رحيل الطيار البنغالي الذي قاتل لأجل العرب وأسقط 4 طائرات صهيونية في ساعات

الصورة: على اليمين النقيب إحسان شردم وعلى اليسار النقيب سيف أعظم، ويطرز صدريهما نوط الشجاعة العراقي. أرشيفية

توفي مساء الأحد 13 حزيران/يونيو 2020، الطيار البنغالي سيف الله الأعظم، عن عمر ناهز 80 عاماً، تاركاً وراءه إنجازاً تاريخياً، باعتباره الطيار الوحيد في التاريخ الذي أسقط للكيان الصهيوني أربع طائرات، خلال حرب حزيران التي اندلعت في العام 1967 ضد العدو الصهيوني.

حياة "سيف الله"

تشير السيرة الذاتية لـ"سيف الله" إلى أنه وُلد لعائلة مسلمة في مدينة بابنا أقصى شرق الهند، بمنطقة توجد في بنغلاديش حالياً، وذلك في العام 1941، وعاش مع العائلة في كالكتا حتى العام 1947، ثم هاجرت العائلة إلى باكستان بعد قرار تقسيم شبه القارة الهندية وإنشاء باكستان وطناً لمسلمي شبه القارة.

التحق سيف الله بعد ذلك بأكاديمية القوات الجوية في باكستان عام 1958 وأصبح طياراً حربياً، وتعززت كفاءته القتالية عام 1963 بتلقيه دورة تدريبية في قاعدة جوية بولاية أريزونا الأميركية، احترف خلالها الطيران بطائرة "إف-86 سابر"، ثم عاد ليطير بالطائرة نفسها مع سلاح الجو الباكستاني عام 1963.


إنجازات عسكرية

يُعد سيف الله الطيارَ الوحيد في العالم الذي خدم في بيئة حرب لأربع قوات جوية لدول مختلفة، هي: باكستان وبنغلاديش والأردن والعراق.

في البداية، شارك الطيار بالحرب الباكستانية الهندية عام 1965 ضمن السرب الـ17 الذي نجح في تنفيذ هجمات على أهداف هندية، وحاصرته طائرتان هنديتان بالجو ونجح في إسقاط إحداهما والعودة سالماً إلى قاعدة سارجودا الجوية، وبعد الحرب رُقِّي قائداً للسرب الثاني في سلاح الجو الباكستاني عام 1966.

لفت نجاحه اهتمام المملكة الأردنية، وفي العام 1966 عُيِّن سيف الله مستشاراً معاراً لسلاح الجو الملكي الأردني، وبعد أشهر وتحديداً يوم 5 حزيران/يونيو 1967، وجد الطيار نفسه في مواجهة مباشرة مع الطائرات الصهيونية، حينما قصفت الأخيرة قاعدة المفرق الجوية الأردنية، بعد وقت قصير من تدمير طائرات لسلاح الجو المصري. 

بعد هذا الهجوم، تصدَّى سيف الله وطيارون أردنيون آخرون لهجوم صهيوني ثانٍ، واستطاع إسقاط طائرة صهيونية، وإصابة أخرى لم تتمكن من العودة إلى قاعدتها وسقطت في الكيان الصهيوني. 

وبعد تدمير الطيران الصهيوني عدداً من الطائرات الأردنية، انتقل سيف الله إلى سلاح الجو العراقي ليكمل المعركة من هناك، وتمكَّن من إسقاط طائرتين صهيونيتين مُغيرتين، ليسجل اسمه في التاريخ العسكري للمنطقة باعتباره أول طيار مقاتل يتمكن من إسقاط أربع طائرات حربية صهيونية في غضون 72 ساعة فقط.

تشير موسوعة "ويكيبيديا" إلى أن هذا البطل حصل على "وسام الشجاعة" من سلاح الجو الباكستاني بعد مشاركته في الحرب ضد الهند عام 1965، وحصل على "وسام الاستقلال" من سلاح الجو الملكي الأردني تقديراً لمشاركته في حرب عام 1967.

كما نال "نوط الشجاعة" من سلاح الجو العراقي؛ تقديراً لمشاركته في الحرب نفسها، وقد كرَّمه الجيش الأميركي عام 2000 بتضمين اسمه بقائمة أفضل 22 طياراً على قيد الحياة والتي تُسمى "قائمة النسور الأحياء".


المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,627,673

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"