أميركا منتجة الإرهاب، وبه تحارب العرب والمسلمين من العراق‎ ‎‏1‏‎ ‎

لطيف السعيدي

لا شك أنّ الفطرة الإنسانية السوية في العالم بأعراقه المتنوعة وأديانه السماوية والوضعية ونحله المختلفة تنبذ كل أشكال العنف والإرهاب ، إلاّ الأقوياء وعلى رأسهم أميركا وبعض دول القرار (هنا أقصد النخب وليس الشعوب) والصهيونية العالمية ، أصحاب المصالح والأهداف الاستراتيجية المبنية على إحتلال أراضي الشعوب الضعيفة للتَمَوْضِع فيها، تجهيلا لأهلها ثم إبادتها وتركيعها لإمتصاص خيراتها ونهب ثرواتها .

 

أميركا وأخواتها ذوو الأهداف الإستراتيجية العقائدية والفكرية والجيوسياسية القديمة الجديدة في المنطقة العربية والإسلامية ، لم تترك فرصة أو حدث إعلامي أو سياسي أو قانوني ... إلخ على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي ، إلّا ورمت العرب والإسلام بالعنف والإرهاب ، الذي صنعته هي ورعته ظلماً وعدوانا ولا تزال ، حتى أصدقائها من العرب والمسلمين لم يسلموا من تلك الإتهامات والتآمر الأميركي الصهيوني الخبيث. 

فبحكم سيطرتهما (أي النخب الغربية والصهيونية العالمية) المباشرة على الأمم المتحدة يُعيقان ويُعطلان تلك المنظمة الدولية من إتخاذ أي قرار حقيقي لتعريف الإرهاب ونوعيته وتحديد هويته ومصادره ورعايته ، لإتخاذ الإجراءات اللازمة لإعاقته وتحجيمه (ذلك بإدانة من ينتمي إليه أو من يموله ويشجعه).

لأنه، أي الإرهاب، صناعة أميركية تتخذه وسيلة ضد العرب والإسلام بدوافع البغض والحقد القديم الجديد.

لا شك أن أميركا أسقطت الإتحاد السوفيتي وأنهكت قواه الإقتصادية والعسكرية في أفغانستان، حيث إستخدمت العرب والإسلام في مواجهة السوفيت ، الذين أُستدرجوا إلى مستنقع أفغانستان لمواجهة المسلمين هناك ، وبذلك ضربت عصفورين بحجر واحد .

مع علم النخب الغربية والصهيونية العالمية أن العقيدة الإسلامية ، لا يمكن أن تسقط أو تنتهي بمواجهة فكر صنعه البشر ، مهما كانت قوته وجبروته والعكس صحيح ، هذا ما يثبته التاريخ والواقع ، ولكن ممكن إضعاف أتباعها وإعاقة إنتشارها لبعض الوقت. 

نعم مرَّت وتمر العقيدة الإسلامية بمرحلة ضعف وتردي نتيجة كبوة أو كبوات ، ولكنها تبقى مترسَّخة في النفوس ، وسينهض المارد الإسلامي ويملأ الأرض عدلاً وخيراً ورخاءا بإذن الله.

وعندما كسبت أميركا الجولة الأخيرة بإسقاط الإتحاد السوفيتي ، ونهاية الحرب الباردة بسقوط جدار برلين في ١٩٨٩/١١/٩ ميلادية ، تفرَّغت لجمع الأوراق القديمة الجديدة ، فعدة العدة لمواجهة العملاق ( الإسلام ) الذي يدخل النفوس المضطربة الحَيارى ليعطيها الأمان والإطمئنان والراحة النفسية والإيمان ببارئها الذي سوّاها ، فيَتَغَلَّبُ تقوى تلك النفوس على فجورها بإذن الله ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ،، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )  ١٠،٩،٨،٧ سورة الشمس. 

ومن هذه الأوراق التي جمعتها أميركا ومن دار في فلكها ، ورقة العنف والإرهاب في الإقليم العربي بقيادة العدو اللدود ( الدين الصفوي ) للعرب والإسلام ، الذي يجيد الكذب ( ٩أعشار دينه تقية ) والإرهاب على السواء ، فعملت أميركا وَالصهيونية العالمية والنخب الغربية على إحياءه ، قبل سقوط الإتحاد السوفيتي ( الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة في أفغانستان قبل أن تجهز عليه بإسقاط جدار برلين ) بأكثر من عقد من الزمن ، ألا وهو الدين الشعوبي الصفوي الجديد الفلسفي المشعوذ بقيادة ولي الفقيه ، ظهير الكيان الصهيوني في المنطقة العربية، حيث تجمعهما العلاقة القديمة "مردوخ وإبنته أستر مع كورش ودولته الإخمينية" قبل أكثر من ٢٥٠٠سنة.

بعد ذلك لا بد من تهيئة النفوس الشح والذرائع ، ليأخذ المصفِّقون والمطبِّلون والإنتهازيون (الذين ينعقون مع كل ناعق) دورهم المعهود ترحيبا بالمولود الصفوي الجديد الخرافي .

وفوق هذا وذاك تحركات الكيان الصهيوني المدروسة ، لإستثارة بسطاء الناس الباحثين عن مخلص قوي قادر على مواجهة هذا الكيان المزروع ظلما وعدوانا، لِيتَمَكّن المولود الصفوي الجديد من نشر شعاراته الغوغائية الفارغة وخرافاته الهدّامة  في المجتمعات العربية والإسلامية التي طحنتها الحرب الباردة ، وأنهكتها الدكتاتوريات العسكرية القمعية المتخلفة هذا من جهة .

ومن جهة أخرى إجهاض ثورة الشعوب الإيرانية لصالح دولة ولاية الفقيه الصفوية ومليشياتها الإرهابية ، بتصفية جسدية لقيادة ثورة الشعوب الإيرانية وكوادرها وأفرادها داخليا وخارجيا وفي العواصم الغربية ، مستهدفة أولاً فصائلها القوية الفاعلة على الساحة الإيرانية ولا تزال ، كمنظمة مجاهدي خلق وغيرها! ، ونعت تلك المعارضة بأقذر وأشنع الصفات والنعوت .

ثم بقدرة قادر وفي فترة قياسية ، تم القضاء على دولة الشاه العميقة ، صاحبة الجيش السادس في العالم !

رغم الوفرة المالية والقوة الإقتصادية التي تَمَتَّعَ بها شاه إيران ، نتيجة إرتفاع أسعار النفط إلى أكثر من ٤٠ دولار عام ١٩٧٣ ميلادية ، وبمجيء الخميني إلى السلطة ، فجأة هبط سعر برميل النفط إلى أقل من ١٢ دولار!

لا تتعجب وتتساءل دائماً ، كل ذلك بمساعدة أميركا والنخب الغربية  والصهيونية العالمية وتواطوء بعض دول القرار ، لتمكين دهاقنة الصفويين وفلاسفتهم وملاليهم من تثبيت دولتهم الصفوية الجديدة .

ليتكوَّن الثالوث الإرهابي الإجرامي الإنتقامي في الإقليم العربي والإسلامي ، حقدا على العرب والإسلام ، رؤوسه الثلاث : - ١- الكيان الصهيوني ، ٢-  الدولة الصفوية في إيران ، ٣- الطابور الخامس ( الذي يتكون من الخلايا النائمة في البلاد العربية والإسلامية ) وبغطاء أميركي دولي معادي للعرب والإسلام .

وبعد أن أُنشئت المليشيات الإرهابية في إيران ثم تمددت إلى لبنان ، تغطيها إنتخابات الزرق ورق بين الملالي ، بمعزل عن الشعوب الإيرانية ، حيث تجري كل أربع سنوات ( كما هي اليوم في العراق كنتيجة للإحتلال الأميركي ) ، وإلى جانب صناديق الإقتراع المشانق ُتنصب في طول إيران وعرضها لرافضي الحكم الصفوي  ( كما تنصب اليوم في العراق لرافضي الإحتلالين الأميركي والإيراني ) هكذا درّستهم الإستخبارات الدولية والصهيونية العالمية.  

ثم أُضْرِمَت نيران الحرب بين العراق وإيران ، وبإصرار وعناد القيادات الصفوية وفلاسفتها وبأوامر من أتى بهم ، إستمرت هذه الحرب لمدة ٨ سنوات ميلادية ، تحت شعار وضعته أميركا ( لا غالب ولا مغلوب ) ، ولكن بمشيئة الله إنتصر العراق وسقاهم السم الزوآم ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )   ٢١يوسف. 

ولتلك الحرب أسباب كثيرة نذكر أهمَّها :

١- تقوية المليشيات الشعوبية الصفوية الإرهابية بتدريبها وتسليحها وتوسعها لإدارة حروب العصابات والحروب النظامية على مرآى ومسمع العالم . 

٢- تظليل وخداع المجتمعات العربية والإسلامية من أن الحكومة الصفوية في طهران تدافع عن العرب والإسلام وأنها عدوة الكيان الصهيوني وأميركا وروسيا تحت شعارات غوغائية كاذبة ، مثل أميركا الشيطان الأكبر والإتحاد السوفيتي الشيطان الأصغر ، ويوم القدس وغيرها من الهرطقات المظللة. 

٣- بعث روح الإنتقام والثآر من العرب في نفوس الخلايا الشعوبية الصفوية النائمة تحت شعار فلسفي كاذب ( يا لثارات الحسين " والحسين بريء من الصفويين وشعوبيتهم " )  لتهيئتها لما هو قادم ، كما نسمع اليوم الإرهابي نوري المالكي يقول ( بيننا وبينهم بحر من الدم ، وثارات بدر وحنين ، ومعسكر يزيد وغيرها من هرطقات الشحن الكلامية ) لهذا أتت بهم أميركا والصهيونية العالمية . 

٤- إعاقة العراق وإضعافه ، بإشغاله في الدفاع عن حدوده الطويلة مع إيران ، والتي تقدر بأكثر من 1200 كم لإضعاف جيشه وعرقلة تطوره الإقتصادي وإيقاف تقدمه العلمي وتطوِّره التكنولوجي ، وتفكيك نسيج ولحمة شعبه العريق بالتفرقة الدينية والعرقية الإثنية. وغيرها من الأسباب التي لا مجال لسردها في مقال قصير. 

وما حدث للشعب العراقي والشعوب الإيرانية ( صاحبة الثورتين في القرن الماضي ثورة مصدق عام ١٩٥٣ ميلادية . ثم ثورة الشعوب الإيرانية مجتمعة عام ١٩٧٩ميلادية ، فكان لإسقاط الأولى ، وإختطاف الثانية أسباب ومصالح إستراتيجية مدروسة بدقة تامة. وكان ذلك بتَدَخُّل إستخباراتي أميركي غربي صهيوني واضح في الأولى لصالح الشاه وفي الثانية لصالح الدين الصفوي ) من جرائم وتخلف إقتصادي وعلمي وإجتماعي جراء حرب الثمان سنوات ، لم يشفي غليل الصهيونية العالمية وحليفتها الشعوبية الصفوية ولا الراعي الأميركي  والنخب الغربية ، لأن أهدافهم أبعد مما يتصوَّره الأخرون.

ومن المعلوم أن العرب دار الإسلام وقطب رحاه ، فهم الهدف الأكبر للصهيونية العالمية والنخب الغربية ودوقات الغرب وحاخامات الصهيونية وذيولهم في الشرق كدهاقنة المجوس وكهنتهم والبراهمة وغيرهم .   

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,048,801

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"