موصل تغلب
ها نحن (نطالعك وسنواتك السبعة)، في كفن!! وليس لدينا ما(نمدّه) اليك سوى قلوبٍ يعتصرها ألم لا يخطر على بال قلب الا لحظة موت طفل وعيون تحجَّر الدمع فيها لشدة ذهولنا (أمام) زمانٍ يرى فيه- السادة (!) والساسة- قتل الأطفال امرا طبيعيا لا يستحق حتى استثناءه من (احقادهم وعصبياتهم وثاراتهم واجنداتهم) ليستهجنوه جميعا (دون تبريرات أو خلافات أو أجندات)، وقاتل لا يكتفي من (غنيمة) قتلك بالفرار، بل يطالبنا بشكره على حمايته لنا (من إرهابك)!
صباح الشهادة ايتها الغالية
كم تذكّرني عيناك بعيني عبير*.. عبير التي يوم اغتصبت وأُحرقت، حسبت (لشدة وجعي) ان (النخوة العربية) ستجتاح بلادنا (من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان) لكن هذا لم يحدث!
لم تبتلعنا الارض ولم (تصعقنا) السماء!
لم تقف ام لتبكي عبير ولا أب ليغضب لها!
لم يحدِّق أحد في وجه ابنته ليرى فيه عينيها
عبير، كانت عيناها عاتبتين، وكانت عيناك هادئتين وادعتين !
يومها كنت كلما أمسكت قلمي طالعتني عينا عبير، وكان عتبها (يابنيّتي) أكبر من كل كلمة
أكتبها فقلت: إن أمة لم تعد تخشَ على (غزلانها) لن يؤثر فيها سطر (او معلَّقة).
هاهو عتب عبير يهدأ في عينيك يا زينب **..
صباح (الوجع) أيتها الغالية..
صباح الثكل والفجيعة، ولأمّك اقدّم اعتذاري، كلما احتضنت ابنتي وقبَّلت جبينها .
صباح (الأكرم منّا جميعا) ولن أشتم قتلتك- لانني في حضرتك، وفي حضرة الملائكة لا يحقّ للبشر مثلنا ذكر الشياطين- فللشهادة مقامها يا صغيرتي، للشهادة مقامها الذي لم تكبري لتعرفي قدره، نلته (فحسب)!
صباح روان ***..
وصباح غيداء**** ايتها الحبيبة
صباح كل اللواتي اغتصبن وأحرقن وهُجِّرن وقتلن،
صباح الفلوجة وسامراء والموصل وبغداد وديالى، وبقية رفيقات (عذابك وما ارتكب في حقك!
صباح العامرية ياغالية..
صباح الاحبة الراحلين الذين ما زالوا بانتظارنا لنعيد لهم- بعد ليل طويل طويل لم نصحو منه- صباح ثأرٍ طال انتظارهم وانتظارنا له.
صباح الثأر يازينب!
للتوضيح:

* عبير قاسم الجنابي، ابنة العراق التي ارتكب الوحوش الأميركان جريمتهم البشعة (2006) بحقها وحق عائلتها في منطقة المحمودية جنوب بغداد.

** زينب هيثم السويداوي هي اخر شهيداتنا من الصغيرات (حتى اللحظة).

*** روان جمال: طفلة الفلوجة التي اغتالها برميل متفجر (2014) وهي جالسة قرب باب دارها- بعد ان سألها احدهم ماذا تفعلين؟ فقالت: انتظر صديقاتي.





