مع انتهاء مهلة الناصرية، شلل شبه تام للحياة في بغداد ومحافظات عراقية أخرى

في اليوم الـ 120 لانطلاق ثورة تشرين العراقية، شهدت بغداد وتسع محافظات عراقية إلى الجنوب منها، اليوم الأحد، شللا شبه تام لمعالم الحياة، بعد اتساع رقعة المظاهرات وتصعيد كبير في فعالياتها، وهو ما يتوقع استمراره لعدة أيام.

فقد استجابت جميع المدن العراقية التي تشهد مظاهرات الى المهلة التي أعلنها مواطنو مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار بجنوب العراق، لحكومة بغداد للاستجابة الى مطالب المتظاهرين، والتي تنتهي اليوم الأحد.
ففي خطوةٍ جديدة تُنذر بتصعيد قد يُغيّر خارطة الاحتجاج المستمر في العراق منذ الأول من أكتوبر الماضي، اتجهت المحافظات المنتفضة إلى الاتفاق على إمهال الحكومة والبرلمان مدة أسبوع تنتهي اليوم من أجل البدء بتنفيذ مطالب المحتجين بشكل عملي وملموس، قبل أن تتخذ هذه المحافظات خطوات تصعيدية واسعة.
واكتظت ساحات وميادين الاحتجاج في المحافظات العشر بمئات آلاف المتظاهرين، وسط استمرار حالة الانتشار الأمني والعسكري الذي دأبت السلطات على تكثيفها، بسبب الأعداد المضاعفة التي تشارك بالمظاهرات، على الرغم من استمرار عمليات الخطف والاغتيال والتهديدات التي يتعرض لها الناشطون في مدن عدة من جنوب البلاد، وفي بغداد.
وشهدت المظاهرات رفع شعارات جديدة ضد كل من الولايات المتحدة وإيران، مهاجمة في الوقت ذاته أحزاب السلطة، متهمة إياها برهن مستقبل البلاد للأجنبي، حسب الشعارات المرفوعة.
كما أحرقت، في بغداد ومحافظات اخرى، صور الزعيم الايراني علي خامنئي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي لقي مصرعه في بغداد مطلع الشهر الجاري وشخصيات دينية وسياسية أخرى.
ففي العاصمة العراقية افاد مصدر امني بأنه تم اغلاق جميع الطرق المؤدية الى ساحة الطيران القريبة من ساحة التحرير، حيث مركز المظاهرات الرئيس وسط بغداد.
وقال المصدر ان متظاهرين أغلقوا جميع الطرق المؤدية الى ساحة الطيران على خلفية توتر الوضع الامني في المنطقة والمستمر منذ الليلة الماضية.
واضاف ان "القوات الامنية مستمرة بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين"، مشيرا الى "تسجيل حالات اختناقات بين صفوفهم"، فيما لم يعرف ما إذا وقعت إصابات بالرصاص أم لا.
وتقع ساحة الطيران على مقربة من مفترق طرق رىيسة وسط العاصمة تؤدي إلى عدد من المؤسسات الحكومية المهمة، ومنها وزارات الداخلية والنفط والتربية والتعليم العالي والصناعة.
وشهدت ساحتي الطيران والتحرير والشوارع المحيطة بهما، منذ ساعات الفجر، توافد عشرات الآلاف من الطلبة من أنحاء متفرقة من بغداد مؤكدين التحاقهم بفعاليات الاعتصام الطلابي والاضراب العام الذي دعت له اللجان المنسقة لحركة المتظاهرين.
وفي محافظة النجف، أغلق المتظاهرون عددا من الطرق والجسور امام حركة السير في مركز المحافظة.
وقال مصدر أمني ان "ذلك جاء بهدف الضغط على الحكومة من اجل تلبية مطالب المتظاهرين".
كما أقدم عدد من المتظاهرين على إغلاق المؤسسات الحكومية في النجف بواسطة اللحام.
وفي خطوة تصعيدية أخرى أحرق المحتجون مقر ميليشيات حزب الله في وسط النجف بالكامل.
أما في محافظة ذي قار أغلق المحتجون الطريق الدولي الرابط بين محافظتي بغداد وذي قار والمتجه إلى البصرة وصولاً إلى الحدود مع الكويت جنوبا.
وتوافد الآلاف إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية للمشاركة في الاعتصام الذي طالب قادته بمحاكمة سريعة لقتلة المتظاهرين، والاستجابة للمطالب قبل حلول يوم غد الاثنين.
وقال عضو اللجنة المنظمة في مظاهرات الناصرية، محمود الغزي في تصريح صحفي إن هناك استنفار تام في المحافظة تمهيداً ليوم غد وحرق إطارات وغلق طرق وجسور.
وأضاف الغزي، أن مواطني المحافظة بدأوا بتخرين المواد الغذائية بسبب التصعيد واستعداداً للتصعيد المرتقب في الأيام المقبلة. وأوضح أنه اعتباراً من الغد سيكون هناك إغلاق تام لجميع طرق المحافظة
وأعرب عن توقعه في أن يكون هناك من يحاول جر المتظاهرين إلى الفوضى ولهذا تم الاتفاق على ضبط المسارات والمحافظة على سلمية الاعتصام، حسب قوله.
وفي محافظة بابل، أغلق المتظاهرون عدداً من الجسور الرئيسة، مثل جسر نادر الذي يربط مدينة الحلة، مركز المحافظة، بالمحافظات المجاورة، فضلاً عن شوارع وتقاطعات وجسور اخرى.
وشهدت محافظات كربلاء وواسط وميسان والمثنى والبصرة والقادسية فعاليات مماثلة، فيما واصل طلاب الجامعات والمعاهد اعتصاماتهم وامتنعوا عن الالتحاق بكلياتهم ومعاهدهم تلبية لنداءات اللجان التنسيقية للمظاهرات والاحتجاجات.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,039,813

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"