قالت تركيا يوم الجمعة إن ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا، وهي محور خلاف بين واشنطن وطهران، تتجه إلى المياه اللبنانية بعدما غيرت مسارها عدة مرات لكن بيروت قالت إنها لم تتلق إخطارا بذلك.
وكانت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن ذكرت أن أدريان داريا (غريس 1 سابقا) غيرت مسارها مرة أخرى يوم الجمعة واتجهت إلى ميناء الإسكندرونة التركي على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي مصفاة بانياس في سوريا التي يعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة.
وعندما أفرجت سلطات جبل طارق عن الناقلة في منتصف آب/أغسطس بعد أزمة استمرت 5 أسابيع، أكدت إيران لبريطانيا أن الشحنة لن تذهب إلى سوريا.
ويضع تغيير الوجهة الأخير الشحنة باتجاه سوريا، ويشير لإمكانية نقل الخام إلى سفينة أخرى بمجرد اقترابها من الساحل اللبناني.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الجمعة إنه رغم بيانات التعقب فإن الناقلة ليست متجهة لموانئ تركية “بكل تأكيد” ولكن إلى المياه اللبنانية.
كان الوزير قد قال في وقت سابق من يوم الجمعة إن الناقلة تتجه إلى الميناء “الرئيسي” في لبنان، لكنه قال للصحافيين لاحقا خلال مؤتمر في أوسلو “لم أقصد أن هذه الناقلة تتجه إلى ميناء لبناني، لكن وفقا لمعلومات الإحداثيات فإنها تتجه إلى المياه الإقليمية للبلاد”.
وأضاف “هذا لا يعني أنها ستصل إلى ميناء لبناني…نحن نراقب الموقف عن كثب”.
وكانت أدريان داريا تحمل مليوني برميل نفط وقت الإفراج عنها في جبل طارق.
وقال وزير المال اللبناني علي حسن خليل لرويترز اليوم الجمعة إنه لم يتم إبلاغ لبنان بأن الناقلة الإيرانية تبحر متجهة لأحد الموانئ اللبنانية.
وقال خليل “لم نتبلغ بقدوم ناقلة النفط الإيرانية إلى لبنان”.
يشير الغموض على ما يبدو إلى مخاطر العقوبات التي قد يتعرض لها أي بلد يخاطر باستقبال الناقلة. وكانت أدريان داريا تتجه في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش نحو الممر المائي بين تركيا وقبرص بعد سلسلة تغييرات في مساراتها بالبحر المتوسط وفق بيانات تعقب السفن.
واحتجزت السفينة قبالة جبل طارق لاشتباه بريطانيا في أنها كانت تنقل النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وتقول الولايات المتحدة إن الحرس الثوري الإيراني، الذي تعتبره منظمة إرهابية، هو من يدير الناقلة.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده ستتخذ كل الإجراءات الممكنة المتسقة مع العقوبات الأميركية إذا توجهت الناقلة مرة أخرى إلى سوريا.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية “الأمر المهم هنا هو أنها تحمل نفطا يدعم إرهاب نظام” الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المتحدث الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الإدارة الأميركية عبرت عن “موقفها الحاسم عبر القنوات الدبلوماسية لكل الموانئ في البحر المتوسط بأن عليها توخي الحذر من مغبة تقديم تسهيلات” للناقلة.
وقالت مصادر في قطاع الشحن إن الناقلة ستحتاج إلى عملية نقل لحمولتها من سفينة لأخرى قبل أن تكون قادرة على دخول ميناء مثل بيروت إذ لا يتوفر فيه عمق المياه المناسب لناقلة ضخمة تنقل حمولة كاملة.
وأضافت المصادر أن الناقلة يمكنها أن تفرغ حمولتها قبالة الساحل صوب ميناء طرابلس اللبناني الذي يقع إلى الشمال وهو أقرب للساحل السوري. وهناك منطقة خارج حدود ميناء طرابلس يمكن فيها توقف السفن لعمليات نقل الحمولة من سفينة لأخرى.
وخلال الأعوام الماضية تم استخدام الميناءين، بيروت وطرابلس، لنقل الشحنات المتجهة لسوريا خلال الصراع السوري.
ونقل عن متحدث حكومي إيراني قوله يوم الاثنين إن إيران باعت النفط على متن الناقلة وإن مالكها، الذي لم يكشف عن هويته، سيقرر وجهتها.
وبعد إطلاق سلطات جبل طارق للناقلة قالت إن وجهتها هي ميناء كالاماتا اليوناني ثم غيرتها إلى ميناء ميرسين التركي. وأمس الخميس غيرت الناقلة مسارها فجأة متجهة للغرب أولا ثم صوب الجنوب مبتعدة عن الساحل التركي.
وأثناء وجودها في منطقة إلى الغرب من قبرص صباح يوم الجمعة قامت بتغيير مسارها مرة أخرى.