طوّر متطوعون في مدينة البصرة، جنوب العراق، أقنعة للوجه بنظام الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتقديمها مجاناً للكوادر الطبية، بهدف تغطية النقص في مواد الحماية في بلدهم الذي يواجه تفشياً في فيروس كورونا الجديد.
وابتكر فريق يضم ستة أشخاص تصميماً سريعاً وبسيطاً لقناع وجه كبير من البلاستيك، يمكن استخدامه بسهولة في أي مكان في العالم. ويقول المُصّنعون إن القناع المتخصص يعمل كدرع يقي مرتديه من سعال أو عطس المريض الذي يتطاير معه رذاذ، كما يفيد في حماية العينين أيضاً.
ويقول رئيس الفريق الذي يعمل في ورشة تصنيع القناع في البصرة، الصيدلاني نوريس عارف، إنّ الشركات المصنعة المحلية قدمت المواد الخام اللازمة لطباعة التصميم. ويضيف "الأمر الرئيس في موضوع الوباء هو موضوع الوقاية. لذا ركّزنا على الوقاية، فكان هذا التصميم سهلا وخفيفا. حصلنا على المواد الأولية بمساعدة من الصناعيين المحليين عندنا بالبصرة. رتبناه بطريقة لا يحتاج لصقا أو أي تفاصيل أخرى. التصميم قابل للتكرار والنشر، هذه هي الفكرة الرئيسية بموضوع التصميم".
ويردف عارف "نحن نركّز كخط أول على توفيره للأطباء والكوادر الطبية الذين هم على تماس مع مرضى كورونا بشكل مباشر، لأنه يقي من الرذاذ أكثر شيء، لأن موضوع العين خطرة والكمامة وحدها لا تكفي".
يدير عارف مركزاً للابتكار، أنشئ بتمويل أميركي وهولندي وألماني، لتطوير مهارات الشباب في المدينة التي تقع جنوب العراق.
وبمساعدة باحثين في جامعة البصرة وجمعيات أخرى، تمكن عارف من توزيع أقنعة الوجه مجاناً في أنحاء العراق.
ويشير "شاركنا حتى التصميم ليمكن استخدامه في مدن أخرى من العراق وفي العالم. رأينا إقبالاً على مثل هذه الأقنعة. ولدينا شبكة كبيرة حول العالم تشارك المخترعين الذين بدأوا بنشر تصميماتهم حتى تنفذ محلياً".
وسجل العراق حتى الآن 547 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا و42 وفاة، حدثت معظمها الأسبوع الماضي. وينذر تردي حالة أنظمة الرعاية الصحية في العراق الذي مزقته الحروب باحتمال حدوث انتشار واسع للوباء. وبدأت السلطات العراقية فرض قيود عزل عامة، يوم 17 آذار/مارس، فحظرت السفر والرحلات الجوية الداخلية والخارجية من مطارات البلاد، كما فرضت حظر تجول في أنحاء البلاد، حتى 11 نيسان/إبريل.