الموقف العراقي الراهن لمصلحة من؟ 2 ‏

ضياء حسن   

اعترف بأنه ليس سهلا احصاء الافعال الاجرامية التي ارتكبها ويرتكبها الحشد الشعبي الطائفي بحق المواطنين العراقيين، ليس لان ارقامها طفحت بالقياسي من الافعال النادرة التي ما مر مثيلها في التاريخ العراقي، وانما ببؤس مافعلوا وبلادة عناصرهم عندما ظنوا ان قيمة ما يفعلونه يتجسد في حجم المتحقق من ارقام قياسية بغض النظر عن نوعيته التي حملت الموت للانسان العراقي ليس على يد الميليشيات العراقية المدعومة من طهران فقط، بل ادت كذلك الى تصفيات تولتها زمر ارهابيي القاعدة الذين اطلق المحتل الاميركي العنان لها لتقتل وتفجر على راحتها  طوال السنوات التي اعقبت الغزو التدميري اليانكي للعراق.

 

وجاء التدخل الايراني في الشان العراقي بحجة الدفاع عن المراقد الدينية المقدسة وكان ايران مسؤولة عن ذلك ، قبل اهل  العراق ام رفضوا  ليشكل ذلك عاملا مضافا يعطي النظام الايراني فرصا اوسع لالحاق الاذى بالعراقيين عن طريق توظيف جميع طاقات ايران ليس لتعزيز رفاه ابنائها بل لاذكاء الفتنة الطائفية بين ابناء شعب العراق الواحد خدمة للمخطط التدميري الاميركي الصهيوني الذي سعى لشن حرب تصفية طويلة الامد على العراق وشعبه ، تناوبت على تنفيذها واشنطن وطهران وعملائهما في العراق، فصار السلاح بيد الميليشيات حصرا، تقتل، تهدم، تعتقل، تهمش، تمنع المواطنين من العودة الى مواقع سكناهم او اختيار بدلاء لهم من مناطق اخرى.

فالموقف العراقي لا يعكس سوى حقيقة واحدة تتلخص بهيمنة مطلقة للايرانيين على اتخاذ القرارات السياسية وان ظهرت مبصومة من قبل العراقيين،فالقول صار لهم وكذلك الفعل اضحى اسير اشارة من بنانهم، يعني (اخذوا العملية السياسية مقاولة شاملة) وتركوا كرسي رئاسة مجلس الوزراء  للعبادي وكرسي رئاسة مجلس النواب للجبوري ومع كل كرسي منحوا حق التأوه بادب وبصوت منخفض مرعاة لمزاج من تدخل متباكيا وتبين انه يدمج بين قصف اهداف صديقة واخرى معادية.

ولكي لا اتهم بظلم احد ممن ادعوا بانهم قدموا لشعبنا دعما وظهر بانهم الحقوا به خسائر متكررة ، ساتوقف امام مجموعة من الاعترافات التي  ساقها بعض من له صلة بلعبة الادعاء هذه فتبين انهم عمدوا في ادعائهم نجدة  اهل العراق الى ذبحهم وتشريدهم  وتجويعهم المنظم  وهدر دم من يتصدى للحيلولة دون تنفيذ الامر الصادرمن الباب العالي مفترش حدودنا الشرقية من داخلها ولمسافة- اربعين- كيلو مترا كما اكد ذلك اكثر من مسؤول ايراني من جوقة خامنئي

ومثل هذه التحضيرات شهدتها صلاح الدين وبالذات- قضاء الطوز/ فقد وردت معلومات مؤكدة عن قيام المليشيات الطائفية المجرمة بادخال اسلحة واعتدة الى مقراتها في منطقة امام احمد وسط قضاء الطوز بهدف شن  هجمات طابعها طائفي يسعي الى تهجير اهل القضاء الاصليين واحلال من يوالي النظام الايراني ان يحلوا محهم وهو عين ما فعلوه في بقية ارجاء محافظة ديالى وهو دور تنهض به ميليشيات بدر يقودها الارهابي ابومهدي المهندس بدعم من فيلق القدس الايراني الذي اعلن في اول ظهور له بعد تفجيرات الكويت، مؤكدا في تصريح تلفازي مؤخرا بان طهران تغذي عمليا العمليات العسكرية على العراق - تحت ستار الدفاع عن المراقد  الاسلامية المقدسة معترفا بان ايران ترسل يوميا طائرتين او ثلاث طائرات محملة بالاعتدة والاسلحة مشيرا الى ان حشدهم _الشعبي_ هو من يقود العمليات الكبرى في تحرير(!) المدن وليس قوات الامن العراقية معلنا بان قوات التحالف لم تقدم اي شيء لهم وهو ما نفاه ضمنا تصريح جون ماكين رئس لجنة  السلاح في الكونغرس الاميركي  الذي زار العراق مرتين مؤخرا ونقل عن ونقل عن مسؤولين عراقيين التقى بهم قولهم ان الحكومة العراقية تعطي السلاح الاميركي لميليشيات مرتبطة بايران. وقال ماكين «الجيش العراقي مازال بعيدا عن امكانية قيامه باي عمل ذي تاثير، وفي هذه الاثناء تقوم الميليشيات المرتبطة بايران بملء الفراغ، وقيل لي ان بعض سلاح الميليشيات جاء من اميركا!
وتابع انه في غياب جيش عراقي قوي، ايران هي التي تقوم بمعظم القتال عبر الميليشيات المرتبطة بها،وهذا لا يمكن ان يكون في مصلحة الولايات المتحدة !!

ويلاحظ ان واشنطن لم تعط طهران فرصة المشاركة في القصف ضمن التحالف الدولي ، الا انها سكتت على تدخلها في القتال على الاراضي العراقية وهواخطر على اهلنا العراقيين ولم تمارسه واشنطن نفسها ليس حرصا علينا ،لان رئيسها اوباما يرفض ذلك حفاظا على مقاتليه من ردة فعل المقاومة الوطنية ان تواجدوا في العراق مجددا مع ان مسؤوليها هم  اول من اعترف بتورط  ايران في العمليات العسكرية التي تشهدها الاراضي العراقية وتركيزا عاى العمليات التي استهدفت المحافطت الست المنتفضة وخصوصا المناطق التي مثلت حزام بغداد بعد ان ابتدعوا لذلك لعبة اسموها الحشد الشعبي بينما مثلت حشدا طائفيا تولى قيادته الجنرال سليماني قائد قوات فيلق القدس المرتبط بخامنئي وصار ينشط علانية وبمعرفة اميركية ولم يتحرك الحلفاء بالتصدي لنشاطاته القتالية وهو يحتضن غلاة الطائفيين العراقيين وفي مقدمتهم ابو الحسن هادي العامري الذي جند ضابطا في جيش القدس بعد شن ايران للحرب على العراق في الثمانينات من القرن الراحل وقد اوحى الايرانيون  بان مجلس الامن  سينفذ قرارا اتخذه سابقا بحق سليماني الذي اتهم بالتورط  باعمال ارهابية فسحب وحل محله الجنرال حميد تقوي الذي قتل في  احدى معارك سامراء وسلمت المسؤولية مؤخرا الى جنرال ايراني اخر هومهدي نيروزي (43عاما) وكان يشغل ممنصب قائد قوات العمليات الخاصة في فيلق القدس، ويتولى الاشراف المباشر على ميليشيا بدر العراقية، ويعتبر نيروزي الجنرال الايراني الثالث الذي يُقتل خلال الاشهر الستة الماضية، والتاسع والخمسين على لائحة القتلى الايرانيين بالعراق منذ سقوط الموصل في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي.

وبحسب وكالة انباء (ابنا) الايرانية التابعة للمجمع العالمي لاهل البيت في طهران، فقد "سقط نيروزي اثناء اشتباكات سامراء برصاص مباشر ارداه قتيلا على الفور". واشارت الى ان "نيروزي كان عضوا في مقر ’’نيا" التابع لقوات الباسيج (التعبئة الشعبية) في مدينة كرمنشاه غرب ايران"، فيما لفت موقع صحيفة "مشرق نيوز" الى ان "نيروزي كان قد قاتل عدة مرات في سورية قبل ذهابه للعراق، وذلك بهدف الدفاع عن المقدسات الشيعية" حسب وصفها.

في حين يصرون على المضي في خطتهم الموضوعة لاستكمال هدف التغيير الديمغرافي الطائفي لاهالي محافظة ديالى المنكوبة بانتشار عناصر الحشد الايراني في مدن المحافظات التي تشكل حزام بغداد شاملا مدن شمال محافظة بابل المحمودية واللطيفية واليوسفية وجرف الصخر التي اجز عليها وغيرها من المدن الـي تسكنها اغلبية من ابناء العشائر العربية التي لا ترتاح لها ايران لانها ليست مستعدة لان تقدم فروض الطاعة لوليهم خامنئي . 

فاين العبادي والجبوري من هذه التصرفات الارهابية المكشوفة التي اعترف  بها المتورط فيها وهو يطنب في الحديث عن المشاركة الايرانية والدور_ البطولي_ الذي لعبه الجنرال تقوي فيما اسماه هادي العامري بعمليات _تحرير_جرف الصخر  وهويتحدث الى الاعلام  الايراني بمناسبة حضوره مراسيم تابين تقوي في طهران  وقد شارك هو في العمليات التي تعرض لها اهلنا في جرف الصخر وما تلاها من تصفيات وهدم للبيوت وتجريف للمزارع وسطو على ممتلكات المواطنين وترحيل لهم وهذا ما حدث ايضا لاهلنا في المقدادية قبلهم فجعت بنفس الاسلوب الاجرامي مواطنو جلولاء والسعدية والجوامع في عموم مد ن محافظة ديالى وقد نالهم التهجير جماعيا مع المنع من العودة لقراهم ومدنهم  من قبل عصابات الحشد الطائفية . نعم اين العبادي واين الجبوري من هذا الجرم المشهود  الذي يمارس ضد العراقيين ، فهل  يمكن ان تردع التصريحات التي داب المسؤولان اللذان صارا  يطلقونها من دون ان يرافقه فعل رادع يوقف حمامات الدم العراقي المسفوح بعناية من قبل ميليشيات عراقية تدعم  من ايران بصورة مكشوفة وبنية الادامة والتصعيد وليس التوقف عنه كسلوك يضر بمصلحة البلدين والشعبين الجارين !!

واسال المسؤولين هل اطلاق تصريحات خجولة توحي بقدرتهما على اتخاذ قرارات ترفض مثل هذه الافعال التي فيها تجاوز صريح على السيادة الوطنية العراقية من بلد جار يفترض انه يقدر خطورة وقوع مثل هذا التجاوز المدان فلماذا السكوت عليه وقبلها لماذا السكوت على العامري الذي يتصف وكانه الحاكم المطلق ؟!

وثمة اسئلة اخرى تطرح نفسها نرجئ تسليط الضوء عليها الى ايام لاحقات ،ولكن بعد ان نذكر العبادي وصديقة الجبوري بقرار اتخذه رئيس الوزراء بدا فيه جادا غير انه لم يثبت عليه فبعد وقت قصيرجدا عادت حليمة الى عادتها القديمة ولان مطحنة اطفال ونساء وكبار السن في احياء الفلوجة عادت من جديد لتطحن اجساد غضة لاطفال عراقيين واخرى لنساء وامهات عراقيات ورجال كبار السن ومعاقين استقبلوا الموت على ان لا يتركوا ارضهم التي ولدوا عليها الا بالاندفاع الى احضان الشهادة بنفس راضية مرضية وهكذا يعود مسلسل ذبح ابناء الفلوجة بقرار من القائد العام للقوات المسلحة وبصمت عليه من رئيس مجلس النواب وجميع اعضائه مذكرين من يعنيه الامر باخر حسنات هذا القرار نقرا مستجداته اليومية بهذا الخبر الذي نقلت نصه الشرقية نيوز "سقط شهيدان مدنيان واصيب 13 مدنيا بينهم ثلاثة اطفال وامراة بقصف على احياء مدينة الفلوجة استمر حتى منتصف ليلة الخميس الماضي الماضية بحسب مصدر طبي من مستشفى الفلوجة التعليمي . من جانبه قال مصدر محلي ان القصف ان القصف استهدف احياء سكنية عديدة ملحقا اضرارا كبيرة بعدد من الدور والمحال التجارية. هذا ويعاني من تبقى داخل الفلوجة من شلل تام في الحياة العامة وانعدام الخدمات من كهرباء ومياه شرب ونقص كبير في المواد الغذائية والادوية والوقود للشهر الرابع على التوالي بسبب قطع الطرق واغلاق المنافذ المؤدية اليها".

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,036,128

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"