مظفر قاسم حسين، لا تحاول بيع سُمّك في قوارير العسل

مصطفى كامل
بعض من يحب الهراء يحاول أن يظهر بمظهر المحايد، فيشتم زمناً مضى ويهاجم زمناً حاضرا.

مظفر قاسم حسين، الذي يظهر هنا وهناك، من هذا النمط، فنراه يخرج ليعدّد ما يراه مساوئ في العهد الوطني، متغافلاً عن كل الكم الهائل من البناء في جميع النواحي، وإن ذكره يحرفه عن معانيه الاستراتيجية، فلا يرى في ذلك العهد إلا (دكتاتوراً يبني) مركّزاً على ظروف مرحلة الحصار الصعبة التي عاشها العراقيون، والتي جاهدت الدولة الوطنية لتخفيفها بإجراءات حقيقية، أوجدت فارقاً لدى الشعب، لا ينكره حتى الأعمى.
يتناسى مظفر قاسم حسين ظروف التآمر الدولي التي أحاطت بالعراق منذ بداية ثورة تموز 1968 لأنه يريد الوصول إلى نقطة رسمها له من يحرّكه، فتراه يقفز على كل إيجابية، وحينما يذكرها ليبدو موضوعياً نزيهاً محايدا، سرعان ما يحرفها إلى مبتغاه وغايته.
ولأنه يدسّ سمّاً كثيراً في عسلٍ قليل تراه يهاجم عصابات المنطقة الخضراء دون أن يسمي أحد، وهذا أسلوب مخابراتي خبيث يهدف إلى إقناع المقابل بتجرع السم المخلوط بالعسل، مع الإشارة إلى أنه لم يبق واحد من أفراد العصابة، زعماؤها والرعاع، إلا وهاجم وانتقد أفعال العصابة في مسعى للظهور بمظهر الموضوعي المحايد لتسويق أنفسهم للشارع الذي ثار عليهم.
عندما نقول إن الأسلوب الذي يتبعه هؤلاء، ومنهم مظفر، أسلوب مخابراتي خبيث فنحن نعني ذلك تماما، فلو هاجم العهد الوطني فحسب لم يتقبّل كلامه كثيرون، ولو مدح العهد المجرم الحالي لانكشف خبثه، لذا يمارس لعبة الشرطي السيء والشرطي الطيب، لكنه يؤدي الدورين في آن معا.
غير أن أصحاب هذا الأسلوب غالباً ما يسقطون في شرّ أعمالهم، وهو ما حصل فعلا، عندما تحدث عن مكتسبات التعليم والعمل التي حصل عليها، كما كل العراقيين، في العهد الوطني، وهناك مكتسبات كثيرة غيرها، لم تعتبرها قيادة العراق حينذاك منة، بل هو ما يجب أن تقدمه الدولة لشعبها، دون أن ننكر خطأ منافقين تسيّدوا وسائل الإعلام حينها بإظهارها على أساس (المكرمة).
ولمظفر وسواه نقول:
نقول عن الزمن الجميل إنه جميل، لأننا لم نرَ فيه الإرهاب والفساد وتدمير البنى التحتية وتخريب مؤسسات الدولة وتحطيم أواصر المجتمع وبنائه الوطني.
نقول عن الزمن الجميل إنه جميل لأنه لم يقسّم العراقيين حصصاً على المذاهب والأعراق والطوائف والأحزاب.
نقول عن الزمن الجميل إنه جميل لأنه كان زمن كرامة، ولأنه كان زمن أمان، ولأنه كان زمن بناء ولأنه كان زمن عفة.
ونقول عنه إنه جميل لأن تلك الحشرات الضارة التي تملأ أرجاء الوطن الآن لم تكن تجرؤ على الظهور من فوهات المجارير في عهده.
ونقول عنه إنه جميل لأن هناك الكثير من الجمال فيه.
أما الأخطاء التي كانت في ذلك الزمن الجميل فقد رفضناها بالأمس ونرفضها اليوم وسنفعل كذلك في الغد.
لعبة الشرطي السيء والشرطي الطيب لا تنطلي علينا، وباستطاعتنا فرز السم عن العسل وإن امتزجا، فتلك مهمة احترفناها، وعيوننا ترصد كل شيء، ومهمتنا تبصير من يحتاج إلى تبصير ومعاونة من يريد النهوض.
ولأننا كذلك، بفضل من الله تعالى، لن نسمح لك ببيع سُمّك في قوارير العسل يا مظفر قاسم حسين، وقد لمسنا طائفيتك البغيضة، التي تظهر وإن جاهدت في سترها، مذ بدأت فحيحك في قناة الفيحاء التي تقطر سماً وتنضح طائفية، حتى وصولك إلى قناة الابتزاز والتقلب والصفقات الخسيسة، الشرقية، مروراً بكثير من الادعاءات الزائفة التي بثثتها بين الناس، ومنها ندوتك المزعومة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف قبل أشهر، وقد سجّلت حديثك حينها في قاعة مغلقة فارغة إلا من الذي صوّر لك الحديث.
لن نسمح لك، ولسواك، بخلط السم في العسل، نحن العراقيون الأصلاء لن نسمح لك.


comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,031,367

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"