ومن القول الخاطئ ما يقتل كالرصاص!‏

عبد الكاظم العبودي

أكثر ما يؤلمني عندما اسمع وأقرأ وأرى في هذه الأيام الموحشة السوداء:

 

ـ قولاً منسوباً لعراقي وهو يتحدث عن تقسيم العراق، سواء كان ذلك الحديث ،  بغفلة أو بوعي منه،  عندما يتحدث بلسانه ،  ويقول كلاما فارغا  عن علاقات وتعايش " الشعبين العراقي والكردي"... الخ.  وبذلك فهو يتناسى ان أكراد العراق هم عراقيون ومواطنون لازالوا ينتمون الى وطن اسمه العراق،  وان عرب وتركمان وايزيدي وصابئة وآشوريي وكلدان العراق هم أيضا مواطنون عراقيون ينتمون الى وطن اسمه العراق.

ـ قولاً منسوباً الى فلسطيني، وهو يتحدث عن غزة وعن الضفة الغربية،  وكأنه يتحدث عن إمارتين فلسطينيتين محتلتين من قبل إسرائيل، محكومتين بالوكالة، إحداهما تحت سلطة حماس في غزة والثانية تحت سلطة فتح في أريحا، وبذلك  ينسى هذا الفلسطيني الحقيقة وهي: ان فلسطين التاريخية أرض عربية محتلة، لا يمكن بيعها وتجزئتها بأي من المسميات، طالما آمن بذلك الاحرار اينما كانوا :  بأن القدس عاصمة لفلسطين العربية الواحدة من النهر إلى البحر.

ـ قولاً منسوباً الى مواطن يمني يُبشر هذه الأيام بقرب تقسيم اليمن الى اقاليم ومكونات تزداد يوميا بمسمياتها ويجري تثبيتها في مسودة دستور يمني جديد،  منسوخ من دستور بول بريمر في العراق ، وكأن الحوثيين وجماعة الحراك الجنوبي،  صاروا كبعض أكراد العراق وشيعة ايران الصفويين في العراق،  يريدون تقسيم العراق بأي ثمن ، وبذلك فإن أمثال مثل ذلك اليمني الداعي الى " يمن فيدرالي موحد"  هو فرد مضلل مثل غيره يعمل  كمعول في  هدم صرح بلد عربي آخر عُرف تاريخيا باسم "اليمن السعيد" .

ـ قولاً لجاهلٍ في الجغرافية والسياسية معاً، تذهب به حماسته الخرقاء فيوجه التحية إلى أشقائه في بلد عربي آخر تسوده  صراعات طائفية مؤقتة  فيقول (سلام لاهلنا في البحرين الشقيقين) ، ناسيا ان البحرين لا تزال جزيرة عربية  واحدة من جزر الخليج العربي، يسكنها شعب عربي اسمه الشعب البحريني الشقيق.

ـ قولاً منسوباً إلى عراقي آخر، كان ولا زال طيبا في نواياه، عندما  سمعناه مرددا بحماسة وصدق  "هذا البلد ما نبيعه ... إخوان سنة وشيعة)، ولكن عندما كان في لحظة انفعال وغضب عاطفي أعمى نراه يعيد نشر صور المجازر والجرائم الجارية في العراق، وعندما يشير الى القتلة والمجرمين  يخطأ  عندما يكتب تعليقا عليها ويقول "هذا ما فعله أهل السنة بالشيعة"، أو يكتب "هذا مافعله أهل  الشيعة بالسنة"، معمماً على الجميع جرائم المليشيات والعصابات الاجرامية الطائفية التي تمارس الجريمة اليوم بحق كل العراقيين، لتبيع العراق كُلَّه بسنته وشيعته وتقدمه الى أطماع الإحتلالين الأمريكي والإيراني معا.

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,619,256

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"