الحق مع نوري المالکي!‏

منى سالم الجبوري

بين کل فترة و أخرى، يطل علينا نوري المالکي، رئيس الوزراء السابق"المثير لما هو أکثر من الجدل"، ليطلق تصريح استثنائي کفترة حکمه الاستثنائية في تأريخ عراق مابعد نظام صدام حسين، وفي کل تصريح من هذا النوع يتصرف المالکي وكأنه غير ذلك الذي حکم العراق لفترة 8 أعوام من کل النواحي، وفي هذا الامر وجه الغرابة الملفت للنظر.

 

قبل فترة، خرج المالکي بتصريح يؤکد فيه على الاعتدال وعلى نبذ التطرف و الطائفية الى الحد الذي يظهر من سياق کلامه وکأنه لم يکن له أي دور سلبي ما في الاحداث الطائفية الدامية التي مرت بالعراق ولم يساهم في إذکاء العنف الطائفي، لکن الاغرب من ذلك، ان المالکي الذي أثيرت و تثار الکثير من التساؤلات بشأن سقوط الموصل في حزيران الماضي، أطلق تصريحا أعلن فيه أن "ما حصل في الموصل وما تلاه كان بسبب الريح السوداء التي ضربت المنطقة والتي جاءت تحت عنوان الربيع العربي"، وهو بهذا يسعى الى تبرئة نفسه من الاتهامات الموجهة له تماما کما فعل مع الاتهامات الموجهة إليه في نشر العنف الطائفي.

التصريح الآخر الذي ننتظره على أحر من الجمر هو مايتعلق بالفساد المالي و الاداري وحتى العسکري الذي إنتشر في العراق خلال فترة حکمه، ذلك انه قد يبادر الى توجيه إتهامات لأطراف وجهات أخرى بأنها کانت وراء الفساد، أما مايتعلق بإنتشار النفوذ الايراني وتواجد الحرس الثوري و إنشاء الميليشيات الشيعية المتطرفة، فمن المتوقع أن يکون هناك تصريح ولکنه سيکون تصريحا خاصا من نوعه وقد يمن فيه على الشعب العراقي بأنه لولا سماحه بإنتشار النفوذ و التواجد الايراني فإن العراق کان سينهار، وهکذا دواليك، فإن المالکي سيبقى "يتحف" العراقيين بتصريحاته المتباينة هذه و التي يکمن ورائها الهدف الاهم وهو إظهار نزاهته وعفته وکونه وطنيا وملتزما للنخاع ان کل الذي قيل و يقال عنه انما مجرد تهم ملفقة ما أنزل الله بها من سلطان!

اننا نعتقد أن الحق کله مع نوري المالکي، وانه فعلا لم يرتکب أي خطأ وانما کل الذي جرى کان مخططا يستهدفه وطوال 8 أعوام من حکمه، فإن الرجل کان جالسا ولم يکن له من أي دور في کل الذي جرى و حصل للعراق، لأنه ليس من المنطقي أن يکون ثمة شخص متورط ومتهم بکل تلك التهم الثقيلة ولاتتم محاسبته، إذ أن المالکي الذي تم في عهده إرتکاب جرائم ومجازر فظيعة بحق الشعب العراقي وإختفت مئات المليارات وتم إنتهاك سيادة العراق وحرمة أجوائه وأراضيه بکل صلافة من جانب أعتى نظام إستبدادي مشبوه في المنطقة والعالم وتم خرق القوانين الدولية المعمول بها تجاه اللاجئين الايرانيين عندما تم شن 9 هجمات دموية ضدهم وصار العراق معبرا وجسرا للإرهاب والتطرف الديني والطائفي.

نتساءل فقط: شخص يواجه کل هذه التهم و يطلق کل تلك التصريحات المتسمة بالصلافة الى أبعد حد، أليس من حقنا أن نقول أن الحق کله معه، وإلا أين هو النظام و القانون؟

 

نشر المقال هنا.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,624,056

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"