الفوضى التي ستحلّ في العراق بعد رحيل عبد المهدي!

ناجي حرج

يقول رئيس حكومة العراق، عادل عبد المهدي، انّه اذا استقال ستتجه البلاد الى الفوضى. هذه المقولة تروّجها ايضا منذ ايام دول عربية من خلال بعثاتها الدبلوماسيّة في دولٍ اوربية، وسمعتها شخصياً من دبلوماسيين غير عرب هنا في جنيف خلال الايام الماضيّة.

ولا ندري ما هو تعريف الفوضى لدى عبد المهدي ولدى هذه الدول؟ وكيف يكون شكلها؟
لا اعتقد ان هنالك فوضى تشابه الفوضى القائمة في العراق منذ 2003، فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية. فوضى في تأسيس الاحزاب، في الانتخابات، في اختيار الوظائف العليا، في التوظيف للوظائف الدنيا، فوضى في السياسات الاقتصادية، فوضى عارمة في قطاع النفط وكيف يجري اعداد العقود والاتفاقيات، فوضى في السرقات اذ يسرق السياسيون اكثر من 100 مليار دولار سنوياً في حين لا يجد الشعب ما يعيش عليه، فوضى في الزراعة، حرق المحاصيل لابقاء الاستيراد من الجارة ايران، فوضى اجتماعية غير مسبوقة، قضايا الزواج والطلاق وقضايا ما بين العشائر والعوائل على امورٍ تافه يذهب ضحيتها شباب بعمر الزهور، فوضى السلاح وانتشاره في كل مكان خارج الدولة، فوضى الفصائل المسلحة فكل شخص بامكانه تشكيل فصيل مسلح وستدعمه الدولة والدول الخارجية بالمال والسلاح والتدريب لمجرد ان يقول إنه ضد الإرهاب! فوضى في كل ركن من اركان الحياة زادت وتعمّقت مع كل حكومة جديدة فكانت الذروة مع اغبى وأسوأ حكومة في تأريخ العراق الا وهي حكومة عبد المهدي.

شخصيا أرى ان المتظاهرين هم اكثر حرصاً على الامن في البلاد، اكثر حرصاً على ممتلكات الدولة من القادة الحاليين الفاسدين، وهم اكثر وعياً في كيفيّة التعامل مع محيطهم العربي والدولي. هؤلاء المتظاهرين ملتصقون اكثر ببلدهم وبشعبهم فهم قد ولدوا من رحم هذه الارض وتربّوا فيها ورفضوا ان يكون خدما للاجنبي...وهم سيثبتون للعالم انهم الاقدر على قيادة العراق نحو الطريق الصحيح ليستعيد دوره العربي والدولي ويتخلّص من شؤم هذه الفوضى التي تلاحقه منذ عام 2003 ولحد الان.
إرحل يا عبد المهدي انت وكلّ نظام المحاصصة الطائفيّة المتخلّف واترك ابناء البلد يديرون بلدهم بما يرون فكفاكم 16 سنة من الفوضى.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,057,192

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"