقتل عدد من المعتقلين.
أم محمد الزوبعي، وهي أم لأحد المعتقلين في سجن الناصرية روت مأساة تعرض ابنها الوحيد للتعذيب، ومعاناة رحلة الذهاب لزيارته. ونجل هذه السيدة اعتقل، حسب ما قالت، بطريقة تعسفية من أحد الحواجز العسكرية العراقية بالقرب من العاصمة بغداد منذ 3 سنوات بتهمة 4 الإرهاب. وأوضحت: «كلما ذهبت لزيارته يشكو لي من المعاملة السيئة لإدارة السجن وأساليب التعذيب الوحشي التي يتعرض لها لانتزاع اعترافات منه بالإكراه، ودائما ما يهددونه بالذبح ورمي جثته للكلاب إذا لم يعترف بجرائم لم يرتكبها».
وأضافت: «آثار التعذيب كانت بادية على وجه وجسد ولدي الهزيل الذي طيلة مقابلته كان يَئِنّ من شدة الآلام ولا يستطيع الوقوف على قدميه ويعاني صعوبة بالنطق بسبب التعذيب الشديد». وزادت: «الحراس عند باب السجن في كل زيارة يحاولون أن يمنعونا من الدخول، بحجة وجود تعليمات لهم بذلك، والهدف من وراء عرقلة إدخالنا هو لابتزازنا مالياً». ويروي أحد المعتقلين في سجن الناصرية عبر تسريب تسجيل صوتي خاص تعرضه يوميا إلى شتى صنوف التعذيب منها الصلب على أعمدة الكهرباء في حرارة الشمس اللاهبة في ساحات المعتقل بعد أن يجرد من جميع ملابسه ويبقى لأيام معلقا، ويجبرون السجناء على مشاهدته وهو عار. واعتبر أن السياسة المتبعة في معتقل الناصرية، هي سياسة «موت بطيء». وبين أن «من ألوان التعذيب الأخرى أنهم يضعون أعدادا كبيرة من السجناء في غرف صغيرة لا تتعدى مساحتها 5 في 5 أمتار ولا توجد فيها أي فتحات لتهوية، ويبدؤون بضربنا بخراطيم بلاستيكية صلبة جدا وبقوة يركلوننا بأقدامهم وأيديهم ما يتسبب بحالات إختناق وإغماء للمسجونين وبعضهم لا يقوى على تحمل هذا الضرب ويفارق الحياة مباشرة».