هيئة علماء المسلمين: انتفاضة شباب العراق في بغداد تفضح جرائم النظام السياسي القائم في البلاد

أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق؛ أن كل التهديدات التي أطلقتها الأجهزة الحكومية وجميع الممارسات التعسفية ضد أبناء البلاد؛ لم تحل دون إعلان المواقف العراقية الخالصة بقوّة؛ حينما انتفض شباب العراق من جديد، معلنين التضحية بالنفس من أجل تغيير الواقع المرير والمستقبل المهدور.

وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته يوم الأربعاء الثاني من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019م بشأن تظاهرات العارمة التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات؛ أن العملية السياسية ونظامها التوافقي والمحاصصي والأحزاب السياسية وجدت نفسها أمام حقيقة الفشل الكبير، وأن المنتفعين من آلام الشعب العراقي بالفساد والإفساد؛ والمبتعدين عن مطالب المواطنين وهمومهم اليومية؛ وجدوا أنفسهم أيضًا في مواجهة الشعب.

وقالت الهيئة في بيانها؛ إنه بدلًا من المراجعة ومحاسبة النفس؛ أقدمت السلطات الحكومية على إراقة المزيد من الدماء البريئة، واستهداف أبناء العراق الذين تصدوا بصدورهم للرصاص الحي للقوات الأمنية القمعية، التي استخدمت القوة المفرطة في التصدي لأولئك الشباب المطالبين بحقوقهم؛ مضيفًا أن هذه الأجهزة انغمست أكثر في إجرامها بعد عجزها عن غلق (ساحة التحرير) في (بغداد) أمام آلاف المتظاهرين، موقعة مئات المصابين، بينهم أربعة قتلى في بغداد وذي قار؛ سقطوا ضحية لمطالبهم المشروعة.

وإزاء ذلك؛ أكّدت هيئة علماء المسلمين أن سماح حكومة بغداد لقادة ميليشياتها بإطلاق تهديداتهم للمتظاهرين هي محاولة لوأد المسيرات الاحتجاجية، ومنع المتظاهرين من الاستمرار في احتجاجاتهم وتظاهراتهم، ولقطع الطريق نحو أي مطالبة بالتغيير الشامل، أو المطالبة باسترداد الحقوق.. موضحة أن ما جرى في قلب ساحة التحرير ببغداد وأحيائها المختلفة وعدد من المحافظات؛ هو حق مشروع للشعب العراقي، ووجه من أوجه التعبير عن رأي الشعب الذي قمع مرات ومرات بواسطة آلة الحديد والنار التي يواجه بها دائمًا.

وأعربت الهيئة عن تفاؤلها بأن الشعب العراقي بات على درجة من الوعي بأن استرداد حقوقه لن يأتي عن طريق أحد من الأحزاب المشاركة في السلطة؛ وهو ما تجلى في مواقف المتظاهرين الذين عبروا عن ذلك برفضهم للنظام السياسي بجملته، وتحميل المسؤولية لفساد جميع الأحزاب المنخرطة في السلطة التي جعلت العراق رهينة للقوى الخارجية، وفي مقدمتها النظام الإيراني الذي أعلن كثير من المتظاهرين عن موقفهم منه بكل شجاعة.

وحثت الهيئة شباب العراق المتظاهرين على امتلاك الرؤية الواقعية والحقيقية عن أوضاع العراق، بوعيهم أن الحال الذي وصلت إليه البلاد لا يقتصر على فساد الأشخاص في السلطة، ولا سوء إدارتهم فحسب؛ بل يشمل بالدرجة الأولى قواعد العملية السياسية نفسها التي هي أساس الخراب وطريق سرقة قوت الشعب ومستقبل أبنائه.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,039,403

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"