في ذكرى انطلاقتها التاسعة، "وجهات نظر" تعاهد قراءها وكتابها على ثبات الموقف والسعي للتطوير والتحديث

مصطفى كامل

تمرُّ اليوم، الثالث من أيار/ مايو 2020، الذكرى التاسعة لانطلاق صحيفة وجهات نظر، التي تصطف، بتواضع وثقة، مع أخواتها من منابر الإعلام الحر التنويري المقاوم الملتزم بأمانة الحرف وشرف الكلمة والثبات على الموقف الوطني الراسخ، على طريق ذات الشوكة، طريق خدمة وحدة الأمة العربية وتحررها وقضاياها العادلة.

 

وإذ نحتفي، نحن أسرة "وجهات نظر" محررين وقراء، بهذه المناسبة، يسعدنا أن هذه الصحيفة، التي انطلقت أول الأمر مدونة شخصية، لم تعد كذلك بعد تسعة أعوام، حيث تخطَّت، بحمد الله تعالى، حواجز صعبة في عالم النشر، وهي، وإن بقيت إدارتها جهداً فردياً خالصاً، فقد حظيت بثقة الكتاب، فصارت بوابة لنشر جهدهم الفكري الرصين، وحازت على ثقة القراء الذين وجدوا فيها كلمة حقٍ في هذا الفضاء الرقمي الشاسع.

لقد تطورت تلك المدونة الشخصية كما بدت في صورتها الأولية قبل تسعة أعوام، وصارت اليوم صحيفة إلكترونية شاملة ومتعددة الأبواب، تحظى بعشرات ألوف القراء يومياً، من مختلف دول العالم، كما أسست لها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي العالمي "فيسبوك"، وحساباً على موقع "تويتر" وقناة على موقع "يوتيوب".

وفي مسيرتها هذه فإن "وجهات نظر" لا تعبر عن آراء ومواقف أي حزب أو جهة سياسية، لكنها تعبر بقوة عن الالتزام بقضايا العراق والأمة العربية العادلة، والالتزام بمواقف نراها، بإيمان شديد، صواباً يحتمل الخطأ، وهو إجتهاد شخصي محض، إذا أصبنا فلنا فيه أجران، وإذا أخطأنا فلنا فيه أجر واحد.

لقد تأكد لدينا، بحمد الله تعالى، أن هذا المنهج العربي الحر المقاوم يجد صداه واسعاً لدى شريحة كبيرة من القراء، وأن الجهد الفردي، يبقى مؤثراً وفاعلاً، حتى وإن لم تسنده مؤسسة أو جهة، بل إننا نثق أن هذا هو أهم عوامل نجاح "وجهات نظر" التي لم ترهن نفسها لموقف جهة داعمة أو ممولة، فبقيت محافظة على توازنها في خضم محيط متلاطم الأمواج من الاستقطاب والارتهان والمغريات، وعلى رغمٍ من محاولات الابتزاز والتهديد.

لقد تشرَّفت هذه الصحيفة بأكثر من 128 مليون زيارة خلال الأعوام التسعة الماضية، من أكثر من 180 بلداً حول العالم، وهو أمر يُرتِّب على كادرنا مزيداً من الحرص على الوفاء بهذه الأمانة التي طوَّقتم أعناقنا بها.

إننا في "وجهات نظر"، حريصون كل الحرص على المضي بهذا الدرب المقاوم بالكلمة الصادقة الأمينة وبشرف الموقف الثابت على الحق، وشعارنا في هذا الدرب المضني، قول الباري عزَّ وجل {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} وقوله سبحانه {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}.

وبقدر ما يسعدنا هذا الانتشار الواسع والمتميز لـ "وجهات نظر" صحيفة عراقية وطنية وعربية ملتزمة بقضايا أمتها العادلة، نقدم اعتذارنا عن كل هفوة ارتكبت دون قصد، وربما كان مبعثها اختلاف في زوايا النظر وطريقة المعالجة، ووسيلتنا في اعتذارنا هذا أننا لا ننطلق في أداء رسالتنا الإعلامية من مواقف شخصية، وانما من مصلحة العراق المقاوم، الوطن الواحد المنتمي إلى أمته العربية والاسلامية، ومن مصالح شعبنا العربي ونصرةً لقضاياه العادلة في التحرر والوحدة والنهوض.

وإذ نشكر السيدات والسادة الكتاب الذين تواصلوا معنا بثقة ومحبة، ونشكر الكادر الفني الذي ساعدنا على إخراج هذه الصحيفة ببراعة، فإننا نعاهد القراء الكرام على المضي على ذات الطريق، مع مزيد من التطوير والتحديث والترصين، تعزيزاً للنهج العربي المقاوم في مواجهة كل أنواع الاحتلال والغزو، وأخطرها الغزو الفكري والثقافي.

تحية لكل قرائنا الكرام، ولكل الكتاب الذين شرَّفونا بانضمامهم إلى هذا الجهد الإبداعي، ولكل من ساهم معنا بكلمة تشجيعٍ أو تصويبٍ أو رأيٍ ناقدٍ بنّاء.

كما أتقدم بالشكر لعائلتي الصغيرة، التي اقتطعت وقتاً ثميناً مما كان يُمكن أن أمنحه لها، للاهتمام بهذا الإنجاز المتطور.

وأعبر عن جزيل الشكر لكادر التحرير وفي مقدمتهم الأخت منة الله محمد التي انضمت، مؤخراً، إلى هيئة تحرير الصحيفة، راجياً لها دوام التوفيق.

والحمد، والشكر، لله عزَّ وجل، أولاً وأخيراً، أن وفَّقنا لخدمة شعبنا وأمتنا، وعهداً على أن نبقى كما يتمنى المحبون، قلماً مُشرَعاً بالحق لا يخشى في سبيل ذلك لومة لائم ولا إجرام مجرم، ولا تغريه المغريات.

تحية لكم أيها الأحبة وعهداً على الالتزام بشرف الكلمة والموقف.

مع التقدير

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,039,993

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"