التقت المواطنة العراقية (مليحه محمد رشيد) بولدها (خليل محمد صالح) الذي فقدته وهو ابن تسعة أشهر فقط؛ إثر وقوع مجزرة حلبجة شمالي العراق سنة (1988)، وظنت أنه مات جرّاء تداعيات ما تعرّضت له البلدة آنذاك من هجوم كيميائي أودى بحياة الآلاف؛ لتكتشف بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود أنه على قيد الحياة وقد شرع بالبحث عنها منذ سنوات.
قصة مؤثرة جديدة تخرج من رحم المآسي التي اختبرها الكثير من العراقيين، من أمثال هذه الأم التي اعتقدت أن رضيعها لقي حتفه، ففي صباح يوم الهجوم الكيميائي على البلدة الواقعة بمحافظة السليمانية وعلى مقربة من الحدود مع إيران؛ كان الابن (خليل) يبلغ من العمر تسعة أشهر فقط وتم نقل الأسرة حينها إلى محافظة (كرمانشاه) الإيرانية لتلقي العلاج بعد المجزرة.. وهناك فقدت أثره جرّاء الفوضى التي كانت متزامنة مع الحرب (العراقية ـ الإيرانية).
وفي الوقت الذي كانت تظن فيه عائلة (مليحة) المكلومة أن طفلها الرضيع قتل مع آخرين؛ كان (خليل) الصغير قد تبنته أسرة أخرى تكفلت برعايته حتى بلوغه سن الـ(24) عامًا حينما علم بالحقيقة وقرر البحث عن عائلته من خلال خوض مغامرة طويلة تحتاج جهودًا شاقة، ومثابرة غير عادية.. إذ استهل الابن محاولته بجمع معلومات عن الأطفال المفقودين في تلك المدة التي شهدت المجزرة، وقرر أحيرًا التوجه صوب محافظة السليمانية.
وظهر (خليل محمد صالح) على شاشة تلفزيون محلي في السليمانية ليقص حكايته التي شاهدتها أمه وتواصلت مباشرة مع القناة، ليكتب الله لها لقاء ولدها في مشهد مؤثر كان البكاء هو المتسيد فيه، قبل أن تصادق محكمة في حلبجة على تقارير البصمة الوراثية التي اظهرت تطابق المعلومات بشكل تام.
وأقامت العائلة احتفالية في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 2019 بمدينة حلبجة احتفاءًا بلقاء (مليحة) الأم بابنها (خليل) الذي يعمل حاليًا في مجال في الطب الشرعي.