كلّنا عرب (بالنسبة لهم)، فمتى يا ترى سنصبح كلّنا عرب (بالنسبة لنا)؟!‏

موصل تغلب

الفضائيات العربية ادّت احد الاغراض التي أُنشئت في سبيل تأديتها: تطبيع العقلية العربية على مشاهد القتل والحرق والقصف ...الخ . بغض النظر عن الضحية واختلاف ظروفها.

وانا على ثقة ان جمهور (اراب ايدل وبرامج الرقص والتفاهة) الذي ادار ظهره عن مشاهد (بروانة، بهرز، جرف الصخر، مصعب بن عمير- ان تفضلت هذه الفضائيات بعرضها!) ومجازر (حمص ودرعا وحلب .... والقائمة تطول) ومذابح غزة ............. ومحرقة احتلال العراق المستعرة منذ 2003 الى يومنا هذا (عدا مأساة حصار شعبه وتجويعه- وملجأ العامرية) هذا الجمهور الذي واصل (رقصه وطربه وتصويته للتفاهة والسقوط) بعد كل ما رآه من صور الضحايا الابرياء من اطفال وشباب وشيوخ سيصحو غدا- وبعد مطالعته مشاهد احراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة- ايضا ويلتقط (هاتفه المحمول) ليصوِّت (راقصا طربا للتفاهة والسقوط)!

وحدها فضائيات الاغراض والأجندات والمصالح والسيناريوهات المعدة والمسرحيات (واسيادها واسيادهم -من تخفى منهم ومن ظهر) ستبقى تعرض صور الكساسبة (لا حرصا منها على حقوق الانسان- ولا تضامنا مع عائلته- ولا استنكارا لبشاعة مقتله وهمجية قتلته) كما تروج (ويروجون) بل خدمة لأجندات ومخططات اجرامية سيرتكب اصحابها- وباسم الثأر للكساسبة- مزيدا من عمليات القتل والقصف والحرق ضد الضحية التي هي شعوبنا المبتلاة بكل هؤلاء القتلة.

كعراقية اتوقع ان يخرج سادة (المحارق والمجازر والعمالة) الجاثمين على صدر عراقنا المحتل والذين (توعدوا الشعب الاردني الشقيق قبل ايام بالويل والثبور وعظائم الامور- لأن شرفاءه- وهم والله كثر- احيوا ذكرى استشهاد صدام حسين يرحمه الله)!

سيطل علينا هؤلاء القتلة وهم يتباكون (تشفيا) بالكساسبة (والاردن كله) وربما تبعهم السفاح ابن السفاح الذي احرق سوريا (ووعدنا منذ البداية باحراق المنطقة كلها)! وماادرانا ربما ظهر (خامنئي) غدا بجلالة قدره (حاملا بيده شعلة النار: ربّه!) ليبكي (الناصبي (!) معاذ)! مثلما ظهر صاحبه اوباما اليوم (وارث (مجد)- محرقة العامرية- وغيرها ليحدثنا عن (الانسانية والهمجية)!

ترى متى سيستفيق العرب ويلفظوا من افواههم الطعم الذي تلقفوه- ببساطة- منذ لحظة قرار (تدمير العراق وإحراقه)؟!

متى سنفهم ان هذه الاطراف التي توغل في دمائنا وتتاجر بها بطريقة او اخرى- بكافة مسمياتها وتنوع (مسرحياتها)- انما هدفها واحد: ابادتنا، هدم ديننا، ومصادرة كل الاصوات الحرة الشريفة التي ثارت على ارضنا بوجه الظلم والقمع والاحتلال والتخريب والتطرف، و(الارهاب باسم الدين) الذي يحتفل (روّاده- ويا للمفارقة- يوم 11 من هذا الشهر بذكرى- ثورته المشؤومة)!

وكعرب.... سوف نختلف فيما بيننا حول- ماحلّ- بالكساسبة وما يحلّ بحق مئات الالوف- ان لم نقل الملايين من ضحايا الاجرام الدولي في العراق وسوريا وفلسطين وبقية ارضنا العربية. وهناك بلا شك اختلاف لايستطيع احد انكاره- من قبل جميع الاطراف- لكن الحقيقة تبقى في كون قاتلنا (قتلتنا) الذين قصفوا ودمروا وجوعّوا واحرقوا هذه الملايين من ابنائنا لا يرون فرقا كبيرا (بين قيمة حياة الكساسبة وقيمة حياة ضحايا مجازرهم ومحارقهم في بلداننا) فالكل بالنسبة لأميركا وتحالفها وحلفائها انما (اضرار جانبية) لا قيمة لها- كأفراد- ومشاعر أم معاذ بالنسبة لأوباما وصحبه لا تعني له اكثر مما عنته مشاعرالأمهات الثكالى في العراق وسوريا وفلسطين. الفرق الوحيد ان (قضية قتل الكساسبة ): ايجابية (اعلاميا بالنسبة لأميركا ولمخططاتها) لا غير. لانها ليست مهتمة اصلا (بالاضرار الجانبية) التي تذهب ضحية مخططاتها وحلفائها سواء أكانت هذه (الاضرار) من يقوم بعمليات القصف او يسقط تحت الركام (قاصفا او مقصوفا)!

كلّنا عرب (بالنسبة لهم) ... فمتى ياترى سنصبح كلّنا عرب (بالنسبة لنا)؟!

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,046,925

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"