اطلق رئيس الوزراء المكلّف محمد توفيق علاّوي، جملة من التعهدّات لا تعدو عن ان تكون مجرد أكاذيب سبق وأن سمعها الشعب العراقي كثيراً من رؤساء الوزراء السابقين الذين جثموا على صدور العراقيين بعد الغزو والاحتلال الأميركي عام 2003.
تعهدات علاوي هي محاكاة للأكاذيب التي اطلقها كل من اياد علاّوي (2004-2005)، ابراهيم الجعفري (2005-2006)، نوري المالكي (2006-2014)، حيدر العبادي (2014-2018) و عادل عبد المهدي (2018-2020).
هذه التعهدّات، التي سمعها العراقيون طيلة السبعة عشر عاماً الماضيّة، لو كان قدّ نُفّذ 10 % منها لانتقل العراق إلى مصاف الدول المتقدّمة، لكنّه، وللاسف، بقي في القاع، وتفاقم كل شيء فيه نحو الأسوأ، وزادت مآسي الشعب مع كل وعود جديدة يطلقها رئيس وزراء (جديد)... والسبب لانّها مجردّ أكاذيب وضحك على الذقون.
رئيس الوزراء المكلّف جاء مع الدبابات الأميركية إلى العراق عام 2003، وساهم في كل محطّات ترسيخ مشروع الإحتلال الطائفي الإجرامي، وعمل وزيراً للاتصالات في حكومتي نوري المالكي طيلة الفترة الممتدة بين عامي 2006 و 2012، والمعروف انها أبشع فترة من ناحية انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، فضلاً عن سرقة المال العام، والتمهيد لدخول عصابات داعش الارهابية وسيطرتها على أجزاء كبيرة من العراق.
محمد توفيق علاّوي، سبق وأن نشط ايضاً في منظمة صهيونيّة هي (انتر فيث) تخصّصت في نفث السموم ضدّ العراق (قبل الاحتلال) ثم الترويج لمشروع الاحتلال بعد عام 2003 وكانت هي ملاذ البعثة الدبلوماسيّة العراقيّة في جنيف في محاولاتها، داخل الأمم المتحدّة، للتغطيّة على جرائمه، مما ولدّ ردّ فعل من قبل عدد من المنظمّات حتى نجحت في إلغاء عضويتها بالمجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتحدّة (الايكوسوك) قبل أكثر من خمس سنوات.
سبق لعلاّوي ان استخدم نفوذه لتأسيس شركات خاصة، واتهم بالفساد، وهو محكوم بالسجن (غيابيا) لمدة سبع سنوات.
محمد توفيق علاّوي، الذي يدّعي مدنيته واستقلاليته جاء من رحم الاحزاب الإسلامويّة الفاسدة، فقد انتمى الى حزب الدعوة (صانع الارهاب في العراق) منذ كان طالبا في كليّة الهندسة في بغداد، وبأمر من هذا الحزب ترك دراسته عام 1977 وذهب الى لبنان لينضمّ الى الجهات العاملة ضدّ العراق.
وبالتالي، فانّ محمد توفيق علاّوي قد جاء من رحم مشروع الإحتلال، ومن رحم النظام الطائفي الذي انشأه، ومن رحم المشروع الإيراني في المنطقة بانتمائه إلى حزب الدعوة (حتى وان ادّعى تركه لاحقاً للحزب) كما انّه متخادم مع المشروع الصهيوني في المنطقة من خلال خدمته الطويلة في منظمة (انتر فيث) الصهيونية.
فلا غرابة ان يرفضه المتظاهرون الحقيقيون ويوافق عليه مقتدى الصدر ومتظاهريه.