تراجعت النزاعات العشائرية التي تصاعدت بشكل لافت في الأشهر التي سبقت اندلاع مظاهرات العراق، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بفضل اندفاع آلاف الشباب إلى ساحات التظاهر في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، بدعم من أسرهم وقبائلهم.
وأكد ناشطون بالحراك الشعبي أن الخلافات والمشاكل الجانبية بين العشائر تلاشت بشكل كامل خلال شهر ونصف من التظاهر، إذ لم يكن يمر أسبوع دون أن يتم الإعلان عن نزاع عشائري، ولا سيما في محافظات الجنوب حيث تسببت الاشتباكات بين قبائلها في سقوط جرحى وشهداء.
وقال الناشط ” محمد الموسوي”، يوم الثلاثاء، في تصريح صحفي، إنّ “أغلب المتظاهرين لا يعرفون عن أقرانهم في ساحات الاحتجاج سوى أسمائهم”، مبيناً أنّ “الانتماءات العشائرية المتعصبة لم تكن حاضرة في التظاهرات”.
وأوضح الموسوي أنّ “أبناء عشائر مختلفة وربما متناحرة حتى وقت قريب، جاؤوا إلى ساحات التظاهر من دون أي أسلحة، بحثاً عن الاحتجاج السلمي، وهذا الأمر يمثل وعياً وخروجاً من عباءة التعصب القبلي”.
وفي السياق، قال مرتضى الدراجي، وهو من وجهاء عشائر شرق بغداد، إنّ عشيرته التي كانت لديها نزاعات مع عشائر أخرى في مناطق العبيدي والكمالية والزعفرانية والحبيبية، شرقي العاصمة: “تناست كل ذلك حين ذهب أفرادها إلى ساحة التحرير”، مضيفاً أنّ عشيرته والعشائر الأخرى “ضحت بالعشرات من شبابها في سبيل الوطن”.
وأوضح أنّ “الحديث عن أي خلافات عشائرية في الوقت الحاضر يعد تغريداً خارج السرب، لأنّ قضية العراق الآن مصيرية وأكبر من كل المشاكل الثانوية”، داعياً “جميع المختلفين من أبناء العشائر إلى العفو عن خصومهم من أجل تركيز الجميع على دعم المتظاهرين الذين يتعرضون للقمع الحكومي بشكل يومي”.
يُشار إلى أنّ عدداً من العشائر العراقية أعلنت دعمها وانضمامها إلى “ مظاهرات تشرين”، ومثّل ذلك زخماً، خصوصاً في محافظات الجنوب.