مساع لتبرئة جهات أمنية من التورط بقمع المتظاهرين في العراق

بينما رفعت وزارة الدفاع العراقية حالة التأهب القصوى، مع اندلاع المظاهرات في البلاد، الأسبوع الماضي، تسعى جهات سياسية وميليشياوية إلى تحميل الجيش العراقي بمفرده مسؤولية قمع المتظاهرين، والتسبب بمقتل عدد كبير منهم. 

وتسعى تلك الجهات السياسية لتبرئة أجهزة أمنية أخرى معروفة بارتباطها بأحزاب وقوى سياسية؛ أبرزها الشرطة الاتحادية، التي يتألف أغلب قادتها من منظمة "بدر" بزعامة هادي العامري، وقوات "سوات" المعروفة بقربها من مؤسسه ورئيس حزب "الدعوة" رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وجهاز مكافحة الشغب الذي يرتبط بشكل مباشر بمكتب رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي، علاوة على ما يعرف بـ"أمنية الحشد"، التي شاركت بعمليات قمع واسعة واعتقالات لناشطين ومتظاهرين، بعضهم لا يزالون مفقودين ولا يعرف مصيرهم. 
ولفتت مصادر، يوم الأربعاء، إلى استمرار الانتشار العسكري المكثف لوحدات تابعة لوزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية الأخرى، للسيطرة على الموقف بشكل كامل، لا سيما في العاصمة بغداد التي ما تزال تشهد مظاهرات متفرقة؛ آخرها في منطقة البياع جنوب غربي العاصمة، الليلة الماضية.
وأكد مسؤول عراقي رفيع المستوى في وزارة الدفاع أنّ "الجيش العراقي كان أقل احتكاكاً مع المتظاهرين"، مضيفاً أنّ "من استخدم الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز هي قوات سوات وجهاز فض الشغب وأمنية الحشد التي ساعدتها فصائل أخرى معروفة بارتباطها بإيران مثل الخراساني وكتائب حزب الله والنجباء".
في الأثناء، تواصل قوة عراقية خاصة، عمليات ملاحقة الناشطين الذين شاركوا في المظاهرات، الأسبوع الماضي.
وقال مشاركون في المظاهرات، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إنّ "حملة لاعتقال ناشطين ومشاركين فاعلين في الاحتجاجات انطلقت، منذ أيام، ولا تزال مستمرة"، مشيرين إلى أنّ "الاعتقالات شملت مناطق بالعاصمة بغداد بالإضافة إلى محافظات أخرى جنوبية أبرزها ذي قار والديوانية".
وأوضح المشاركون أنّ هذه التصرفات، أرغمت العشرات من جرحى المظاهرات على مغادرة المستشفيات واستكمال تلقي العلاج في منازلهم بعد حصولهم على معلومات بقيام ميليشيا "سرايا الخراساني"، وميليشيات أخرى، بارتداء زي عسكري والتجول في المستشفيات، بحثاً عن جرحى كانوا قد تعرّضوا للإصابة خلال المظاهرات.

وأشار المشاركون في المظاهرات إلى أنّ بعض أُسر قتلى المظاهرات تعرّضوا لضغوط  من أجل منعهم من إقامة مراسم تشييع كبيرة لقتلاهم، خشية تحوّلها إلى موجات غضب شعبي قد تتسبب بعودة المظاهرات. 

ويوجه مشاركون في المظاهرات اتهامات لميليشيات مدعومة من إيران، بالمساهمة في عمليات قتل واعتقال ناشطين.
ويوم الثلاثاء، أُعلن عن وفاة أحد متظاهري محافظة الديوانية جنوبي العراق، بسبب جروح تعرض لها بإطلاق نار من قبل القوات العراقية في تظاهرة سابقة.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,065,294

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"