استمع مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء 3/3/2020 الى ايجازٍ قدّمته ممثلة الأمين العام للأمم المتحدّة في العراق السيدة جينيس هينيس – بلاسخارت، وقدّ تضمّن الإيجاز في مجمله قضايا مهمّة يمكن ايجازها بما يلي:
ـ المتظاهرون العراقيون صامدون ولن يبرحوا اماكنهم بعد كل التضحيّات التي قدّموها لمجردّ مطالبتهم بتحقيق العدالة، وهم يحظون بدعم الأكثرية الصامتة في العراق. ـ ان ما يبعث على الأمل انّ الشعب بقي متحداً من أجل مستقبل أكثر عدالة وازدهاراً. - أعربت عن الأمل في بناء دولة ذات سيادة ترفض أن تكون ساحة حرب لصراعات لا تخصّها. والأملٌ في أن يجد العراق نفسه بشكل جيد في أنسب اللحظات من أجل إصلاح سياسي حقيقي ودائم منذ عقود. ـ من المهم بمكان عدم تجميل الواقع القاسي، فالكثير من العراقيين الشجعان يواصلون دفع ثمن لا يمكن تخيّله كي تُسمع أصواتهم. هؤلاء يستحقون أن نعترف بالإساءات التي لا تُطاق التي تعرّضوا لها. وقدّ ركزت المسؤولة الأممية على أهميّة مثول مرتكبي الانتهاكات أمام العدالة، مشدّدة على أن الإفلات من العقاب ينتهي عندما تبدأ المساءلة. وقالت في هذا السياق: "دعوني أشدد على أن العدالة والمساءلة مهمّتان بمكان خاصّة للعراقيين الذين فقدوا أحباءهم بسبب تعبيرهم عن سخطهم على الوضع الاقتصادي الصعب ومطالبتهم بتحسين الحيّز الاجتماعي والسياسي." ـ وتحدّثت عن "كيانات مسلحة" ذات انتماءات غير واضحة، ودعت إلى تفكيك أو إدماج هذه الكيانات المسلّحة، تحت سيطرة الدولة دون تأخير، مشدّدة على أن ذلك لا يجب أن يشكل عذرا للتقاعس السياسي أو الحكومي. ـ إطفاء الحرائق ليس استراتيجية، إذ يجب على العراق أن ينتقل من إدارة الأزمات إلى انتهاج سياسات أكثر استقرارا واستدامة. ـ المشكلة ليست في حكومة بل بالنظام ككل الذي يجب اصلاحه كي يحصل الرجال والنساء على حياة أكثر ازدهارا. ـ إنّ المصالح الخاصّة والحزبية تتآمر لتحويل الموارد بعيداً عن الاستثمار المهمّ لخدمة الشعب. ـ أشادت بالدور المميّز للمرأة العراقيّة في التظاهرات واعتبرته نقطة تحوّل كبيرة. بالتأكيد كلّنا يتمنّى ان تكون بلاسخارت أكثر وضوحاً وصرامةً بخصوص الميليشيات وانتهاكات السلطة لكنّ اشاراتها في هذا الصدد كانت واضحة جدّاً ويبقى دور الدول الأعضاء في تحويل هذه الإشارات الى سياسات تضغط باتجاه انهاء هذه الانتهاكات وحلّ الميليشيات المسبّب الرئيس للكثير من المآسي.