الصورة: العقيد المالكي يعرض بقايا الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت منشأتي أرامكو، وفي الإطار الخبير آل عسكر.
قال الدكتور محمد آل عسكر، مستشار وزير النفط السعودي سابقا والخبير بمجالي النفط والطاقة، إن التصريحات الإيرانية التي كانت تنفي ضلوعها في التعديات المتكررة على حاملات النفط التي تبحر عبر مضيق باب العرب (مضيق هرمز) لم تفلح في إقناع العالم بتنصلها من مسؤوليتها عن الهجوم.
وأضاف "آل عسكر"، فى تصريحات أن المملكة العربية السعودية تصرفت بحكمة وعقلانية وتمسكت بخيار الصمت والهدوء لحين صدرت نتائج التحقيقات التى كشفتها وزارة الدفاع السعودية، بعرض عدد من الصور والمقاطع لأنظمة المراقبة لنوع الطائرات المستخدمة في الهجوم على منشآت أرامكو، ومؤكدة بأنه كان هجوماً مدعوماً من إيران، في محاولة لتعطيل الاقتصاد العالمي وقطاع الطاقة. ولفت آل عسكر، إلى أن انضمام المملكة للتحالف الدولي لحماية أمن الملاحة البحرية التي دعت إليه الولايات المتحدة بعدما أصرّت بأن الدول المستهلكة عليها أن تدفع نظير الحماية وأن اميركا ليست بحاجة الى نفط الخليج العربي، وهو تنصل مستغرب لأن المصالح والقواعد الأميركية تملأ المنطقة وتفيض. وأشار مستشار وزير النفط السعودى السابق إلى أن قرار المملكة يعتبر استهلالاً لما ستقوم به الرياض لحماية إمداداتها الهامة وحدود مصالحها في المضائق والممرات التي تحيط بها والتي تعرضت سفنها للاستهداف في مضيق باب العرب (مضيق هرمز) وباب المندب ولتضمن حرية الملاحة في البحار. وكشفت السعودية بالأدلة الدامغة، الأكاذيب التي أطلقتها إيران ولا تزال تطلقها، بهدف التنصل من الهجمات التي استهدفت معملين تابعين لشركة "أرامكو" شرق المملكة، وذلك من خلال المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد الركن تركي المالكي، الأربعاء. ومنذ وقع الهجوم، السبت، سلكت إيران طريقها المعتاد في النفي والإنكار، رغم الإشارات الواضحة التي استقبلتها السعودية ومعها عدد من الدول، على رأسها الولايات المتحدة، مما أثار الشكوك بشأن تورط إيران في الهجوم. وكانت آخر أكاذيب ومراوغات إيران، الرسالة التي بعثتها إلى الولايات المتحدة، من خلال السفارة السويسرية في طهران، الأربعاء، ونفت فيها أي دور لها في الهجمات، كما لم تخل من التهديد بـ"رد فوري" في حال وقعت أي تحركات عسكرية. وتسترت طهران وراء ما أعلنه وكلاؤها في اليمن، ميليشيات الحوثي الإرهابية، في أعقاب الحادث، بتبني الهجوم، إلا أن الخدعة الحوثية، ومن وراءها الإيرانية، لم تنطلِ على السعودية التي أكدت، الأربعاء، أن الهجوم لم يأت من اليمن. وقال المالكي إن الهجوم الإرهابي الذي تم بواسطة سبعة صواريخ كروز و18 طائرة مسيرة، جاءت إلى المملكة من الشمال وليس من الجنوب، حيث يقع اليمن، فضلا عن أن ميليشيات الحوثي "لا تمتلك مثل هذه الأسلحة"، في إشارة إلى طائرات مسيرة والصاروخ الإيراني "يا علي". وكانت إيران قد كشفت عن صاروخ "يا علي" من نوع كروز قبل خمسة أعوام، وأعلنت وقتها أن مداه يصل لـ700 كيلومتر، وهو أكثر من ضعف المدى الذي تصله صواريخ كروز الإيرانية السابقة. وقطع المالكي الشك باليقين، عندما قال إن تحليل بقايا الأسلحة التي استخدمت في الهجوم تظهر أنها إيرانية الصنع، مؤكدا أن طهران تملك التقنية الخاصة بهذه الطائرات، كما أكدت الأرقام التسلسلية أنها إيرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إن "هذه الأدلة لا تبقي أي مجال للشك بشأن وقوف إيران وراء هذا الاعتداء الإرهابي"، مشيرا إلى سوابق نظام طهران ووكلائه في زعزعة استقرار المنطقة واستهداف المدنيين، والمنشآت النفطية والاقتصاد العالمي. فيما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأربعاء، تشديدا "كبيرا" على العقوبات المفروضة على إيران، في أعقاب هجمات يوم السبت على منشآت نفطية في السعودية ألقت واشنطن باللوم فيها على طهران لتدخل إيران فى نفق لا تستطيع الخروج منه بعد حزمة من العقوبات أضعفتها كثيرا .