تحت عنوان: “العراق.. ربيع في نوفمبر“، تصدر موضوع المظاهرات الجارية في العراق ضد النظام الحاكم والفساد والوضع السياسي والاقتصادي في البلاد عدد يوم الثلاثاء لصحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية.
وتوقفت الصحيفة في افتتاحيتها عند إصرار المتظاهرين العراقيين على فرض التغيير رغم القمع الذي خلف 330 شهيدا منذ بداية الحراك الشعبي مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، موضحة أنه بالرغم من القمع نزل آلاف العراقيين إلى شوراع بغداد ومدن أخرى يوم الأحد، ونظم المتظاهرون إضرابا عاما للمطالبة بتغيير نظام الحكم.
وتؤكد الصحيفة أنه بعد مضي 16 سنة على احتلال العراق، وبعد حربين أهليتين، والكثير من الهجمات الدامية، وانسحاب الجيش الأميركي من العراق عام 2011، وسيطرة تنظيم “الدولة” على جزء من الأراضي العراقية، وتعاقب عدد من الحكومات الصورية العاجزة والفاسدة- وجد الشعب العراقي نفسه متحدا خلف شعار واحد “نريد بلداً”.
مطلب المتظاهرين يبدو بسيطا لكنه في الوقت ذاته معقد تقول ليبيراسيون؛ بسيط لأنه جمع العراقيين بمختلف أطيافهم وعقائدهم وهزم الخوف من آلة القمع وابتعد بالعراق عن القوتين المؤثرتين في المشهد وهما الولايات المتحدة وإيران، وهو مطلب معقد لأن الطريق طويل ومحفوف بالعقبات أمام إقامة دولة حرة ومستقلة ويمر عبر الأدوار التي تلعبها أو ستلعبها أميركا وإيران لمناورة ربيع نوفمبر العراقي.
وفي مقال آخر ضمن نفس العدد، قالت “ليبراسيون” إن الحكومة العراقية تبدو عاجزة عن الاستجابة للمطالب الاجتماعية المستعجلة، وإن رئيسها عادل عبد المهدي مثار سخرية بالنسبة للمتظاهرين الذين يسمونه “عبدو العدس”، في إشارة إلى تعهده بزيادة التموين المقدم للأسر الفقيرة بـ500 غرام.
فعبد المهدي “لم يفهم المطالب كما هو الحال مع باقي المسؤولين الفاسدين”، يقول خالد وهو متظاهر يبلغ من العمر 22 سنة وينحدر من مدينة الناصرية جنوب العراق. ويضرب خالد مثالا لتعاطي الحكومة العراقية مع تزايد حالات الانتحار بين الشباب بإقامة سور على طرفي نهر الفرات لمنع الشبان من رمي أنفسهم في النهر.
وأضافت “ليبراسيون” أنه منذ بداية المظاهرات المطالبة بتغيير النظام السياسي، تماطل الحكومة العراقية في الاستجابة للمطالب؛ حيث تعهدت في البداية بخلق وظائف وزيادة الرواتب والتحقيق في قضايا الفساد وهي وعود لا ترضي المتظاهرين. ولم تُجد سياسة القمع في احتواء الثورة؛ بل زادت أعداد المتظاهرين وواجهها العالم بالإدانة خاصة من طرف الولايات المتحدة التي تمتلك تأثيرا هائلا في العراق منذ 2003.