وباء كورونا نبّه العالم على عدو مشترك/ 2

هيثم الشيباني

جهود محاربة كورونا
انطلقت أنباء مهمة حول الحرب على كورونا , من خلال عقار بريطاني ودواءين صينيين , بوشر البحث العلمي فيهما , واعتبرت هذه أنباءا متفائلة , حملتها الفرق العلمية المكلفة بمحاربة فيروس كورونا المستجد حول العالم, كي تكون بداية النهاية للوباء, الذي أصاب الآلاف وقتل المئات.

وأفاد التلفزيون الصيني أن فريق بحث بجامعة تشيجيانغ الصينية، وجد دواءا فعالا لعلاج المصابين بفيروس كورونا الجديد.
وأعلنت الباحثة الرئيسية في حملة الصين لمحاربة فيروس كورونا الجديد لي لانجوان، وهي أيضا أستاذه بجامعة تشيجيانغ. أن فريق البحث الذي تقوده، أحرز تقدما كبيرا في الوصول لعلاج فعال لفيروس كورونا الجديد، حسبما ذكرت صحيفة تشيجيانغ الصينية اليومية.
وأظهرت الاختبارات الأولية أن عقاري أبيدول ودارونافير يمكن أن يعوقا الفيروس بشكل فعال في تجارب الخلايا المختبرية، وأوصت الباحثه لي بإدراج العقارين الجديدين في برنامج علاج لجنة الصحة الوطنية للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا، لكن اعترض باحث رئيسي آخر يدعى تشن زوبنغ، بوجوب عدم تداول الدواءين دون ترخيص طبي.
وقال تشن وهو أيضا نائب رئيس المستشفى الأول التابع لجامعة تشيجيانغ، إن الدواءين قد استخدما في علاج المرضى المصابين بالفيروس في مقاطعة تشيجيانغ، وسيحل محل الأدوية الأخرى ذات الفعالية الأقل في المرحلة المقبلة من علاج فيروس كورونا.
وليس في هذا الاجراء دلالات عالميه متفق عليها الا أن الصين جربت هذا العلاج وحسب.
ان العالم يسابق الزمن لاحتواء فيروس كورونا، ويتابع آخر التطورات من كافة أنحاء العالم,
وقد بدأ العمل على عقار بريطاني يمنح الأمل، حيث قال العالم الرئيسي الذي يقود أبحاث بريطانيا للوصول للقاح فيروس كورونا، إن فريقه حقق طفرة كبيرة في الوصول لعقار مضاد لفيروس كورونا الجديد، وفقا لموقع سكاي نيوز.
وحول الموضوع قال البروفيسور روبن شاتوك، رئيس قسم الأمراض المناعية في جامعة إمبريال كوليج في لندن، إنه توصل الآن لمرحلة البدء باختبار اللقاح على الحيوانات, مع احتمال البدء بالاختبارات على البشر الصيف المقبل.
وقال: عادة ما تستغرق الأساليب التقليدية ما بين سنتين إلى 3 سنوات لتطوير العقار في المرحلة الأولى. ولكننا استطعنا عبور هذه المرحلة في المختبر خلال 14 يوما .
وأضاف: سيكون لدينا نماذج حيوانية في بداية الأسبوع المقبل. المرحلة التالية ستكون نقل ذلك من الاختبارات المبكرة للحيوانات إلى الدراسات الإنسانية الأولى .
ويعتبر البروفيسور شاتوك جزءا مهما من الجهد العالمي لتطوير لقاح يمكن أن ينقذ مئات أو الآلاف من الأرواح، إذا تطور تفشي الفيروس إلى وباء كامل.
وهكذا يعمل الكثير من العلماء على مستوى العالم من أجل سرعة إيجاد لقاح لفيروس كورونا الذى أصبح يمثل كابوسا لسرعة انتشاره خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة إلى الاف الحالات.
وفى مختبر بسان دييجو تكافح العالمة كيت بروديريك العمل ليلا ونهارا لسرعة تطوير لقاح ضد فيروس كورونا القاتل، وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، حيث أجرت كيت بروديريك اختبارات على الفئران والخنازير الغينية، في محاولة للقضاء على فيروس الكورونا.
ووفقا لتقرير موقع mirror البريطانى هناك خطط لدخول التجارب البشرية للقاح بحلول أوائل الصيف القادم.
وقالت كيت، نائب الرئيس الأول للبحث والتطوير، إن التطور بدأ بعد فترة وجيزة من توفير الصين لسلسلة الحمض النووي للفيروس، وتمكنا من خلال تكنولوجيا الكمبيوتر في مختبرنا تصميم لقاح في 3 ساعات.
وأضافت : ان لقاحات أدوية الحمض النووي تستخدم تسلسل الحمض النووي من الفيروس , لاستهداف أجزاء محددة من العوامل المسببة للأمراض التي نعتقد أن الجسم سيحقق أقوى استجابة لها, ونستخدم بعد ذلك خلايا المريض نفسه لتصبح مصنعا للقاح, مما يعزز آليات الاستجابة الطبيعية للجسم .
وإذا نجحت التجارب البشرية الأولية , فستتبعها بتجارب أكبر في الصين بحلول نهاية العام.
ولكن إذا حدث هذا الانجاز , فان الشركة المصنعة تؤكد أنها ستكون الأسرع في تطوير لقاح جديد واختباره في حالة تفشي المرض.
عندما ظهر فيروس مشابه - سارس - في عام 2002 - كانت الصين بطيئة في إعلام العالم بما كان يحدث, و بعد أن بدأ العمل على لقاح بشكل جدي , كان انتشار المرض قد انتهى تقريبا.
عبر رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسيس عن ضرورة دراسة الاحتمالات التي يمر عليها فيروس كورونا.
وفي هذا الموضوع أصدرت الكاتبة فيليسيا سيديريس تقريرا نشره موقع لا شان إنفو , إن الفيروس يشكل تهديدا خطيرا بالنسبة للعالم بأسره, لكن هناك فرصة للقضاء عليه.
وتساءلت الكاتبه : هل سيستمر الفيروس في الانتشار؟ هل يمكن كبح جماح انتشاره على حدود الصين, أو حتى وقفه تماما؟ وبالتالي بناء على تجاربنا مع الأوبئة السابقة وتوقعات منظمة الصحة هناك ثلاثة احتمالات.
الاحتمال الأول: احتواء الوباء ووقف انتشاره .
هناك أشخاص يأملون أن يظل الفيروس في الصين دون أن ينتشر في مناطق أخرى, وهو احتمال يمكن أن ينجح عند قيود السفر وإقامة حجر صحي صارم في موطن المرض .
وهذا لم يتحقق لأن دول العالم تفاوتت في استجابتها الىوقف السفر , لأسباب أنانية التجارة البينيه بين الدول والشركات من جانب , وتفشي الجهل بين شعوب نعرفها غارقة بالخرافات والقصص يغذيها أصحاب العقول الضيقه.
وضحت القواعد الصارمة سبب وجود حوالي 99% من الحالات في البلد الذي نشأ فيه الفيروس, وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وبعيدا عن الصين, يؤكد الدكتور غابرييل ليونغ عالم الأوبئة المسؤول عن قسم الصحة العامة في الجامعة من هونغ كونغ : أن العشرات من الدول اتخذت تدابير صارمة بشكل متزايد لمحاولة احتواء الوباء .
وفي الوقت ذاته بدأت شبكة دولية من الباحثين في جمع البيانات وتحليلها ومداولتها.
واجتمع هؤلاء الباحثون البالغ عددهم حوالي أربعمئة باحث في جنيف لمدة يومين ,لمراجعة وسائل مكافحة الوباء, و فحص إمكانية انتقاله ,واقتراح العلاجات الممكنة ,وكان هذا السيناريو المتفائل هو الذي قدمه المستشار الطبي الرئيسي في بكين.
وقال العالم تشونغ نانشان وفي مقابلة مع رويترز ,إن الوضع يتحسن بالفعل في بعض مقاطعات البلاد, حيث انخفض عدد الإصابات الجديدة, وهو ما دفعه للمراهنة على القضاء على الوباء قريبا.
الاحتمال الثاني : أن ينتهي الوباء من تلقاء نفسه
وفقا للباحث الأميركي ريتشارد ويبي عضو منظمة الصحة العالمية, فإن المرض لن يستمر سوى لفترة محددة من السنة.
وبحسب ستايت نيوز فإن هذه الأنواع من الفيروسات لا يمكنها تحمل الحرارة والرطوبة , حيث إنها تفضل الظروف الباردة والجافة التي يتميز بها الشتاء والربيع .
الاحتمال الثالث: أن يصبح الوباء جائحة
تتوقع الكاتبة أنه إذا لم تستطع الصين احتواء المرض ولم يتوقف مع نهاية فصل الشتاء , فسيحصل أسوأ سيناريو يتمثل في حدوث جائحة, أي أن ينتشر العامل المسبب للمرض بسهولة من شخص إلى آخر في جميع أنحاء العالم .
والحمد لله أن الأخبار المفرحة وصلت قبل يومين من الصين نفسها على لسان رئيسها بأن فايروس كورونا غادر الصين.
وبخصوص معرفة عدد الأشخاص الذين سيكونون في حصيلة الضحايا, لا يزال الخبراء يفتقرون إلى البيانات, خصوصا بشأن عدد المرضى الذين يتعافون.
وردا على سؤال من صحيفة غارديان , قال أن هناك أمل فقط في أن يكون المرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا الجديد إنفلونزا موسمية بسيطه.
أما عن تطوير العلاج؟
فقد قالت اللجنة الرئيسة المشاركة لاجتماع في منظمة الصحة العالمية , إن علماء صينيين يختبرون عقارين مضادين للفيروسات على فيروس كورونا الجديد, وإن النتائج الأولية للتجارب السريرية ستظهر بعد أسابيع.
وشاركت الطبيبة ماري بول كيني - وهي عالمة فيروسات سابقة في منظمة الصحة العالمية , في رئاسة منتدى بحثي مغلق , استمر يومين في جنيف وضم أكثر من 300 عالم وباحث, بعضهم شاركوا عن بعد من الصين وتايوان.
وقالت كيني في مؤتمر صحفي إن الزملاء الصينيين حريصون للغاية على المشاركة في البروتوكولات التي يجري تعريفها كي تجرى جميع التجارب السريرية وفقا للمعايير ذاتها, ويتطلعون إلى النتيجة. وتابعت : كانوا مهتمين للغاية بالعمل على بروتوكول رئيسي كهذا.
وأضافت أنه جرى إعطاء عدد من المرضى تركيبة من العقارين ريتونافير ولوبينافير المضادين للفيروسات, و سيكون ممتازا إذا نجح ذلك, لأن هذا العقار متوفر بالفعل كصيغة شاملة لعلاج الإيدز.
وتباع التركيبة الخاصة بعلاج الإيدز تحت الاسم التجاري كاليترا من إنتاج شركة أيفاي.
وأضافت أنه لم يتضح بعد ما إذا كان العلاج سيكون فعالا في مواجهة الفيروس الجديد, وسيتعين علينا الانتظار لأيام قليلة أو لأسابيع قليلة لتكون لدينا نتيجة.
نجاحات الصين
نجحت الصين في تقديم دروس كبيره ,منذ ظهور وباء كورونا عندها بشكل اجتياح مخيف, وقف لها العالم تقديرا في السيطرة على مليار ونصف مليار انسان بسهولة في أمور غاية في الأهميه منها:
• الحكمة والصبر والايمان بالمثل الراقيه.
• يتصف الشعب الصيني بالهدوء في التعامل مع المشاكل في كافة أنماط حياته , وفي الاحوال الصعبة والأزمات يبتعد عن الصخب والضجيج دون فائدة تذكر ومعالجات جديه.
• كان الاجراء الأول الذي اتخذته الصين هوفرض منع التجول في البلاد كلها, ,وشوهد التزام الشعب العالي بشكل منقطع النظير , واغلقت المطارات وتوقفت حركة المرور, والتزم الشعب بملازمة الأبنية السكنيه والشقق بانضباط عجيب , وأغلقت النوافذ,وأعدت كل أسرة ما يكفيها من الطعام الذي يكفيها لمدة اسبوعين .
• تضامنت المعارضه مع الشعب الصيني والحكومه من كافة الوجوه, وتركت الخلافات السياسيه جانبا.
• باشرت الصين فورا بانشاء مستشفى بعمل لا يتوقف ليلا ونهارا , مزودا بأحدث المختبرات والمسلزمات الطبيه والدوائيه والاداريه واستكملت ملاكاته الطبيه وفرق التمريض والاسعاف.
• أنجز أول مستشفى خلال ستة أيام , وأتبعوها بانشاء مستشفى ثانية بنفس الهمة والسرعة والاتقان.
• أما العلماء فلم يقفوا في انتظار منظمة الصحة العالميه , بل باشروا فورا في محاولات الوصول الى علاج فعال, بالبحث العلمي الرصين.
• كانت الحكومة الصينية صادقة وشفافة في نقل صورة تطورات الوباء وحالة المصابين , ولم تكتم التفاصيل على أنها أسرار عسكريه , وهذا ما شهدت به المنظمات الدوليه وأن شعب الصين لم يخلط بين الكوارث والسياسه بصدق وانفتاح , ولم يحصل خلط بين الكوارث والواجب الوطني ,على العكس مما تقوم به بعض الدول الغبيه في مثل هذه المواقف .
• في الصين تنقسم المدن والتجمعات السكانية الى أحياء , ويعيش في كل حي عدة ملايين من السكان ويقود الحي مسؤول مباشر.
• من السهولة أن يتصل السكان بمكتب الحي الذي يعمل ليلا ونهارا دون توقف , ويحصل السكان على الخدمات اللازمه , دون وساطة و دون أن يضطر المواطن الصيني أن يلجأ الى القرابه , أو التصريح بانتمائه الحزبي , كما تجري العادة عندنا , فالشعب الصيني متساوي في الحقوق والواجبات.
أما المسؤؤل الذي يقصر في الواجب , فانه يحاسب حسابا شديدا ويحال الى المحكمه ويواجه عقوبة صارمه لغاية حكم الاعدام.
• من لا يجد الطعام في منزله خلال فترة منع التجول , يتصل بمكتب الحي فتقوم شركة التوصيل الحكومية بإيصال حاجته من الطعام , وتحصل العائلة ما يكفيها لمدة أسبوعين ويتولى ذلك عمال التوصيل الى باب الدار أو الشقه. وتأخذ الاسرة طعامها مجانا دون أن تضطر الى ايضاحات مطوله , ودون أن تضطر الى حلف اليمين أو القسم , وعدم ارغامها على جلب الشاهد أو الكفيل.
• القاعده في الصين هي القيم والأخلاق والسلوك الصادق,ومن يثبت المراوغة أو التلاعب , قد ينال عقابا صارما جدا .
• أما أصحاب المركبات والمسافرين فلا يخرقون حظر التجول ولا يسلكون طرقا ملتويه. الشوارع لا يسير فيها الا المتطوعون , وهم الذين تطوعوا بأرواحهم لصالح المجتمع , ومعظمهم أطباء وممرضات وباحثون وباحثات , حاصلين على موافقة لجنة الحي للخروج وإنقاذ وطنهم وشعبهم .
• يصدق الصينيون بكل ثقة التوجيهات والارشادات الطبية, ولا يشكون بالرواية الرسمية , ,ولن تجد صيني يلجأ الى قناة فضائية مجاورة ويحكي قصصا مختلفة , لأن الاعلام الصيني يعمل كخلية نحل من أجل انقاذ الصين والبشرية من هذا الوباء.
• نلاحظ حالة راقية في سلوك الصين كدولة , وحكومة, وشعب , ولجنة حي , ومواطن ينسجم مع غاية واحدة ومشرفة, وهي وقف الوباء وإنقاذ حياة الناس .
• عندما طلبت بعض الدول إجلاء رعاياها فورا ومغادرة الصين , اعتقادا منها أنها أفضل من الصين, لم تتعامل الصين مع طلب هذه الدول على انه تشويه لسمعتها ,او تعقيدا لواجباتها , بل استجابت دون تردد , فكان المفروض أن تسارع أمريكا ودول غربية أخرى لارسال علمائها الى الصين فورا لتقديم المساعدة والانغماس في حل الكارثه,الا أن أمريكا سلطت اهتمامها على إجلاء عشرات الدبلوماسيين الأمريكان من الصين , وهي خطوة متسرعة قد تنقل الفيروس الى عموم أمريكا.
• خسرت الصين مئات الأرواح ومئات مليارات الدولارات في هذه الكارثة , لكن الجهات الرسميه الصينيه وفي مقدمتها الرئيس الصيني و المخابرات الصينية و الجيش والأمن , لم يتحدثوا عن مؤامرة أو عن تقارير سرية لإستهداف الصين , ولم تشغلهم نظرية المؤامرة , رغم أن الاحتمال ممكن . بل كان الصينيون يبادرون الى البحث عن علاج وبالتعاون مع كافة دول العالم , ومع المنظمات الأمميه وعلى رأسها منظمة الصحه الدوليه.
• وعليه فان الصين كانت بارعة في تطبيق مبدأ السيطرة والحزم.
وفي ساعات كتابة المقال الأخيره تصلنا أخبار مبشره ,هي أن الوفيات في الصين من جراء فايروس كورونا بدأت تتناقص منذ أيام.
كما أن بعض الدول بدأت تجرب لقاحات توصل اليها علمائهم على بعض المصابين الذين يقبلون خوض التجربه , لأن اللقاحات لم تحصل على اقرار منظمة الصحة الدوليه حتى الوقت الحاضر.

الحرب البايولوجية
كثر الحديث وقرأنا عن الحرب الغامضه, على أنها نوع عجيب من الحروب, لا تترك شظايا أو رائحة, ولا تملأ الجو دخاناً أو بارودا, ولا تخلف وراءها دمارا,ليس فيها مدافع ولا دبابات ولا صواريخ.
وصفت هذه الحرب بإنها سلاح العصر , إنها الحرب البيولوجية.
من الممكن إطلاق عدوى فايروسي أو جرثومي ,كي تهزم دولا بأكملها وتدمر اقتصادها وتشل حركتها وتعلن فيها حالة النفير القصوى, وتصنف الحرب البايولوجيه ضمن أسلحة الدمار الشامل, ولا تقل شراسة عن الحرب النووية والكيميائية, و هي أقلهم كلفة وأوسعهم انتشارا وأصعبهم ملاحقة.
ان أسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة النووية والأسلحة الكيميائية تكلف أموالا كثيرة , وأماكن ذات مواصفات خاصة , لكن تحتاج علماء وخبراء على أعلى مستوى من التخصص, في حين من الممكن تصنيع ترسانة كاملة من الأسلحة البيولوجية في زمن قصير, وكل ما تحتاج إليه هو مختبر متكامل لتحضير كائنات متناهية في الصغر لا ترى بالعين المجرده تسمى البكتيريا أو الفايرس المرضي, وهذا الكائن له قدرة سريعة جدا على الانقسام والتكاثر , ويستطيع إنتاج مليارات النسخ الجديدة خلال وقت قصير , داخل زجاجة مختبرية واحدة تكفي للقضاء على مدينة كبيرة.
ان الحرب البيولوجية ليست وليدة العصر, بل هي أقدم أنواع أسلحة الدمار الشامل,والتاريخ حافل بنماذج كثيرة في الحرب الجرثومية .
لقد استخدمها اليونانيون قديما ضد أعدائهم , إذ كانوا حين يدخلون بلدة يلقون بالجثث الميتة في مجرى مياه تلك البلدة , ويلقون بالحيوانات والفئران والطيور الميتة لتلويث مياه الشرب, كما كان يفعل الفرس والروم , أما المغول والتتار فكانوا يلقون في الأنهار الجارية وعيون الماء آلاف الجثث لتلويثها.
ثم تطورت الوسائل مع تطور العصر, ففي الحرب العالمية الأولى استخدمت ألمانيا ميكروب الكوليرا والطاعون في حربها ضد إيطاليا وروسيا, واستخدمت بريطانيا جرثومة الجمرة الخبيثة, كسلاح بيولوجي في الحرب العالمية الثانية في جزيرة جرونارد الإسكتلاندية, وظلت اسكتلاندا تعاني من آثار هذه الجمرة حتى عام 1987.
وقامت اليابان في الحرب العالمية الثانية , بنشر ميكروب الكوليرا في آبار المياه الصينية حيث تسببت في قتل الاف الاشخاص.
وفي عام 1763 , لوثت بريطانيا ملايين الهنود الحمر ببطانيات ضحايا فيروس الجدري الفتاك, لكونه سلاحا بيولوجيا شديد الخطورة , لقدرته على الفتك بشعوب كاملة في شهر واحد, فاقدم الرجل الأبيض على نشر الوباء بين الهنود الحمر أصحاب الأرض , فقتل الملايين منهم , ليحتل أرضهم ويؤسس بكل فخر ودون رحمة كيانا جديدا أطلق عليه أسم أمريكا.
لازالت الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المركز الأول في أسلحة الدمار الشامل وبضمنها الحرب البايولجيه.
إن الحروب بجميع أنواعها حروب بشعة, إلا أن الحرب البيولوجية أبشعها على الإطلاق, فهي تستهدف كافة شرائح المجتمع العسكريه , والمدنيه , والأطفال , والنساء , والشيوخ , والحيوانات,وحتى النباتات , ومما يزيد الحرب البايولوجيه بشاعة , أن الخصم لا يرى بالعين المجرده , ويفاجأ بالهجوم بطرق غير ملموسه, وأوقات غير متوقعه.
وقذارة تلك الحرب تتمثل في أن الدول التي تطلق هذا النوع من الحروب , تستطيع التحكم في تصنيع الأدوية المضادة واللقاحات والأمصال , مما يجعل الأمر يتحول إلى مافيات تتصارع فيها شركات الأدوية المصدرة لتلك اللقاحات.
والحديث عن الحرب البيولوجية لا تتسع له سطور هذا المقال, ويواجه الوطن العربي ونحن منهم ,الابتلاء بالحرب البايولوجيه المعلنه وغير المعلنه , فقد كتبنا عن نفوق الثروة السمكيه في العراق , وتلويث الثروه الزراعيه , والحيوانيه , ومياه الشرب في كافة مراحلها ,ونشر فيروسات الكبد الوبائي , وفيروس انفلونزا الطيور وغيرها.
يكمن الحل بداية في أفضل قوة دفاعيه وهبها الله لنا , ألا وهو جهاز المناعة, فالمطلوب هو اعتماد نظام غذاء صحي والإكثار من شرب المياه بشكل دائم ليصبح نمط حياتنا, والامتناع التام عن الأغذية المعلبة , والمغلفة , والأطعمة السريعة, فقد أوصت جميع المنظمات الصحية على مستوى العالم أن صيانة أجهزة المناعة لدى البالغين والأطفال على حد سواء يكمن بشكل عام في الأغذية التي يتناولها الانسان والتي تدخل في وجبته الغذائيه , وعليه يجب تناول الطعام الطبيعي من الخضروات والفاكهه , والامتناع عن المعلبات بسبب ما تحتويه من مواد حافظة, وكل ما هو مغلف بالبلاستيك لتفاعل مادة البلاستيك مع الغذاء المحفوظ بداخله , عند تعرضه لاختلاف درجات الحرارة مما يحوله لمادة مسرطنة,والطعام المهدرج .
خاتمة
أختم بمعلومات مبسطه حول فايروس كورونا صادره من منظمة الصحة العالميه:
الاعراض
• سعال .
• حمى .
• ضيق في النفس .
الوقاية
• غسل اليدين بالماء والصابون.
• تغطية الفم والانف بمنديل عند السعال او العطاس .
• المحافظة على مسافة لاتقل عن متر بينك وبين الاخرين .
• تجنب لمس العينان والانف والفم .
• تجنب لمس الايدي للكثير من السطوح والمحتمل تلوثها بالفايرس, وعدم لمس العين او الأنف باليد الملوثة .
• تغطية الفم والانف بمنديل عند السعال او العطاس
• تجنب المصافحه والتقبيل واللمس بكافة أشكاله
• الابتعاد عن كافة أنواع التجمعات البشريه , الاجتماعية أو الدينيه.
 خبر مفرح
نشرت أخبار صادره من بعض الدول منها الصين , وفرنسا , عن توصلها الى دواء للعلاح من مرض الكورونا.
وعلى الرغم من كون الأخبار ايجابيه , الا أن الوقت مبكر لكي يتم الاتفاق عالميا على نجاح أي علاج ما لم يؤكد من منظمات مرجعيه مثل منظمة الصحة الدوليه. 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,028,846

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"