ما الذي يجري في العراق ولماذا؟ 3‏

صلاح المختار

اذا غضب الله على النملة انبت لها جناحان

مثل عربي 

في ضوء ما تقدم تبين بصورة قاطعة ان اسرائيل الشرقية هي العدو الاكثر خطورة وان امريكا واسرائيل ‏الغربية تدعمان اسرائيل الشرقية لسبب جوهري هو انها اكبر خطرا منهما على العرب لانها تملك الادوات الضرورية ‏لنشر الفتن الطائفية في الوطن العربي بينما تفتقر كل الاطراف الدولية والاقلمية الاخرى المعادية للعرب لسلاح ‏فعال مثل السلاح الفارسي المسموم ( استغلال الطائفية ) ، ويترتب على ماسبق ان الرد الصحيح الوحيد وبحتمية ‏لا مفر منها يجب ان يستند الى المنطلقات الجوهرية التالية : ‏
‏1-قبل كل شيء لابد من تذكر ان الهدف المباشر (لامريكا وللاسرائيليتين الشرقية والغربية ) من معارك ‏العراق الجارية هو القضاء التام على ما لدى فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية من ‏كوادر مقاتلة ومجربة وامكانيات تسليحية محدودة وخبرات عسكرية متراكمة .‏
انتباهة وعينا تتمثل في ادراك ان ما خططت له امريكا واسرائيل الشرقية هو ان تزج المقاومة العراقية في ‏معارك فيما بينها لتدمير قواها المشار اليها ، واذا فشل ذلك نتيجة وعي المقاومة لهذه الخطة ، وهو ما نراه الان ‏والحمد لله ، فيجب وضع المقاومة في جيوب مهلكة اي اللجوء الى اجبار المقاومة على خوض معارك غير ‏متكافئة عسكريا وماديا مع اعداء اقوياء مثل امريكا بقواتها الجوية والصاروخية وامكانياتها المالية ‏والتكنولوجية ، واسرائيل الشرقية بكل احقادها وما لديها من جيش مدرب على ابادة العرب ، و(جيوش ‏خاصة ) - جندتها شركات امنية امريكية واسرائيلية غربية - ذات قدرات قتالية ممتازة ، نقول ان زج المقاومة في ‏معارك مع كل هذه القوى يفضي الى انهاكها وتصفية اغلب كوادرها ، وهم عماد اي عملية تحرير لاحقة ، ‏واستنزاف مخزونها التسليحي المحدود اصلا ، تمهيدا لهدف اخطر وهو تصفية كافة القوى الوطنية المقاتلة ‏والتخلص من التهديد الجاد للسيطرة الايرانية والامريكية على العراق تحت غطاء تصفية الارهاب .‏
‏ تترتب على تلك الانتباهة ضرورتان حتميتان :‏
الضرورة الاولى : منع اندلاع اي صراع بين فصائل المقاومة العراقية مهما كانت الاسباب والمبررات مادام ‏التحدي الفارسي هو الخطر الاكثر كارثية وغيره اخطار يمكن تحملها ومعالجة نتائجها لاحقا ، فتجنب فتن ‏دموية بين فصائل المقاومة يضمن للجميع الاحتفاظ بقدراتهم الستراتيجية الاساسية من اجل خوض معركة ‏التحرير الحاسمة . ‏
‏ اما الضرورة الثانية فهي تجنب وضع المقاومة في زاوية دفاعية مدمرة – جيب مهلك - وهي خوض معارك ‏باسلوب الحرب النظامية فقط ، فبحكم التفوق العسكري والبشري والمالي والتكنولوجي لامريكا ونتيجة ‏للقدرات العسكرية الايرانية الضخمة فان القتال بطريقة الحرب النظامية عبارة عن انتحار ولكن بطريقة ‏بطولية ! لنتذكر انه عندما كان القتال ضد جيش الميليشيات كان طبيعيا خوض حرب نظامية معه لانه ‏عصابات وميليشيات مفككة هزمت بلا قتال حقيقي ، اما عندما دخلت اسرائيل الشرقية بجيشها وقيادتها ‏الاعلى معارك العراق ودخلت امريكا فورا لاسناد التدخل الفارسي بتسخير قواتها الجوية والاستخبارية لخدمة ‏المقاتلين الفرس فان الامر يتطلب اعادة نظر جذرية في وسائل القتال .‏
والضرورتان المذكورتان تفرضان وبلا اي تردد او ابطاء وحدة فصائل المقاومة العراقية التي تبقى اهم شروط ‏النصر اللاحق مثلما ان تجنب اجبارها على خوض حرب نظامية في منطقة يحددها العدو مظهر اكيد لوعي ‏ستراتيجي شامل . المطلوب وفقا لهذه الحقائق العودة للالتزام باسلوب حرب العصابات واعتماد الكر والفر في اي ‏جبهة يتفوق فيها العدو المشترك خصوصا اعتماد الفخاخ الكبيرة واجباره على متابعة معارك فرعية او ابقاءه قلقا ‏وتواصل قصفه بالهاونات وغيرها ...الخ .‏
‏ ولكي لا يفهم من ذلك انه دعوة للانسحاب من مناطق معينة لابد من التوضيح بتأكيد ان الدمج بين ‏اساليب الحرب النظامية وحرب العصابات هو الحل العملي والصحيح في ظل موازين القوى في الميدان ، لان ‏ذلك يحقق اهم هدفين : الاول الاحتفاظ بالكادر المقاتل وبالعتاد الحربي والهدف الثاني استنزاف العدو ‏المشترك عبر اجباره على خوض معارك متعددة ومستمرة ومنهكة ضد اشباح لا يرى وجوههم وانما يرى افعالهم ‏فقط . ‏
عندما يحشد العدو ويهاجم في منطقة ما تفتح له جبهات اخرى في مناطق بعيدة وتستمر مناوشته في ‏المنطقة التي يشن الهجوم عليها لتثبيته على الارض بقواته وبتركيزه الرئيس وعدم السماح له بتحقيق تقدم ‏حقيقي على الارض ، مع اجباره على خوض معارك اخرى في عملية هدفها الاساس خوض معارك متزامنة في ‏مناطق مختلفة وعدم السماح له بخوض معركة واحدة يستخدم فيها عناصر تفوقه لحسمها لصالحه . ‏
‏2-وفقا لما تقدم فان زمن الحرب ، ومهما كانت اهميته اساسية ، اصبح بعد تحرير نينوى وصلاح الدين ليس ‏العنصر الاساس لان اطراف الحرب تختلف بما تملك من قدرات بالاضافة الى المتغيرات التي تقع نتيجة تنفيذ ‏خطط مخابراتية غير واضحة المعالم للكثيرين ، لهذا فان الاهم هو ضمان النصر النهائي بغض النظر عن ‏الوقت المطلوب لتحقيق ذلك وليس الوصول اليه بسرعة قد تكون فخا منصوبا للمقاومة ، فالتسرع في هذه ‏الحالة قرار غير حكيم . لنتذكر ان اطالة الحرب احد اهم اساليب حرب العصابات الناجحة لانها توفر ‏الفرص للتفكير فيما لم يكتشف ولا تتوفر معلومات عنه ومعرفة او استنتاج خطط العدو الخفية والتصرف ‏وفقا لذلك وبطريقة تحفظ الكادر والموارد العسكرية من التبدد لتجنب ان تأتي لحظات الحسم ولا تجد ‏المقاومة الامكانية الكافية لتحقيقه رغم توفر اهم شروطه . ‏
‏ والان وبما ان العدو المشترك ينفذ خططا مخابراتية هي الاذكى والاخطر في تاريح الصراع في العراق والوطن ‏العربي كله محورها استخدام قوى ووسائل معدة اصلا لتدمير مبرمج لقدرات المقاومة البشرية والمادية لهذا ‏فحتمية النصر توجب منع تدمير قوات الثورة عبر ممارسة كافة اشكال التمويه التكتيكي بما في ذلك الاختفاء لفترة ‏تحت الارض ، في معارك معينة وليس في كل المعارك ، وترك العدو المشترك ومن يستهدف المقاومة حائرا وغير متيقنا ‏من نتائج المعارك ولا من مستقبل الصراع في حين ان المقاومة تبقي قدراتها الستراتيجية سليمة لفترة لاحقة يكون ‏عليها فيها الخروج من تحت الارض لشن هجمات مباغتة للعدو الرئيس في تلك المنطقة وتدميره . والنزول تحت ‏الارض بهذا المعنى لا يعني التوقف عن القتال بل ممارسة اساليب حرب العصابات والتخفي باعلى صوره . ‏
‏ 3-كما انه ضروري جدا تحليل مكونات الصراع بصورة موضوعية لا صلة لها بما نحب او نريد وعندها ‏يمكن للمقاومة ان تحدد طبيعة معركة ما وهل معركتها ام معركة اعداءها الحاليين او المتوقعين وتحديد هل ‏العدو هو من يريد اقناعنا بوسائل مختلفة بانها معركتنا فنخوضها لنجد انفسنا وقد كشفنا ستراتيجيا ‏وتعرضنا لاكبر عملية استنزاف . ‏
‏4-وضرورة منع اي صراع اخر غير صراعنا مع العدو الرئيس ( اسرائيل الشرقية ) يتطلب فرض رقابة ‏مشددة على السلوك الميداني لانصارنا فبقدر منع وقوع صراعات اخرى مضافة ولا ضرورة لها نصل الى تحقيق ‏هدفنا الستراتيجي المرحلي باقل الخسائر وباقصر الازمان . لهذا فان عيون المقاومة ( مخابراتها ) يجب ان تكون ‏مفتوحة على وسعها لرؤية من يخالف المسار بفتحه معارك جانبية يمكن للعدو ان يحولها الى معارك اساسية ‏لاجل تدمير قوانا الستراتيجية .‏
‏5-من بين اهم شروط النجاح العمل المنظم وفقا لمهنية المخابرات فيما يتعلق ببعض التكتيكات والمواقف ، ‏فكتم الاسرار يشكل احد اهم شروط النصر في مرحلة تنفذ فيها المخابرات الاجنبية خططا سرية غير مكشوفة ‏ويشكل كشفها ضربة لمن وضعها ، وتلك الخطط السرية تؤثر بقوة في مسارات الاحداث ، ان لم تكن هي المقرر ‏الرئيس للكثير منها ، لذلك لا يجوز ان نستخف بقيمة حفظ الاسرار خصوصا المتعلقة بتكتيكات يعتمد عليها ‏نجاح ستراتيجية التحرير . ‏
ولتوضيح هذه النقطة البالغة الحساسية والاهمية لابد من الاشارة الى ان الحرب في العراق ومنذ ما بعد ‏هزيمة امريكا في معارك الفلوجة في عام 2004 اصبحت تجري وفقا لمخططات وضعتها المخابرات بالدرجة الاولى ‏ووضعت الخطط العسكرية طبقا لضرورات عمل المخابرات . طبعا هنا نحن نقصد الخطط الامريكية وليس ‏خطط المقاومة العراقية ، واليوم المعارك في العراق تجري وفقا لخطط المخابرات الامريكية لان امريكا تقاتل ‏بنخبها معتمدة على اسرائيل الشرقية ونغولها في العراق تنفيذا لخطط المخابرات واهمها استخدام (الجيوش ‏الخاصة ) لمقاتلة وتشتيت المقاومة . ‏
‏ من هنا فان تكتيكات المقاومة وخططها المرحلية يجب ان تحاط بستار معتم جدا من السرية خصوصا ‏عندما يتعلق الامر بقوة اساسية او بالقوة الاساسية في معارك التحرير – وهنا اشير الى جيش رجال ‏النقشبندية الذي يشكل العمود الفقري للمقاومة العراقية - لان نجاح الاعداء في معرفة ما تبنته المقاومة من ‏خطط وتكتيكات متنوعة يجردها من عنصر المباغتة من جهة ، ويجعلها في حالة دفاع فقط وهي وضعية ‏خاطئة من جهة ثانية . ‏
وبما اننا نواجه الان اخطر تحد في عمر الثورة المسلحة منذ الغزو وحتى الان فمن الضروري احاطة ‏تكتيكات الثورة وخططها المرحلية بسرية تامة ومنع العدو من جر عناصرنا الى الكشف عنها بطريقة ذكية ‏خصوصا عن طريق مخابراتها الالكترونية التي تنشر عناصرها في جميع برامج الانترنيت مثل في الفيس بوك ‏وتويتر حيث ان قسما كبيرا من المشاركين بانتظام وباسماء مموهة في الجدل والنقاشات والندوات هم جند ‏المخابرات الالكترونية الامريكية والاسرائيلية والفارسية . ‏
‏ جند العدو هؤلاء يمثلون ادوار الوطني والمقاوم الذي يزايد على الجميع ويبتزهم بتطرفه ومزايداته كي ‏يخترق الصفوف ويكشف بوسائل فنية ما تخفيه فصائل المقاومة بطرحه اسئلة دقيقة وظيفتها اكمال ‏معلومات المخابرات . وبناء عليه فليس كل سؤال يطرح علينا – بما في ذلك في مقابلات تلفازية - لابد من الاجابة ‏عليه فمن حقنا ان لا نجيب او نرد بطريقة ليس فيها معلومات ينتظرها العدو ونترك اي حوار يتركز على معرفة ‏خيارات المقاومة في هذه المرحلة . فكما ان العدو لديه خطط لا يكشف عنها مهما كانت طبيعة الضغوط فمن ‏حقنا بل من واجبنا ان لا نرد حتى لو طرح الاسئلة اشخاص يحسبون على الثورة . بل قد تصل الضرورات ‏الامنية احيانا حد عدم اخبار حتى كوادر متقدمة باهداف التكتيكات الحقيقية . ‏
‏6-اسرائيل الشرقية مثل توأمها اسرائيل الغربية انتقلت من النعومة وملمس الحرير في الكلام الى استخدام ‏سكاكين شتيرن الصهيونية وهي تطلق التصريحات وتتحدث ، فاسرائيل الشرقية بعد غزو العراق هي غير اسرائيل ‏الشرقية قبل الغزو فهي الان تتحدث عن الامبراطورية بنفس لغة خميني التي تخلى عنها بعد هزيمته المذلة والمهينة ‏امام العراق القوي في عام 1988 وهي نشر النفوذ الفارسي في كل الوطن العربي وخارجه تحت غطاء (نشر الثورة ‏الاسلامية ) ، بل انها الان تتحدث بتفاخر قومي صريج واكثر مما تفاخر الشاه ولعل تصريحات المستشار الاعلى ‏لخامنئي علي اكبر ولاياتي التي تفاخر بها بثقافة بلاد فارس وقوميتها تقدم لنا مثالا موحيا لنزع اسرائيل الشرقية ‏قناع الاسلام غير ابهة بردود الفعل العربية والاسلامية واخذت تعترف علنا بان لها قوات في العراق وان ابرز ‏قادتها يقتلون في العراق مثل الجنرال حميد تقوي !‏
‏ ومرة اخرى ومثل اسرائيل الغربية فان اسرائيل الشرقية تستخدم لغة مقدساتها لتبرير وتسويق الاحتلال ‏للارض العربية فكما استخدمت الصهيونية شعار (ان اي ارض فيها مرقد يهودي هي ارضنا ) فان الفرس يتحدثون ‏الان عن حماية المراقد المقدسة في العراق واعلان الاستعداد الكامل لخوض حرب داخل العراق من اجل حمايتها !!! ‏نفس اللغة تستخدمها الاسرائيليتان الغربية والشرقية ونفس التبريرات الامبراطورية وحرفيا ! اسرائيل الشرقية ‏تقول الان انها توسعت من طهران الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا واليمن ، وهي في طريقها للتوسع الى مكة والمغرب ‏العربي وكل العالم الاسلامي مثلما قالت اسرائيل الغربية ( ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل ) .‏
‏ والمفارقة ان اسرائيل الغربية تتوسع ولكن بصمت بعد اخفت شعارها القديم والذي كان معلقا في ‏الكنسيت ( ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل ) لانها تدرك ان العلنية في تحقيق الخطوات الكبيرة ‏واقتران ذلك بكلام كبير وناري مضر بها وبمن يدعمها اما اسرائيل الشرقية فان عنجهيتها متطرفة لاتأبه بردود ‏الافعال حينما تكون قوية وفي حالة تقدم ! ‏
‏ وبناء على هذا التطور الرسمي والعملي المضاف لحزم المعلومات الاخرى فان الصراع مع اسرائيل الشرقية ‏يبدو الان وبلا غموض انه اكثر خطورة من الصراع مع اسرائيل الغربية خصوصا لان الفرس اشد شراسة واكثر ‏عداء للعرب واعمق تصميما واشد عنادا من الصهاينة ، وهذا ما شهدناه ونشهده في العراق وسوريا ولبنان واليمن ‏والبحرين وشهدناه قبل ذلك في الاحواز حيث ظهر التفريس قبل الصهينة . ‏
القانون الاساس المتحكم فيما يجري هو ان صراعنا مع اسرائيل الشرقية صراع وجود وهوية وليس ‏صراع حدود او ايديولوجيات ، وهو اكثر خطورة من صراعنا مع الصهاينة لان الفرس متدثرون بغطاء يموه ‏اهدافهم الحقيقية وهو الاسلام والذي يجعلهم بنظر البعض جزء اصيل من المنطقة ولذلك تداخلت ‏خنادقهم مع خنادقنا وخفف ذلك من حصانة بعض العرب ضد الفرس .‏
‏7- ما يجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين يفرض علينا الاستعداد لمعارك كسر عظم لا حدود ‏لوجعها علينا وعلى اسرائيل الشرقية ولن يكون فيها اي طرف محايدا بعد فرز الخيط الابيض عن الخيط الاسود ‏وعجز الخيوط الرمادية عن البقاء . الحل الوحيد هو اقتلاع الشر الفارسي من جذورة والى الابد وحرق الارض ‏التي كان ينبت منها ، اما الحلول الترقيعية فلم تعد تجدي على الاطلاق فنحن نواجه عدوا يرفض رفضا قاطعا ‏التعايش السلمي معنا واحترام ارادتنا وحقوقنا ويتعمد اهانتنا كلما قوي وتمكن . ‏
‏ المعادلة الستراتيجية الوحيدة الصحيحة تتلخص في ان من يريد تقليم اظافر امريكا في الوطن العربي ‏عليه اولا قلع اظافر ايران ، ومن اراد دحر اسرائيل الغربية عليه اولا وقبل كل شيء انهاء قدرات من جر العرب ‏جرا ورغما عنهم الى حروب استنزاف بشرية ومادية مهلكة جعلت الصراع مع اسرائيل الغربية مستبعدا ‏لسنوات . ومن اراد اسقاط الديكاتوريات العربية وفساد الانظمة عليه اولا رفع السكين الفارسية عن رقابنا ‏فهذه السكين تجبر اي عربي ، ومهما كانت رؤيته للانظمة العربية سيئة ، على نسيان اي تهديد له وتذكر امر ‏واحد فقط هو ان السكين الفارسية تقطع رقبته او رقبة ابنه او زوجته . ‏
ولكي تدركوا بدقة صحة ما نقول ليتذكر كل عربي له عقل ومنصف ان العرب قبل وصول خميني للحكم ‏كانوا يواجهون تحديات خطيرة وكبيرة ولكنهم على الاقل كانوا يقيمون في ديارهم ولا يتعرضون للتهجير بالملايين ولا ‏تغتصب الالاف من نساءهم علنا ولا يطردوا من وطنهم ويجلب الغرباء للاستيلاء على بيوتهم ومزارعهم ومؤسساتهم ‏، ظلم الانظمة بين ولكن ظلم فارس أبين واوضح واخطر بملايين المرات من ظلم اي مستبد عربي وفاسد . ‏
هل غضب الله على النملة الفارسية ؟ نعم فعندما تنبت للنملة اجنحة وتطير موسعة نطاق طيرانها من ‏بيروت الى اليمن مرورا بالعراق وسوريا والبحرين تصبح فريسة سهلة للطيور العراقية واليمنية والسورية ‏واللبنانية بالوانها المختلفة اسلامية وقومية ووطنية لا فرق ، النملة الفارسية طارت في سماءنا وحان وقت ‏تحليق طيورنا لافتراسها فقد خرجت من اوكارها وانفاقها وبانت بكل ملامح حقدها على العرب. الكل يجب ان ‏يخرج لاصطياد النمل الفارسي التي تضخم وتكبر وتجبر . لاخلاص لنا الا بالتخلص من استعمار فارس .‏

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,051,857

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"