الصورة: رجل مؤيد لبريكست يحرق علم الاتحاد الاوروبي في لندن اليوم الجمعة
تغادر المملكة المتحدة اليوم الجمعة الاتحاد الأوروبي (بريكست) لتبدأ مرحلة غير محددة المعالم تمثل أكبر تغيير في مكانتها العالمية منذ أفول نجم الإمبراطورية البريطانية، وأشد ضربة لجهود دامت 70 عاما لتحقيق الوحدة الأوروبية على أنقاض الحرب العالمية الثانية.
وتخرج البلاد قبل ساعة واحدة من منتصف الليل من النادي الذي انضمت إليه في عام 1973، لتدخل فترة انتقالية تتمتع فيها بكل مزايا العضوية باستثناء الاسم حتى نهاية هذا العام.
وبضربة واحدة سيتم حرمان الاتحاد الأوروبي من 15% من حجم اقتصاده، ومن أكثر الدول الأعضاء انفاقا على التسلح ومن العاصمة المالية الدولية لندن. وسيشكل الانفصال مصير المملكة المتحدة ويحدد مقدار ثروتها للأجيال القادمة.
وسيقول رئيس الوزراء بوريس جونسون في خطاب تلفزيوني ”هذه هي اللحظة التي ينبلج فيها الفجر ويرتفع الستار عن فصل جديد“، على الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل تذكر بشأن خططه بعد الخروج باستثناء الكلمات الحماسية.
وسيقول جونسون أحد القادة الرئيسيين في حملة ”المغادرة“ قبل الاستفتاء على الخروج عام 2016 ”هذا هو فجر حقبة جديدة“.
وبخلاف المعنى الرمزي الكامن في أن تدير بريطانيا ظهرها إلى 47 عاما من العضوية، لن يتغير الكثير فعليا حتى نهاية 2020 وهو التوقيت الذي وعد فيه جونسون بإبرام اتفاقية تجارة حرة واسعة مع الاتحاد الأوروبي أكبر تكتل تجاري في العالم.
وبالنسبة للمؤيدين يمثل خروج بريطانيا من الاتحاد حلم ”يوم استقلال“ بعيدا عما اعتبروه مشروعا محكوما عليه بالفشل يهيمن عليه الألمان وأخفق في تحقيق أحلام سكانه البالغ عددهم 500 مليون نسمة.
لكن المعارضين يعتقدون أن البريكست حماقة من شأنها أن تضعف الغرب، وتنسف ما تبقى من النفوذ العالمي لبريطانيا، وتقوض اقتصادها وتؤدي في نهاية المطاف إلى تحويلها لمجموعة من الجزر المنعزلة في شمال المحيط الأطلسي.
في حين أضرم رجل مؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) النار في علم الاتحاد الأوروبي بالقرب من داوننج ستريت بوسط لندن في حين أطلق آخرون صيحات الاستهجان تجاه متظاهرين من مؤيدي الاتحاد وذلك قبل ساعات من انسحاب بريطانيا من التكتل.
وسخر مؤيدو البريكست من مجموعة تتراوح بين 200 و300 شخص من أنصار الاتحاد الأوروبي أثناء مسيرة قاموا بها من داوننج ستريت إلى مكتب المفوضية الأوروبية في لندن. وشكلت قوات الشرطة حاجزا للفصل بين المجموعتين.
وردد أنصار البريكست هتافات تقول ”عار عليكم .. عار عليكم“ و“خاسرون .. خاسرون“ و ”وداعا وداعا الاتحاد الأوروبي“.
ومن جهة أخرى سعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى إظهار علامات القوة ورباطة الجأش قبل ساعات من خروج بريطانيا من التكتل (بريكست) وقالوا إن الدول الباقية في الاتحاد، وعددها 27 دولة، قادرة على التصدي لتغير المناخ ومتطلبات التحول التكنولوجي على الرغم من انسحاب دولة عضو منه للمرة الأولى.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليين في مؤتمر صحفي في بروكسل قبيل انسحاب بريطانيا ”علمتنا تجربتنا أن القوة لا تكمن في العزلة الرائعة بل في اتحادنا الفريد“.
ومضت تقول ”التحديات التي تواجهها أوروبا والفرص التي تستطيع أن تقتنصها لم تتغير بسبب بريكست“ مضيفة أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يركز على أن يأخذ زمام المبادرة عالميا في مجالات التصدي لتغير المناخ والثورة الرقمية والهجرة.
وقال الاتحاد الأوروبي لبريطانيا إنها لا يمكنها توقع ”الدخول الأعلى نوعية إلى السوق الواحدة (الأوروبية)“ ما لم تتبن معايير الاتحاد الأوروبي في مجالات البيئة وحقوق العمال والضرائب والمساعدات التي تقدمها الدولة.
وقال القادة الأوروبيون، ومن بينهم فون دير ليين، في مقال نشرته وسائل إعلام أوروبية ”دون الحركة الحرة للناس لن تكون هناك حركة حرة لرأس المال والسلع والخدمات“.