الصهيونية والصفوية الجديدة

لطيف السعيدي

المتتبع لصيرورة الدولة الصفوية الجديدة ، وما مرت به والمنطقة من أحداث وصرعات دموية ولا تزال، يدرك تماماً أن هذه الحكومة الصفوية صنعت لأهداف مرسومة بدقة عالية متناهية.


 

حيث بدأت هذه الحكومة بتصفية المعارضين دموياً في الداخل والخارج في ظل صمت ما يسمى بالعالم المتمدن وحقوق الإنسان وغيرها.

كذلك رمي الجيران بقذائف دخانية مصحوبة بشعارات غوغائية رائحتها الحرب والدم.وشعارات أخرى للغرب والصهيونية براقة غناء ، باطنها اللعب الحقيقي والتآمر والمتابعة والتصميم ، وظاهرها التزييف والتمويه والتشويه ، لعباً على عقول البسطاء والسذج  ، كالدفاع عن المستضعفين في العالم ، كقول خميني، (العرب دعونا إلى الإسلام وسنعيدهم إليه) وقبلها رده على رسالة رئيس جمهورية العراق المرحوم أحمد حسن البكر الذي هنئهم بإنتصار ثورتهم ، فكان جوابهم له، رسالة في طياتها الإنتقام والوعيد، وما جاء في ذيلها أعظم (والسلام على من ٱتبع الهدى) هذا يعني أن خميني هو موسى عليه السلام، ورئيس العراق فرعون، وغيره من الأقوال البعيدة عن الأخلاق الإسلامية ، والتي لاتمت إلى حسن الجوار بصلة، ثم إصرارهم على محاربة العراق وإستمرار المعركة، طمعاً في توسعها لتشمل الخليج العربي، ولا نعرف من أين كانت لهم تلك القوة، وهم في ثورة فتية تحتاج القريب والبعيد ، ونتساءلكيف تبخرت فجأة الأحزاب التي أقامت تلك الثورة ، وكيف تبخر جيش الشاه ودولته العميقة المدعومة صهيونياً وغربياً؟

والظاهرإن الأقوياء استفادوا من القاعدة التالية-

 ( إذا حضر الماء بطل التيمم ) حيث وجد البديل الأفضل الذي يلبي طموح الصهيونية العالمية والغرب بالقضاء على العدو الأزلي العرب والإسلام كما يظنون ، وكان الإتحاد السوفيتي العدو الآني يترنح ويلفظ أنفاسه الأخيرة. 

ففي عام 1980أشعل الصفويون نار الحرب على الحدود العراقية الإيرانية ، رغم محاولة العراق إطفائها ولمرات عديدة ، ولكنه لم يفلح ،لأن التآمر أقوى ، والعدو جئ به ونُصِّبَ لهذه المهمة ، وفي صدره الحقد والضغينة وفي نفسه السيطرة على المنطقة لإعادة دولة كسرى ، ولكن إرادة الله أقوى ورد كيدهم إلى نحورهم وجرعهم السم الزؤام.

العرب لم يتفحصوا التاريخ القديم ولا الحديث ليستفيدوا من ذلك الدرس البليغ وغرتهم الحياة الدنيا.  

فلم يتوقف الصفويون بتجرع السم الزؤام ، وتوقف الحرب ، بل بدؤوا التعاون السري والعلني مع الغرب وبمساعدة الصهيونية العالمية ، يحدوهم الأمل بتوريط العراق فيحروبأخرى والثأر منه ومن العرب والإسلام.

إستمر الصفويون بشعاراتهم الكاذبة المناهضة لأمريكا والغرب والداعية لإزالة الكيان الصهيوني من المنطقة ، وقاموا بأعمال إرهابية في المنطقة ، كتفجيرات هنا وهناك وإغتيالات ، تحت أنظار العالم أجمع ، والصمت العالمي على حاله كما حدث عندما ذبحت المعارضة الإيرانية ، وبموافقة من أتى بالصفويين إلى سدة الحكم في إيران. 

بينما يتنقل القادة الصفويون في دول القرار ، كلندن وواشنطن وباريس وتل أبيب وموسكو بمساعدة الصهيونية العالمية بحرية تامة لعقد الاتفاقات السرية وتغذية خلاياهم النائمة في الغرب وبلاد العرب والإسلام تحت وابل من الشعارات البراقة الفارغة كالموت لأمريكا والشيطان الأكبر ولعبة الإنتخابات الكاذبة في إيران ، وعداءهم الكاذب للكيان الصهيوني  ، ويوم القدس ،ولاننس قول نجاد إنه سيحرق الكيان الصهيوني، وهو من نام في حضن الصهيونية في بغداد وكابل بحماية أسياده الأمريكان.

ومن جهة أخرى تعقد الصفقات السرية عسكرية وتجارية وتجسسية ، ضد العرب والمسلمين ،والتي كشفتها صحف الكيان الصهيوني ذاته والصحف الغربية ،وفي المقابل شعارات الغرب التمويهية المخدرة للحكومات العربية والإسلامية والأمة على السواء ، منها إعتبار الحكومة الصفوية في طهران من محور الشر والمفاعل النووي الكاذب، وخطره على العالم أجمع،والحظر الإقتصادي الكاذب على إيران ( ونقول الكاذب ليس سذاجة ولا إدعاء ، ولكنه لا يقارن بالحظر الإقتصادي القاتل على العراق ، فضلاً عن  تقديم هدية عظيمة لإيران الصفوية "العراق كل العراق" بتاريخه وحضارته الضاربة في الأعماق ، بثقله الدولي والسياسي والإقتصادي، وبمافيه من قدرات بشرية ، وثروات طبيعية هائلة وووووالخ ، تعويضاً لما يسمى بالحظر الإقتصادي على إيران ، ولإرضاء الشعوب الإيرانية التي منعت من زيارة العتبات المقدسة في العراق زمن ولاية الفقيه ، والتي كانت تزورها في عهد الشاه ، وهي اليوم ومنذ الإحتلال تحج اليها بكل حرية ودون جواز سفر ما جعل الشعوب الإيرانية تروض وترضى)،

 كذلك لتضليل الشعب العربي والإسلامي وبعض الحكومات الساذجة التي لاتنظر إلا إلى ما تحت أقدامها ، والمقصود من هذا كله العرب ودفاعهم القوي (العراق) الذي أسقطوه بأيديهم ، وبغفلة من حكومة العراق أنذك وبعض القيادات العربية ، وقدوقعما وقع والكل مسؤول، ورغم ماحدث من كوارث لم يتدارك العرب الموضوع، بل إستمروا في مشاحناتهم وعدائهم فيما بينهم إلى يومنا هذا ، وإيران تقضم  الدول العربية وتسيطر عليها رويداً رويدا ، وتنشر أفكارها وضلالاتها وخرافاتها شرقاً وغرباً بمساعدة الغرب والصهيونية العالمية. 

وما يحدث من فتن وحروب في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين ، وإشعال النيران في بعض دول الخليج العربي لدليل واضح على ما نقول،  وسيسجل التاريخ هذا التخاذل لكم ، إن لم تعيدوا حساباتكم مع أمتكم وعقيدتكم وثروات أمتكم ، كما سجل لغيركم في السابق. 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,624,705

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"