أمن غزة يواصل التحقيق في التفجيرين الانتحاريين و قيادي يكشف عن اعتقال 10 متهمين

أشرف الهور

واصلت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في قطاع غزة، تحقيقاتها في التفجيرين الانتحاريين الإرهابيين اللذين نفذهما شخصان ليل الثلاثاء، في حاجزين لقوات المرور والنجدة. واعتقلت عددا من المشبه بهم، ولكنها لم تكشف عن مزيد من المعلومات حول الجهة التي تقف وراء العملية الإرهابية في إطار «التحقيقات السرية» التي تجرى حاليا. وفجرت العملية الإرهابية خلافات جديدة بين حركة حماس التي تتبع لها أجهزة الأمن في غزة، وبين الحكومة الفلسطينية، بعد اتهامات مبطنة وجهتها حماس لجهاز المخابرات الفلسطينية بالوقوف وراء الحادثة.

ويقوم فريق مختص من المحققين في قطاع غزة بمتابعة العمل من أجل الكشف عن مزيد من تفاصيل العملية، التي أودت بحياة 3 من أفراد الأمن في غزة، يعملون في قسم شرطة المرور والنجدة.
وتجري التحقيقات المحاطة بسرية كبيرة، مع عدد من الأشخاص الذين جرى اعتقالهم، ويحملون «أفكارا متشددة»، ويتردد أن بعضهم كان قد اعتقل في مرات سابقة، على خلفية حوادث «إخلال بالأمن العام».

من وراء العملية

وتتركز التحقيقات التي تجري لمعرفة الجهة التي تقف وراء عمليتي التفجير اللتين حملتا رسائل خطيرة، وتنذران بوقوع أخرى مستقبلا في حال لم يتم إيجاد حل جدري لها.
ولم تكشف وزارة الداخلية في غزة عبر الناطق باسمها إياد البزم في تصريحاته الأخيرة إلا القليل عن التحقيقات وسيرها وآخر ما توصلت إليه. لكن عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، كشف في تصريح صحافي مقتضب نقلته مواقع مقربة من الحركة، عن بعض التفاصيل، بالإعلان عن اعتقال الأجهزة الأمنية أفراد الخلية التي قامت بالتفجيرات الأخيرة». وأشار أبو مرزوق إلى أن عدد أفراد أعضاء الخلية بلغ عشرة أشخاص.
يشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، تفقد الحواجز الشرطية التي استهدفتها عمليات التفجير، بعد مشاركته في تشييع جنازة أفراد الشرطة.
بذلك كان هنية يبعث برسالة طمأنة للمواطنين حول استتباب الحالة الأمنية رغم تلك التفجيرات.
وكان الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، قد كشف أن تفجيري الثلاثاء اللذين استهدفا حاجزي الشرطة نفذهما انتحاريان، مؤكدا التعرف على هويتهما. وأشار إلى أن الوزارة تواصل التحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف خلفهما، مشيرا إلى أن الانتحاري الأول كان يستقل دراجة نارية وفجر نفسه على حاجز الشرطة قرب «مفترق الدحدوح» في حي تل الهوا، فيما فجّر شخص آخر نفسه في حاجز الساحل غربي غزة. وأكد وجود تقدم كبير في التحقيقات وقال إن الجهة التي تقف خلف التفجيرين تتقاطع مع الاحتلال الصهيوني في سعيه لخلط الأوراق، وأشار إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة، وقال إن الوزارة ستعلن عن كل التفاصيل حين تنتهي التحقيقات وكشف الملابسات كافة. وحول الاتهامات التي وجهتها حماس لجهاز المخابرات في رام الله، قال البزم «حتى هذه اللحظة لا نريد استباق نتائج التحقيق في هذه العملية الإجرامية الجبانة، وسنعلن بشكل كامل عن المنفذين والجهة التي تقفهم خلفهم حال انتهاء التحقيقات». وأكد أن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد وهي على جهوزية تامة لمواجهة هذه المخططات. وقال «كما استطعنا توفير الأمن لشعبنا على مدار 13 عاما، سنستمر في ذلك ويد العدالة ستطال كل من يحاول الإخلال بحالة الأمن مهما كانوا وأينما كانوا».
وكان الناطق باسم حماس فوزي برهوم قد كتب على صفحته على موقع «تويتر» يقول «لن نستبق نتائج التحقيقات في أحداث التفجيرات في غزة و لكن كل محاولات إثارة الفوضى في غزة كان يقف وراءها جهاز المخابرات في السلطة التابع لماجد فرج لصالح الشاباك الصهيوني، والاحتلال كما حدث في اغتيال القائد مازن فقهاء ومحاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم وتفجير موكب الحمد الله وغيرها».
وقال إن غزة كانت وستبقى «شوكة في حلق الاحتلال وأعوانه»، وقال «لن يفت في عضدها هذه الجرائم الإرهابية التخريبية»، لافتا إلى أن ما لم يحققه الاحتلال وأعداء المقاومة بالحروب والحصار ومحاولات الفوضى «لن يتمكنوا من تحقيقه عبر تفجيرات إرهابية وجرائم مشبوهة». من جهتها رفضت الحكومة الفلسطينية ما وصفتها «الاتهامات الباطلة» التي وجهها الناطق الرسمي باسم حركة حماس لجهاز المخابرات العامة، وأكد الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم في تصريح صحافي، أن مثل تلك الاتهامات «محاولة للتستر على الفاعلين الحقيقيين للجريمة البشعة، بما يخدم أهداف مرتكبيها بتوتير الأجواء، وإضعاف المناعة الوطنية في مواجهة المخططات الأميركية والصهيونية».

تنفيذ الجماعات الإرهابية

وأشار إلى أن الحكومة ترى أن العملية تحمل هوية مرتكبيها، من حيث توقيتها، ومحاكاتها للعمليات التي تنفذها «الجماعات التكفيرية»، وترحم الناطق باسم الحكومة على «شهداء العملية الإجرامية».
ودعا ملحم حماس إلى «الاستجابة السريعة» لإنهاء الانقسام على أرضية اتفاق القاهرة الموقع بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017 لـ «سد الثغرة التي ينفذ منها المتربصون بالقضية الفلسطينية لمواصلة أعمالهم الإجرامية لتقويض حلم شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 في عاصمتها القدس الشريف». كذلك أدان صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ما وصفه بـ «الافتراءات والاتهامات الباطلة» التي تحاول حماس توجيهها للواء ماجد فرج، بالوقوف وراء عمليات التفجير، وأكد أن «تكرار مثل هذه الافتراءات كما حدث في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رامي الحمد الله واللواء ماجد فرج، يدل على أن حماس تحاول إخفاء الحقائق والتستر عليها».

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,057,930

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"