يفترض ان يكون الكاتب أميناً ولو بنسبة معقولة، لاحظت اليوم ان الاخ هادي حسن عليوي كتب عن تاريخ عادل عبد المهدي دون ان يسند معلوماته لمصادرها.
أقول بصراحة أن الاخ هادي قد اقتبس نصوصاً كاملة من مقالة لي نشرتها قبل أكثر من سنة عندما كانت النية تتجه لتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة، وتحدثت فيها بإسهاب من معلوماتي الشخصية عن تاريخ عادل البعثي والشيوعي والإسلامي.
للأسف نجد ان بعض الاخوة لا يترددون من نقل واقتباس معلومات كاملة ونشرها باسمهم دون الإشارة الى المصدر.
وفيما يلي نص مقالي الذي نشرته على صفحات الفيسبوك، وفِي موقع وجهات نظر، بتاريخ 9 شباط عام 2018
وقد أقتبس السيد هادي حتى الخطأ الذي وقعت أنها فيه في مقالي، ولن أدله عليه!
كذلك أتحدى كاتب ذلك المقال من ايراد اسم واحد، أكرر أسم واحد فقط، من أسماء بعض البعثيين الذين حضروا ذلك الاجتماع في بيت عادل عبد المهدي ، وبعضهم ما يزال حياً في بغداد !
هموم عادل عبد المهدي البعثية والماركسية والإسلامية!
الوالد هو عبد المهدي المنتفكي وزير المعارف في حكومة جعفر العسكري الثانية ١٩٢٦-١٩٢٧، وأصبح نائباً عن المنتفك (الناصرية ) عدة مرات ، وأشتهر عنه أنه أستقال من الحكومة لمعارضته قانون التجنيد الإجباري الذي كان آنذاك مطلباً وطنياً عراقياً، لأسباب عشائرية.
وأصبح عبد المهدي فيما بعد عضواً في مجلس الأعيان ، وهو من نبه المجلس لإصابة العضو الاخر صالح جبر بنوبة قلبية خلال الجلسة التي عقدت في ٦ حزيران ١٩٥٧ وتوفي صالح جبر خلالها .
وعادل عبد المهدي المنتفكي من مواليد بغداد في البتاوين عام ١٩٤٢ ثم انتقلت العائلة الى الكرادة . وأصبح عادل بعثياً بتأثير من شقيقه الأكبر هاشم وكذلك الشقيق الاخر باسل الشخصية الرياضية المعروفة.
ولعبت علاقة هاشم عبد المهدي مع غانم عبد الجليل في نادي النهضة الرياضي بالكرادة الشرقية دوراً هاماً في انتماء الإخوة الثلاثة للبعث.
ولم أتمكن من ملاحقة تاريخ الإخوة عبد المهدي بعد ٨ شباط ١٩٦٣ ودورهم في فترة حكم البعث الاولى حتى ١٨ تشرين الثاني١٩٦٣ ، لكن المؤكد أن عادل عبد المهدي وإخوته كانوا ضمن تنظيمات الحرس القومي.
وقد تعرض عادل بعد ١٨ تشرين الثاني١٩٦٣ للاعتقال في معتقل خلف السدة، وكذلك في معتقل الفضيلية ببغداد.
وفي حياته البعثية كان عادل عبد المهدي أحد كوادر لجنة تنظيم القطر، وعقدت هذه الكوادر في عام ١٩٦٤ اجتماعاً في بيته بالكرادة الشرقية ضم ٤٠-٤٢ قيادياً بعثياً، بعضهم ما يزال حياً حتى يومنا الحاضر، في العراق وفي خارج العراق.
ونجح الاجتماع، الذي أداره محمد زكي يونس رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ، ولكن عندما اعتقلت الأمن العامة احد الذين حضروا ذلك الاجتماع وكان قد غيّر قناعاته فانتقل آلى التنظيم البعثي الآخر ، اعترف بكل الأسماء وجرى اعتقال العديد منهم ، ومنهم عادل عبد المهدي ، وهاجر الطبيب فائق البزاز من القادة المنظمين للجنة تنظيم القطر منذ بدايتها ، للدراسة في أمريكا ، وما يزال يقيم فيها ، واعتقل غيرهم .
وللتذكير ما يزال محمد زكي يونس حياً في بغداد لكنه في ظروف معاشية سيئة. وكذلك للتذكير فإن فائق البزاز هو بغدادي من الكرادة الشرقية وليس للقبه علاقة بالمعاضيد في الأنبار ولا بالموصل!
وكان عادل من صقور لجنة تنظيم القطر، حتى أنه في مرحلة لاحقة كان من مناصري حزب العمال الثوري الذي قاده حمدي عبد المجيد وعلي صالح السعدي.
وراح عادل مع رفاق له يميلون الى الفكر الماركسي حتى غادر الى فرنسا للدراسة، لكنه بحلول عام ١٩٧١ بدأ يتردد كثيراً على دمشق ولقاء أحمد العزاوي ، القيادي البعثي العراقي في سوريا، وعلاقته كانت وثيقة معه.
لكن عادل عبد المهدي كان يتعاطف جداً مع بقايا القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي التي تمكنت من الافلات من قبضة اجهزة ناظم كزار، وفِي مقدمتهم الدكتور ابراهيم علاوي الذي اصبح المرجع الحزبي الاول للقيادة المركزية في سوريا، بعد انهيار قيادة عزيز الحاج.
لكن البعثيين الذين أصبحوا من شيوعي القيادة المركزية ومنهم عادل عبد المهدي اختلفوا مع ابراهيم علاوي فخرجوا عليه ليشكلوا تنظيماً آخر يصدر جريدة اسمها(الشرارة) في دمشق تيمناً باسم الجريدة التي أصدرها لينين في أوائل القرن العشرين خارج روسيا للترويج لأفكاره الاشتراكية.
وكان احمد العزاوي يساعدهم من أموال مكتب شؤون العراق، تمويلاً لطباعة جريدتهم ،وفي تنقلاتهم بين دمشق وبيروت وشمال العراق حيث كان محمد عبد طائي عضو القيادة القطرية( المنشقين) مسؤولاً عن محطة تواصل لهم شمال العراق.
وعندما اتجه العزاوي لبناء تنظيم اليسار العربي الجديد، كان عادل منهم، لكن اغتياله أدى الى تبديد جهود قيام اليسار الجديد، وضايقتهم أجهزة الأمن السورية ، فأضطر عادل الى العودة الى فرنسا.
وفِي فرنسا، أستبدل عادل عبد المهدي أفكاره اليسارية أو الشيوعية ليتبنى الأفكار الاسلامية التي يروج لها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، دون ان تتوفر ملابسات وتفاصيل هذا الانتقال من أقصى اليسار الى الطائفية.
ويبدو غريباً أن عادل عبد المهدي لم يكن البعثي او الماركسي الوحيد الذي تغيرت قناعاته خلال إقامته في فرنسا تحديداً، وأعرف غيره أيضاً تحول من البعث اليساري وهو في فرنسا الى الاسلام السياسي والطائفية وراح ضحية غدر أصحابه في تنظيمهم الاسلامي، وهذا التحول الفكري قد يكون مرتبطاً بفشل الذين مارسوه في حياتهم السياسية البعثية او الماركسية فتحولوا الى الاسلام السياسي.
وبعكس كل ما يقال، لم يقيم عادل في إيران لكنه تردد عليها وأصبح قيادياً في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
ومن المؤكد أن عادل عبد المهدي وزير المالية في حكومة اياد علاوي، ايّام بول بريمر، كان يحاول اعادة علاقاته الشخصية مع أصحابه الذين كانوا بعثيين في الماضي ، ويلتقي ببعضهم في منازلهم ومنازل الأصدقاء المشتركين بينهم.
المفارقة، يقال ان الحكمة وعمار الحكيم ورثة المجلس الأعلى هم حالياً من معارضي تولي عادل عبد المهدي منصب رئيس الوزراء، وربما توليه رئاسة الحكومة الجديدة في بغداد سيشكل انقلاباً جديداً في حياة عادل عبد المهدي السياسية، وقد يكون التغيير السياسي السادس في حياته.
وهذه النصوص التي اقتبسها السيد هادي حسن عليوي مني في مقاله بموقع كتابات ، دون ان يثبت اسمي او مقالتي مصدراً لمعلوماته ، بالرغم من أنه ثبت بضعة مصادر للحديث عن اتهامات الفساد التي تحيط بعادل عبد المهدي.
- موقع كتابات يوم الثلاثاء 3 كانون الاول عام 2019
عادل عبد المهدي.. سيرة حياة متناقضة.. ومصلحته أولاً
الثلاثاء 03 كانون أول/ديسمبر 2019
هادي حسن عليوي
نشاطه السياسي:
عادل عبد المهدي المنتفكي من مواليد بغداد منطقة البتاويين العام ١٩٤٢.. انتقلت العائلة إلى الكرادة.
ـ أصبح عادل بعثياً بتأثير من شقيقه الأكبر هاشم.. كذلك الشقيق الآخر باسل.
ـ لعبت علاقة هاشم عبد المهدي مع الكادر البعثي غانم عبد الجليل في نادي النهضة الرياضي في الكرادة الشرقية دوراً هاماً في انتماء الإخوة الثلاثة للبعث.
ـ اعتقل عادل خلال الإضراب الطلابي الذي قاده حزب البعث أواخر العام 1962.
ـ أصبح عادل وأخوته بعد انقلاب ٨ شباط / فبراير ١٩٦٣ ضمن تنظيمات الحرس القومي.. السيئ الصيت.
ـ اعتقل عادل بعد حركة عبد السلام عارف في ١٨ تشرين الثاني/ نوفمبر ١٩٦٣ في معتقل خلف السدة.. كذلك في معتقل الفضيلية ببغداد.
ـ في حياته البعثية كان عادل عبد المهدي أحد كوادر لجنة تنظيم القطر.. وعقدت هذه الكوادر العام ١٩٦٤ اجتماعاً في بيته في الكرادة الشرقية ضم ٤٠-٤٢ قيادياً بعثياً.. بعضهم ما يزال حياً حتى يومنا الحاضر في العراق وفي خارج العراق.
ـ نجح الاجتماع.. الذي أداره محمد زكي يونس رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال.. لكن جرى اعتقال أحد المشاركين في الاجتماع.. واعترف بكل الأسماء في الاجتماع.. فأعتقل أكثرهم.. من بينهم عادل عبد المهدي.
ـ غيّر عادل قناعاته فانتقل إلى التنظيم البعثي الآخر.. فكان من صقور لجنة تنظيم القطر.. حتى أنه في مرحلة لاحقة كان من مناصري حزب العمال الثوري الذي قاده حمدي عبد المجيد وعلي صالح السعدي.
ـ راح عادل مع رفاق له يميلون الى الفكر الماركسي حتى غادر إلى فرنسا للدراسة.. لكنه بحلول العام ١٩٧١ بدأ يتردد كثيراً على دمشق.. ولقاء أحمد العزاوي.. القيادي البعثي العراقي في سورية.. وعلاقته كانت وثيقة معه.
ـ تعاطف عادل عبد المهدي مع بقايا القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.. التي تمكنت من الإفلات من قبضة أجهزة ناظم كزار.. وفِي مقدمتهم الدكتور إبراهيم علاوي الذي أصبح المرجع الحزبي الأول للقيادة المركزية في سورية.. بعد انهيار قيادة عزيز الحاج.
ـ لكن (البعثيين) الذين أصبحوا من شيوعي القيادة المركزية.. ومنهم عادل عبد المهدي اختلفوا مع إبراهيم علاوي فخرجوا عليه ليشكلوا تنظيماً آخر أصدر جريدة اسمها (الشرارة) في دمشق.. تيمناً باسم الجريدة التي أصدرها لينين في أوائل القرن العشرين خارج روسيا للترويج لأفكاره الاشتراكية. وكذلك تيمناً بجريدة الشرارة التي أصدرها أول منشقين على الحزب الشيوعي في الخمسينيات من القرن الماضي.
ـ كان احمد العزاوي يساعدهم من أموال مكتب شؤون العراق.. تمويلاً لطباعة جريدتهم.. وفي تنقلاتهم بين دمشق وبيروت وشمال العراق.. حيث كان محمد عبد الطائي عضو القيادة القطرية (المنشقين) مسؤولاً عن محطة تواصل لهم شمال العراق.
عندما اتجه العزاوي لبناء تنظيم اليسار العربي الجديد.. كان عادل منهم.. لكن اغتيال العزاوي أدى إلى تبديد جهود قيام اليسار الجديد.. وضايقتهم أجهزة الأمن السورية.. فأضطر عادل إلى العودة الى فرنسا.
ـ فِي فرنسا استبدل عادل عبد المهدي أفكاره اليسارية أو الشيوعية ليتبنى الأفكار الطائفية التي يروّج لها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.. دون أن تتوفر ملابسات وتفاصيل هذا الانتقال من أقصى اليسار إلى الطائفية.
ـ بعكس كل ما يقال.. لم يقم عادل في إيران لكنه تردد عليها وأصبح قيادياً في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
ـ ومن المؤكد أن عادل عبد المهدي وزير المالية في حكومة أياد علاوي 2005.. وأيام بول بريمر.. حاول إعادة علاقاته الشخصية مع أصحابه الذين كانوا بعثيين في الماضي
ويستكمل هادي حسن عليوي مقاله بالحديث عن أمثلة لسلسلة من ممارسات الفساد عند عادل عبد المهدي، دون أن أدري هل هي اقتباسات من مصادر اخرى لم يذكرها ايضا، بالرغم من أنه أدرج بعض المصادر في نهاية مقاله!