فارس يترجل عن صهوة جواده

نزار السامرائي
انتقل إلى رحمة الله رفيق طريق المحنة في معسكر الأسرى العراقيين المعاقبين في دولة الشر والعدوان والتوسع اللواء الركن خميس مخيلف عبدالرحمن العلواني.
تغمد الله المرحوم اللواء الركن خميس برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.

لقد التقينا سوية في معسكر الأسرى العراقيين الذين فرضت عليهم إيران الشر قطعا وعزلا محكمين عن العالم لأنهم حافظوا على شرف الإنتماء للعراق وعلى قسم الولاء للوطن الذي اقسموه يوم تخرجهم من الكلية العسكرية في دورتها الثانية والاربعين أو في مسيرة رجال العراق المطرزة بالفخر والاباء.
لقد جمع شرار الخلق من إيران وعملائها من خونة العراق، الأسرى العراقيين الشرفاء في معسكر قمصر كاشان ليحشروا فيه كل من نطق بكلمة لا لإيران وعملائها فاذاقوهم كل ما حفل به قاموس اللؤم الفارسي من فنون التعذيب، ولكن الأسرى ثبتوا وصبروا على التعذيب وعلى محاولات الإذلال سواء بالتجويع أو بالإهمال الطبي وما نكست رؤوسهم وكان الراحل العزيز أبو محمد في الطليعة من أبطال القادسية في مقارعة المشروع الإيراني التوسعي الإرهابي وعملاء إيران ذوي الثمن الرخيص في معسكر الأسرى السري.
تأسر اللواء الركن خميس مخيلف عندما كان برتبة عقيد ركن ويشغل منصب آمر اللواء 48 مشاة الفرقة11 في مدينة المحمرة في 24/ 5 / 1982 بعد قتال شرس ضد الكتل البشرية التي دفع بها الإيرانيون إلى مدينة المحمرة ولم يتوقف القتال الضاري إلا بعد نفادالعتاد الحربي.
وعاد من الأسر يوم 5/5/ 2003 عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وحدث لجنة الصليب عن معاناته ومعاناة رفاقه في معسكرات الأسر.
توفي رحمه الله يوم 15/ 6 / 2020 في مدينة الرمادي بعد معاناة من المرض
تغمد الله أبا محمد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون وألهم أهله وأبناءه ورفاقه وأصدقاءه الصبر الجميل.