سجين موريتاني يروي معاناته في أول كتاب عن معتقل غوانتانامو

تهافت القراء في الولايات المتحدة على شراء أول كتاب يروي فصول 13 عاما من التعذيب والإهانة واليأس قضاها الكاتب في معتقل غوانتانامو الحربي الأميركي مجتذبا اهتماما بقضيته فاز به بشق الأنفس.

 

ونشر كتاب (يوميات في غوانتانامو) الثلاثاء، بعد معركة قضائية استمرت سبع سنوات ويروي فيه الموريتاني محمد ولد صلاحي محنته في السجن الأميركي بقاعدة بحرية في خليج غوانتانامو بكوبا.

ويستعيد صلاحي في يومياته حمامات الثلج والإذلال ومناسبات التحقير التي لا تعد ولا تحصى في رواية تسرد بصيغة المتكلم يتحدث فيها السجين عن فترة استجوابه خلال الحرب الأميركية على الإرهاب وهو سجين لم توجه له السلطات الأميركية أي اتهامات وأمرت محكمة اتحادية باطلاق سراحه عام 2010 غير أن هذا الحكم نقض في وقت لاحق واستمر حبس صلاحي.

وتزامن نشر الكتاب مع خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حالة الاتحاد بعد سبع سنوات على تعهده باغلاق المعسكر خلال العام الأول من توليه الرئاسة غير أن هذه الجهود أعاقها المشرعون الأميركيون الذين يعتقدون أن نزلاء غوانتانامو يشكلون تهديدا على الأمن القومي الأميركي.

وفي بادئ الأمر صنفت الحكومة الأميركية المخطوط الأول الذي كتبه المؤلف بخط يده في 466 صفحة على انه وثيقة سرية وخضع لتنقيح هائل قبل نشره.

وقالت محامية صلاحي، هينا شمسي، وهي من اتحاد الحريات المدنية الأميركي "انه رجل بريء اعتقل بشكل غير قانوني ويجب أن يروي حكايته بنفسه بدون رقابة."

وحل كتاب (يوميات في غوانتانامو) بين المئة كتاب الأكثر مبيعا على موقع أمازون وبين الخمسين الأكثر مبيعا في بارنز آند نوبل، الأربعاء.

وقالت الناشرة ليز غاريغا من دار نشر هاتشيت "لقد بدأ بيعه منذ يوم واحد فقط وهاتفي لا يتوقف عن الرنين بشأنه. هذا يعني أن الكتاب يصل إلى الناس كما أردنا له."

وقالت شمسي إن محنة صلاحي هي برهان إضافي على أن التعذيب لا يفلح مستشهدة بأحد مقاطع الكتاب حين يصف صلاحي ما قاله له محققون في إحدى جلسات الاستجواب "هل هذا كل ما عندك؟ لا أعرف ولا أذكر.. سننال منك" مستخدمين تهديدا جنسيا واضحا.

وعقدت عائلة صلاحي مؤتمرا صحفيا في لندن، الثلاثاء، تزامن مع بدء طرح الكتاب في بريطانيا تناشد فيه السلطات الأميركية الإفراج عنه.

وسجل عدد من المشاهير منهم الممثلان كولن فيرث وستيفن فراي مقاطع من الكتاب بثت بصوتهما على الانترنت.

ويقرأ فراي مقطعا عن طريقة معاملة رجال أمن عرب لصلاحي خارج غوانتانامو بناء على تعليمات من الأميركيين "لقد ملأوا كل فراغ بين ثيابي من عنقي وحتى كاحلي بمكعبات الثلج وكلما ذابت كانوا يضعون غيرها. مكعبات ثلجية صلبة. وبين الحين والآخر كان أحد الحراس يلكمني.. يلكمني في وجهي معظم الوقت."

وقال الموريتاني صلاحي إنه سلم نفسه إلى السلطات بعد أسابيع من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة ونقل إلى الأردن حيث تم استجوابه لعدة أشهر قبل أن ينقل إلى أفغانستان ثم كوبا وفق نسخ من محاضر جلسات اجرائية عسكرية أميركية.

ووصفت اللجنة التي حققت في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر صلاحي بأنه "أحد عناصر (تنظيم) القاعدة البارزين" مشيرة إلى أنه ساعد في اعداد خلية هامبورغ -بينهم اثنان من خاطفي الطائرات التي نفذت هجمات 11 أيلول/ سبتمبر ورفيق غرفة الثالث محمد عطا- للسفر إلى أفغانستان لتلقي التدريب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لشؤون غوانتانامو اللفتنانت كولونيل مايلز كاجينز إنه سيعاد النظر في الوضع القانوني لصلاحي.

وفي أحد فصول الكتاب يصف صلاحي الشعور الذي انتابه بالراحة في تموز/ يوليو 2002 لكونه سيتوجه إلى الولايات المتحدة على الرغم من انه كان يقف عاريا تماما.

وقال "وضع أحد أعضاء الفريق (الأمني) حفاضا حول اعضائي التناسلية وحينها فقط تأكدت أن الطائرة كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة وبدأت أقنع نفسي بأن (كل شيءسيكون على ما يرام)."

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,004,833

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"